بين منطقية مفكري العلمانية وديماغوجية رجال الدين ،تبدو الغلبة اليوم لذوي اللحى في التأثير على مجتمعاتنا الموبوءة بالخوف ،والجهل وخوف المجهول الاتي من دهاليز اليهود والنصارى وأذنابهم المتأمرين على الامة ودينها العتيد .يتكئ هذا النجاح على احترام الموروث المقدس ،والانتشار السيادي ،بمعنى ان معتقد الاغلبية صحيح ،بغض النظر عن ان هذه الاغلبية لم تختر ما تعتقد اختيارا ،يعضد هذه الاستكانة ،تلقين تعاليم الدين مع حروف الابجدية ،وتغييب الرأي الاخر في وسائل الاعلام التقليدية .
تعمل بأضطراد هادئ ،على تقويض هذه السيادة عوامل عدة ،اهمها خراقة وعبثية تجارب تطبيق تشريعات القرن السابع التي لها خاصية التنافرالمتزايد مع الحداثة ومواكبة باقي سكان العالم المتزايد الترابط ،وتراجع الامية ،وانتشار المعرفة التي تساعد على هضم طفرة الحضارة ،وتقدم العلوم الذي يزعزع ثوابت المعتقد وسهولة التواصل الحر وهو عامل يحرك الراكد ،وينبش بالمسكوت عنه .تقدم هذه العناصر بطيء ولكن مستمر،وهو ما سيبلي تلك الرقع التي تستر اليوم عورة عرضها السماوات والارض .
