المحرر موضوع: من معاداة المسيحية إلى اضطهاد المسيحيين  (زيارة 1530 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Pierre Iwaz

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
من معاداة المسيحية إلى اضطهاد المسيحيين
بقلم: المهندس بيير حنا إيواز / باحث وكاتب

ومع بدايات القرن ( 21 ) اليوم ،  ينتقل الإرهاب العالمي ،  من الفكر الايديولوجي المتطرف في معاداة المسيحية ،  ينتقل إلى اضطهاد المسيحيين في كل انحاء العالم .. وذلك بشتى الطرق والوسائل والأساليب القديمة منها أو الحديثة ، وحتى المبتكرة ..

ونتوقف هنا لنعود إلى الماضي القريب نسبيا .. قبل قرن من الآن .. إلى بدايات القرن ( 20 ) وأواخر الإمبراطورية العثمانية التركية / الرجل المريض في العالم آنذاك / حيث وصل اضطهاد المسيحيين / المواطنين وسكان البلاد الأصليين / وصل إلى اوجه .. حيث كانوا يدخلون إلى قرية ويجمعون شبانها ورجالها ويبيدونهم ( إبادة جماعية ) في حفر .. بينما النسوة والأطفال والشيوخ المحتمون تحت قبة / سقف كنيستهم الصغيرة يبكون و يصلون والرعب يحيطهم .. كان مجرمو الابادات الجماعية يتسلقون إلى سطح تلك الكنيسة ويفتحون ثقبا ويلقون بالزيت والنار والبارود على من في الداخل بدم بارد .. وينتقلون إلى القرية التالية أو حتى ملاحقة قوافل التهجير والهجرات / السفر برلك المتتالية .. وإلى أعماق بادية الشام السورية للجوء والامان .

ومازال في عالمنا اليوم عام ( 2006 ) ظاهرة نمو وتنمية حركات وتيارات مختلفة تنطلق من ( ايديولوجيات ) معاداة المسيحية ذاتها ( سرا وأحيانا علنا ) ، ويتم تجسيد هذه المعاداة عبر اضطهاد المسيحيين ( حيثما أمكن ذلك ، أفرادا وأحيانا جماعات ) على ارض الواقع وبأشكال اضطهادات مختلفة ، تارة تقليدية ومؤخرا مبتكرة .. بحيث يكون الهدف :

تفريغ المسيحيين الشرقيين / المشرقيين سكان البلاد الأصليين منذ آلاف السنين ، تفريغهم أو نزفهم من بلادهم .. بالترهيب والترعيب / الترغيب وبعرقلة أمورهم

 ( الدنيوية المدنية ) واستبدال ( قطع الأعناق )  كما اعتمد في الامبراطورية العثمانية التركية ( مذابح ، مجازر ، انتهاكات لحقوق الانسان ، تهجير وسفربرلك .. وإبادات جماعية  ) للمسيحيين تحت ذرائع شتى ( مفبركة وناجمة عن حقد أعمى وكراهية غير مبررة والتي لا يقبلها ( لا العقل ولا المنطق ولا الدين ) ، تبديل ( قطع ) الأعناق ( بقطع ) الأرزاق وهدر الكرامة ..

ولنترك مسألة ( معاداة ) المسيحية .. لان المسيحية رسالة إيمان ومحبة وسلام ورحمة وتسامح .. وبالتالي فهي بخير على نطاق مجمل جغرافيات العالم .. ولكن باستثناء مناطق ..  ما زالت تستمر فيها المعاداة ( الناعمة ) للمسيحية .. وتصاعد ( ممنهج ) للاضطهاد ضد المسيحيين كأفراد وخاصة ضد ( النخبة ) من الأفراد .. النخبة الفكرية ، العلمية ، الهندسية ، المهنية ، الصناعية ، الأدبية والفنية .. تحت ذرائع أو تبريرات واهية ( ووفق كلام حق يراد به باطل ) .. وبالتالي وفي الموجة الأخيرة من عصرنا الحديث اليوم ( ومنذ عام 1984  تحديدا وإلى اليوم 2006 ) ، ما زالت هذه ( النخبة المقهورة .. من المجتمعات المسيحية والوطنية قلبا وقالبا ) ما زالت تضطر قهرا وقسرا وتحت التهديد ( المبطن ) والوعيد والابتزاز وهدر الحقوق وحتى المواطنة الكريمة .. تضطر إلى إما إلى :

القبر ، أو المشفى أو الحصار أو الإعاقة ، أو اللامبالاة ودفع ( الخوة ، الاتاوة ، الجزية والخ ) .. أو اختصار الطريق :

 والهجرة .. بحثا عن الكرامة أولا .. وشيء من الحرية .. ومن يقل غير ذلك .. ؟!! 

والخاسر :

الوطن والمجتمع والمسيحية ..

 ونتساءل من القلب والعقل والعاطفة والمنطق والانسانية :

 لماذا ؟ !![/b] [/size] [/font]