المحرر موضوع: الاسلام لمن عصــــــى !  (زيارة 1113 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاسلام لمن عصــــــى !
« في: 16:04 10/05/2012 »
الاسلام لمن عصــــــى !
   كما هو معروف للجميع ان الدين صفة ملازمة للانسان وموجودة في كيانه. والمجتمعات البدائية خير دليل على ذلك، فهو، اي ان هذا الانسان البدائي، بالرغم من عدم استيعابه لفكرة التوحيد الا انه خلق في مخيلته ما جعله مقدس وجسده على هيئة حجر او حيوان او شجرة او اي شيئ آخر. هذا المقدس صار في محيط معين، عشائري او قبلي، يُعبد ويُحرّم الاساءة اليه، وتصل قدسيته الى حد توسيع احترامه وفرضه على محيط آخر بالقوة. وبعد ان نشأت فكرة التوحيد اي الايمان بالـــه واحد عن طريق الفرعون اخناتون، كما يقال، وانتقلت الى اليهودية والمسيحية ومن ثم الى الاسلام، ازدادت طموحات الانسان الى بث سيطرته على على بقية الخلق من خلال تصدير فكرة التوحيد ومن خلال عقيدة محددة، متخذاً من هذه القدسية حجة لبث نفوذه وسطوته ولاغراض بعيدة كل البعد عن الخط الايماني الديني الملتزم.
 وبغض النظر عن الذين اختاروا اليهودية، والتي افتقر الكثير عن ثقافتها، فان الذين اتخذوا من المسيحية او الاسلام ديناً ساروا على نفس الدرب لفرض دينهم وعقيدتهم، والتاريخ شاهد على ذلك (الفتوحات الاسلامية والحروب الصليبية ومحاكم التفتيش....الخ). استمر هذا الصراع بين اتباع المسيحية واتباع الاسلام واتخذ شكلاً سياسياً واقتصادياً بغطاء ديني. فالاسلام كان جوهرالامبراطورية العثمانية في مد نفوذها على الدول العربية حيث معظمهم يدينون بالاسلام وبالتالي من السهولة السيطرة على هذه الدول لتقبلهم الغازي الجديد باعتباره مسلم مثله. هذا النفوذ لم يكن سهلا مده الى دول اوروبا حيث اصطدم العثمانيون ببشر يحملون ايضاً نزعة التبشير بديانتهم ولا يقبلون بغير المسيحية ديناً. ومع ذلك استطاع العثمانيون وبحملات الكر والفر من زرع بذور الاسلام بين الاوربيين، بالاضافة الى استلائهم على عاصمة ومركز الكنيسة الارثودوكسية، القسطنطينية. والى قبل سقوط الدولة العثمانية استطاعت الامبراطورية ان تحكم بالعصا، وكانت سياستهم ليس فقط العصا لمن عصى، ولكن بطريقة العرب الذين جائوا بالاسلام الى العراق، وهي الاسلام لمن عصى. اي بمعنى استخدام وتطبيق كل الآيات القرآنية والاحاديث النبوية لمن يعصي عن قبول الدين الجديد.
  وما الحديث النبوي "من راى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وهو اضعف الايمان" الا اجازة للمسلمين ورخصة مقدسة والآهية لهم للتدخل في شؤون جميع البشر. وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي تجسيد رسمي لهذا الحديث الشريف. كذلك يجعل الحديث المسلم، مهما كانت مرتبته الاجتماعية ومستواه الثقافي، يقرر في ما يراه ان كان منكر او غير منكر، وهكذا قرار هو مسألة نسبية ما بين شخص وآخر وخصوصاً والعالم قد تجاوز المليار مسلم، فمن أعجب بما يراه افتى بحلاله ومن لا، أفتى ببطلانه ونكرانه. وهذا ما حصل بالضبط في غزوة زاخو عندما افتى امام احد الجوامع بما لا يعجبه، وما يعتبره منكراً، ليحشد الكثير من الاكراد المسلمين للاغارة على ممتلكات المسيحيين، الذين هم حتماً كفرة في فكره المقدس! وليجسد عنوان المقال الاسلام لمن عصى، اي هذا الفكر المقدس هو عصا لمن عصى عنه، بغض النظر عن دين وثقافة وفلكلور الآخر، فاما شريعة الاسلام واما العصا!! وعدم احترام بقية الاديان تدخل ضمن نفس الاطار، وما حصل من اعتداء على كنيسة ديرلوك يعد مثالاً حياً على هذا.
  لكن المثير للاستغراب هو ربط جميع التصرفات والمنكرات التي تسيئ الى الاسلام بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي هو برمته من المسيحيين. فالذي حصل مؤخراً في اربيل لم يكن لشعبنا يداً فيه، فالجريدة التي اساءت للاسلام كردية والقائمين عليها اسلام، ومع ذلك تم تخريب مصالح عائدة لابناء شعبنا المسيحي. الاسألة المطروحة الان هل الديمقراطية الاميريكية التي غزت العراق بعد غزوة بوش هي التي اعطت الاكراد المسلمين الضوء الاخضر لغزو ابناء شعبنا ؟ وهل هنالك مخطط كردي اسرائيلي أميريكي لتفريغ  شمال العراق من الكلدان السريان الآشوريين لغرض سرقة ارض آبائنا وأجدادنا ؟ وهل الاسلام لمن عصى افضل طريقة لدفعهم الى الهجرة الى بلاد الكفــــار ؟!  
في النهاية لا يسعنا الا ان نقول : بارك الله بكل من عصا وظلّ على دينه ولم يتحول بالاكراه، لانه لا اكراه في الدين...ورحم الله آبآئنا واجدآدنا الذين ذاقوا المجازر والتقتيل والتخريب حفاضاً على دينهم وأرضهم وعرضهم، ويرحمنا ويبعدنا عن اية عصا مهما كان دينها !!!
اوراها دنخا سياوش