المحرر موضوع: ضياع حقوق الكلدان بين الأدعاء والأستعطاء  (زيارة 1365 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ضياع حقوق الكلدان بين الأدعاء والأستعطاء

كل الشعوب تمر بفترات من الأرتقاء والوهن وهذا حكم التاريخ وكما تقول الحكمة "لكل زمان دولة ورجال" وقد يصيب الوهن بعض الشعوب لأسباب خارجة عن أرادتها كالحروب والأحتلال من قبل الغير لكن الحي منها يبقى رافضا حالة الأنبطاح ويبدي المحاولة تلو الأخرى لينهض من سقطته وكمثال على ذلك الشعب اليوناني والأيطالي والعربي والتركي والأنكليزي الذين كانت لهم أمبراطوريات عالمية تحكم أرجاء كبيرة من الكرة الأرضية وقد سقطت تلك الأمبراطوريات لكن شعوبها حافظت على وجودها رافضة الأنقراض والتهميش.
في مقابل ذلك نرى شعوبا أخرى تقاعست عن أستحصال حقوقها ورضخت للأمر الواقع سواء عن قناعة أو عن كبت ولم تحسن أستغلال الفرص المتاحة لها عبر التاريخ للنهوض من كبوتها المستديمة متناسية بأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى وبأن "من يتهيب صعود الجبال يبقى أمد الدهر بين الحفر".
من المقومات الأساسية لنهوض أي شعب أو أمة هو وجود دافع ذاتي وقيادة مؤتمنة وأقصد بهذا أنه لا بد لأي شعب يريد الحصول على الحد الأدنى من الحقوق التي يطمح اليها أن يكون مستعدا لتقديم تضحيات في سبيلها مع وجود قيادة مؤمنة بتلك الحقوق ومستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيل شعبها وبهذا يتم التلاحم بين القيادة والقاعدة لسلوك اوعر الطرق المؤدية الى النجاح وليس من الضروري أن تكون المسيرة عسكرية أو قتالية وأنما يكفي في حال وجود الهمة أن تكون تلك المسيرة سياسية و أقتصادية.
المتبقي من الشعب الكلداني قد أبتلي بعدد كبير من المنظمات الطارئة والمستمرة في التكاثرالتي تدعي تمثيله وعقدت مؤتمرات نهضوية بأسمه في أكثر من مناسبة تصدر ضجيجا من دون نتيجة ومن دون أن يعيرها هذا الشعب أي أهتمام لقناعته بأنها بعيدة عن أيجاد حلول ناجعة لمشاكله لا تبتغي غير حب الظهور والحصول على منصب أو بعض الفتات يساعدها على فتح مكاتب وشراء أثاث مع نثرية للجيب.
يدعي  بعض ممثلي تلك المنظمات  بأن الشعب الكلداني مهمش من قبل الآخرين وبأن حقوقه مهضومة وبأن حصته من الكعكة قد سرقت ولم يحصل على اي تمثيل سواء في الحكومة المركزية أو في الأقليم وما شابه ذلك من تظلمات لا تنم الا عن أحد أمرين وهما أما  أن أصحاب هذه الطروحات بعيدون عن الواقع العراقي ولا يعلمون شيئا عن كيفية سير الأمور أو أنهم على علم تام ولكنهم يظنون بأن الأكثار من مثل هذه الطروحات سوف يدفع الآخرين لأعطائهم حصة من الكعكة لأسكاتهم.
أن الحصول على الحقوق في مثل هذا الزمن الرديء يستوجب وجود أندفاع من قبل أبناء الشعب وهذا تخلقه القيادات المقتدرة أن توفرت وأثبات وجود  بجهود ذاتية وليس بالأتكال على مساعدة الآخرين وطرق كل الأبواب بقوة دون كلل وعدم الأنزواء والأكتفاء بالبكاء والعويل وندب الحظ كما يحصل الان لأن هذا الأسلوب سوف لن يوصلنا الى أية نتيجة.
لنعترف بأن الأخفاق في حشد الجماهير في الأنتخابات وكنتيجة حتمية لذلك عدم الحصول على أي تمثيل بأسم الكلدان هو السبب الرئيسي لضياع حقوقنا وكل الجهود المبذولة في عقد  مؤتمرات نهضوية ( تأبينية) والمقالات المكررة لحد الغثيان في اتهام الآخرين بهضم حقنا والأستيلاء على حصتنا من الكعكة اللعينة سوف لن تفيدنا بشيء .
نقول بأننا الأكثرية بين مسيحيي العراق وهذا صحيح عدديا ولكن لحد اليوم ليست لدينا جريدة واحدة تصل الى كافة أبناء شعبنا الكلداني وليس لدينا موقع ألكتروني واحد يخدم القومية الكلدانية لأن كل الموجود لحد الآن لا يتعدى كونه تمثيلا قرويا أو فئويا لا يخدم الجميع في حين أن للاخرين المئات من هذه المواقع والعديد من الجرائد والأذاعات والمحطات الفضائية وبذلك يصبحون هم الأكثرية بأنتاجهم رغم أقلية عددهم ونصبح نحن أكثرية معطلة غير منتجة.
الأمر الأكثر أيلاما هو أن منظماتنا الكلدانية تعمل منعزلة الواحدة عن الأخرى لا بل هناك تناحر فيما بينها وكتبتنا الأشاوس في الأنترنت قد أستلوا سيوفهم يحاول الواحد منهم أسقاط أخيه لأنه يخالفه الرأي معتبرا رأيه منزلا لا يجوز التجاوز عليه وأن دل هذا على شيء فأنه يدل بما لا يقبل الجدل على الأنانية الفردية و ضحالة في التفكير وهذا أيضا أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى نفور القاعدة عن أدعياء القيادة.
نشر بعض الأخوة مؤخرا موضوعا سموه " الكلدان في غيبوبة" وقد سبق لي أن نشرت موضوعا تحت نفس العنوان وهو " الكلدان في غيبوبة سياسية " وذلك بتاريخ 27/3/2010 وبموجب الرابط المدرج في أسفله وقد حددت كون الغيبوبة سياسية لأن الشعب الكلداني من أنشط الشعوب في الناحية المادية أن لم يكن أنشطها بعد أبناء عمومتنا اليهود ( أنطلاقا من كونهم من سلالة أبراهيم أبن أور الكلدانيين ) وقد جعلهم حب المال بعيدين عن أي نشاط قومي أو سياسي ما لم يكن ذا مردود مادي وألا كيف يمكن أن نفسر عدم تمكن الكلدان من فتح فضائية واحدة تنطق بأسمهم وتعرض مشاكلهم وهل السبب في ذلك عدم توفر المال ؟والجواب هو: " بكل تأكيد لا".
هل هناك من يهمشنا حقا ويسلب حقوقنا أم أننا غير قادرين على أستحصال تلك الحقوق بجهودنا الذاتية وهذا هو واقعنا المر شئنا أم أبينا وفي هذه الحالة أرى أنه من الأفضل لنا أعادة دراسة أوضاعنا لأيجاد الحلول الناجعة للمستقبل والكف عن لوم الغير على أخفاقاتنا.
عبدالاحد سليمان بولص
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,399961.msg4522720.html#msg4522720