المحرر موضوع: مظاهرات ومظاهرات وأكل ...الدولمة ... حبة ..حبة ..!!  (زيارة 1209 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jalal charmaga

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
مظاهرات ومظاهرات وأكل  ...الدولمة  ... حبة ..حبة ..!!
 
جلال جرمكا / سويسرا 

العراق ومنذ القدم ، بالضبط عند ( وجود ألأستعمار البريطاني) لم ينقطعوا عن التظاهر والمظاهرات.. ولكن خلال فترة حكم الجماعة والتي أستمرت ( 35 عاماٌ فقط!! ) ، لم نعد نسمع بالمظاهرات بمعنى المظاهرة سوى المظاهرات الحكومية والحزب الواحد.. بأختصار مظاهرات لنصرة وتأييد الحكومة في كافة قراراتها وخطواتها.. وجميعها على ضؤ والمواقف المتقلبة من قبل الحكومة فتارة تخرج مظاهرات تأييداٌ لمجلس التعاون العربي ، ذلك الحلف ( الهش) الذي أبرم بين [ العراق ومصر وألأردن واليمن ) والتشييد بقادة تلك الدول ولكن فجأة وبعد فترة من ظهور الخلافات ، نزلت تعليمات بقيام ( الجماهير الغاضبة ) بالتظاهر العفوي!! والطلب من القيادة عدم ألأستمرار في ذلك الحلف لكونه حلف يخدم ( ألأستعمار والصهيونية وألأمبريالية العالمية ) و.......الخ من التبريرات السخيفة!!.
في فترة من الفترات ، أي قبل أن يصبح ( صدام ) رئيساٌ .. تم التشاور مع القيادة السورية لأعلان ( وحدة ) مشتركة بين البلدين ودمج الحكومتين بحكومة واحدة ونفس الشىء بالنسبة الى ( حزب البعث) .. ألأجتماعات كانت مستمرة ، ناهيك عن زيارات السادة المسؤلون السوريون! الى العراق وبالعكس .. لذلك كان لابد من خروج الجماهير الى الشارع والهتاف و( الصياح والصراخ والعربدة ) لتلك المناسبة .. لله الحمد وأخيراٌ تحقق الحلم العربي وبدأوا بخطواتهم ألأولى للوحدة الشاملة من ( المحيط الى الخليج!!) وكلها أيام وسوف ( ألأرض تتكلم عربي!!) وسوف ترفرف الراية العربية الموحدة على القدس ولبيك يا علم العروبة!!!. .
كانت المظاهرات مستمرة.. في العاصمة وفي جميع محافظات العراق ومنها السليمانية ، حيث الطلبة والعمال والنساء والكسبة ( كان لازم ) يخرجون ويعلنون التأييد .. والا ..!!.
قبل تلك الفترة ، أي ( قبل تلك الفكرة بأشهر) .. كانت المظاهرات تخرج وتندد بالحكومة السورية والنظام السوري.. ومن الشعارات التي كانت تردد بالعربية طبعا:
ياخدام ياجبان ... ياصديق ألأمريكان..!!.
وللعودة الى المظاهرة ألأخيرة ( أثناء الحلف مع سوريا ) كانت الشعارات تمجد ألأخ والرفيق ( عبد الحليم خدام ) وجماعته.. ولكن ألأخوة المشاركون في مظاهرة السليمانية كانوا قد حفظوا الشعارات السابقة عن ( ظهر قلب) ولذلك ما أن أنطلقت المظاهرة تأييداٌ للوحدة مع سوريا والهتاف بحياة القيادة السورية وحزبهم .. حتى تفاجأ أحد المشرفين على المظاهرة بأن مجموعة من عمال ( معمل السكاير والسمنت ) ينادون بصوت جهوري وقوي:
ياخدام ياجبان .. ياصديق ألأمريكان!!.
هرع ( الرفيق المسؤل ) اليهم وأوقفهم وصاح بهم :
ـ ماذا تقولون بحق الشيطان؟؟.
فأجابوه بأنهم يرددون الشعارات التي كانوا يطلقوها قبل أشهر!! ، ولماذا؟؟ ما الذي تغير؟؟.
فأجابهم ( الرفيق/ المشرف) أن الوضع قد تغير ويجب أن نقلب الشعارات الى وجهها ألأخر..! ، هكذا هي السياسة ، تعليمات القيادة تقول هكذا!!... بعدها أصبحوا يرددون ما تأمر به القيادة وهم ليسوا الا (بشر آلي ) يتحركون وفق مايرده السلطان وبس!! .....هكذا تظاهرة والا بلاش!!.
كان الله في عون العراقيون.. لقد أحتاروا حتى في ترديد الشعارات والهتافات!!.
 ولنبتعد قليلاٌ بعقود وفي الستينيات من القرن الماضي .. ففي عهد الزعيم الراحل / عبد الكريم قاسم ، كانت المظاهرات مسألة طبيعية ولايمر أسبوع الا ويشهد ألأهالي العديد من المظاهرات!!.
أثناء المظاهرات كانت تحدث مفارقات غريبة ومضحكة ..!!.
في أحدى المظاهرات والجماهير المحتشدة كانت تسير في شارع الرشيد وبالضبط في ( حافظ القاضي) ، كان هنالك أحدهم يرتدي الملابس الشعبية الفولكلورية وبأناقة تجلب ألأنظار.. حيث ( رانك وجوغة .. كلاش هورامان والمشكي ... الخ من التفاصيل المملة ..) كان مع العديدون واقفاٌ على الرصيف لمشاهدة تلك الحالة .
من سؤ حظه العاثر.. أن المتظاهرين بدأوا بهتافات تحيي ( ألأخوة العربية الكوردية ) ، وحينما شاهدوا ذلك الرجل وهو يرتدي تلك الملابس.. هجموا عليه وحملوه على ألأكتاف.. ولكن المسكين من شدة ألأزدحام وكثرة الناس وقبل أن يرفعوه الى ألأعلى .. تسقط ( فردة من كلاشه ) !!.. فبدأ يصرخ بالكردية ( طبعاٌ ) ويقول بأعلى صوته :
ــ تاكه كلاشه كه م ... أي ( فردة كلاشي) ..!
والجماهير ظنوا بأنه يهتف بالكوردية .. لذلك أمست آلآف الحناجر تردد :
ــ تاكه كلاشه كه م... تاكه كلاشه كه م..!!.
المسكين زاد من صراخه ويقول بالكوردية :
ــ يا أهل الله ... فردة كلاشي!!.
والجماهير الغاضبة تردد:
ــ يا أهل الله فردة كلاشي....!!!.
ظل ذلك المسكين محمولاٌ على ألأكتاف لمئات من ألأمتار وحتى ( ساحة الرصافي ) وحينها أنزلوه وهو في حالة يرثى له .. لقد فقد ( فردة الكلاش) وبهذلوه حيث العرق يصب من أنحاء جسمه وعلاوة على ذلك التعب وألأرهاق.. فأسرع مسرعاٌ الى الوراء لعله يجد ظالته المنشودة ... ولكن هيهات !!.
 وفي العاصمة بغداد ( أيضاٌ ) كانت أكثرية المظاهرات كالأتي :
ألأخوة الشيوعيون يتحشدون في منطقة الباب الشرقي ويتوجهون نحو ساحة الميدان بأختراقهم لشارع الرشيد ،، كلما يتقدمون يتكاثر المتظاهرون حتى يصل الى أعداد لاتحصى .. الجميع يرددون شعارات الحزب ويحملون ألأعلام الحمراء و( وطن حر وشعب سعيد ... ياعمال العالم أتحدوا ..) وعشرات الشعارات واللافتات ..!
أما ( القوميون والبعثيون ) فكانوا ينطلقون من ( ألأعظمية والكسرة والصليخ ) ويتجهون أيضاٌ الى ساحة
( باب المعظم ) ومن ثم الى ساحة الميدان أيضاٌ حيث التجمع!!.
وهناك ألأخوة الشيوعيون ( وتعال وشوف المنظر) .. كل يغني لليلاه .. وتبدأ المشاحنات وتبادل التهم .. وأخيراٌ التشابك بالسلاح ألأبيض!! .
عندها تتدخل الشرطة وألأنظباط العسكري وتفرق المظاهرة!!.
في هذا ألأثناء.. الجو المتوتر .. ورفع الشعارات وألأصوات المتداخلة وآلآف الناس يشاهدون تلك المناظر من على ألأرصفة المجاورة لساحة الميدان .
في باب ( سوق هرج ) كان أحدهم يقف مع ( عربانته ) وهو يبيع ( الدولمة / الملفوف ) وحاله حال الناس يشاهد ذلك المنظر العجيب!!.
كان أحدهم يدعى ( عبود ) وهو سياسي قديم قد ( جن ) بسبب التعذيب ، ولكنه كان لايزال في ذاكرته الكثير ، فكان لايزال سياسياٌ ولكن عندما كانت تأتيه ( النوبة ) يفقد حتى النطق.. كان يحفظ المئات من الأبيات لكبار شعراء
( الجواهري ، الرصافي ، الزهاوي ، أحمد شوقي ) وغيرهم ، ناهيك الكثير من أقوال ( ماركس ولينين وفهد ) وأخرون .
كان ( عبود ) جائع على طول .. يرتدي ( دشداشة ) عديمة اللون من كثر ألأوساخ والقذارة.. ، فكان كلما ( غافل ) صاحب الدولمة حتى مد يده وتناول عدد من حبات ( الدولمة ) وبالرغم من سخونتها، ويتناولها بثوان!!.
بعد تكرار العملية ، شعر ( أبو الدولمة ) بالعملية ، لذلك أراد أن يمسكه بالجرم المشهود.. وتهيأ لذلك :
هذه المرة ما أن أدخل ( عبود ) يده في القدر.. حتى مسكه ( أبو الدولمة ) من يده وقال له :
ــ ماذا تعمل ياعبود.. ماتخاف الله ؟؟.
فرد عليه عبود بأعصاب باردة وهو يؤشر للمتظاهرين :
ــ مومظاهرة!!!.
طيب وما علاقة سرقة الدولمة وأبو الدولمة ( المسكين ) بالمظاهرة؟؟؟؟.
هكذا كانت مظاهرات أيام زمان.. رحم الله عبود وأبو الدولمة أيضاٌ..!.
أما اليوم فالمظاهرات تعم أكثرية المدن المجاورة لمدينة السليمانية ومع ذلك :
لا عبود ولا أبو الدولمة لهما الحق التعليق على الموضوع..!!.
ــ طيب ولماذا؟؟.
ــ مو مظاهرة!!.[/b][/size][/font]