المحرر موضوع: اللا جدوى , سياسة صامتة ضد الشعب الآشوري !!ا  (زيارة 1197 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل البرت ناصر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

اللا جدوى , سياسة صامتة ضد الشعب الآشوري !!ا


خادم آشور
البرت ناصر
في مقالنا السابق عن أقليم آشور قلنا بأنه " أحياناً كثيرة يبدو للانسان أنه يتعامل بلمس اليدين مع مستقبل الحدث والذي يتجسد آنياً في زمنه الحاضر بما يسمى  بخلفيات الحدث وهو في دهشة من تحقق توقعاته بشكل لا يقره ضميره وعقله على عجالة وهذا ما أصطلح على تسميته بالصدمة لكون تحليله لحقائق الحدث تبعاً لحيثيات الواقع ومستجداته الانية المرحلية التي تعلن عن نفسها تجعله بأن لا يصدق أن أفكاره صحيحة ومتطابقة مع مسيرة الاحداث..." أنتهى الاقتباس .

نعم , ما يحدث في كل مكان من أمور مهمة ونحن نقرأ الان يتم أرشفته في صفحات التاريخ كخلفيات الحدث أو أوليات الحدث تعتبر مرجعاً وقاعدة معلوماتية للأستفادة منها في مراحل لاحقة بغية المقارنة أو تحليل البيانات أو البحث عن بدايات مرحلة الخطأ للكشف عن أسباب فشل المشروع أو المهمة أو التجربة... الخ وتلك هي الجدوى من حفظ التاريخ .

 أنه لمن الملفت للنظر أن تقوم العصابات الكردية المتمرسة ذي عقلية الغزوات والنهب والتخريب التي تعمل كواجهة لقوى أقليمية ودولية بتطبيق سياسة اللا جدوى ضد شعب أمة اشور ليسهل لها عمليات السرقة المنظمة واحالة تاريخ آشور لجماعاتها المتخلفة وبوجود الشعب الاشوري ما يزال حي يرزق وبسذاجة بالغة أصبحت نكتة يتندر بها الشعب الاشوري ..

فالاشوريون أصحاب أول أرشيف متكامل في تاريخ االبشرية من أستحق لقب صنّاع التاريخ المدوّن ذلك المشروع العظيم الذي قلب موازين  فهم البشرية لحركة التاريخ وأعطاها زخماً و بُعداً مؤثران تجسدا في حركة تطور المجتمعات ورُقي البشرية فصار التاريخ ذا قيمة وذي جدوى , قيمة يمكن الرجوع اليها لتحليل المعلومة المؤرشفة بغية أستخدامها في حلقات التطوير اللاحقة , ولولا أرشفة وحفظ التاريخ على يد الاشوريين  لما وصلت البشرية الى ما هي عليه اليوم .

أن روّعة هذا الانجاز التاريخي لشعب خلاق ذي عقلية متطورة متحضرة كشعب أمة آشور يراد له أن ينتهي الى حيث اللا جدوى في عيون التاريخ الحديث على أيقاع سياسة صامتة تقودها قوى ظالمة يتم تنفيذها على صفحات بنكران وتهميش وجودنا القومي وبأهمال حقوق شعبنا وبأضطهاده التي تصب مباشرة في بوتقة المحو الكامل لوجود أمة آشور  .

تلك الصفحات هي العلامة الفارقة في معرفة ما يخطط ضدنا من دون الحاجة الى دليل مكتوب فحركة الاحداث ضمن المخططات المضادة لنا ولحقوقنا تسير وفق أيقاع صامت الا أننا نتحسس تأثيراته وذلك هو الدليل المادي الملموس فهو كمن يمشي حافرا بصمة اقدامه على الرمال لا يسمعه ولا يرى آثاره الا الاشوري لسبب بسيط هو أن سوط الجلاد لا يحس به الا من يمس جلده وتلك هي من الاعراض الجانبية لما يعانيه شعبنا حيث الاضطهاد النفسي في دفع الانسان الاشوري نحو الانهزامية والاستسلام في ظل الاعتقاد بلا جدوى وجوده !!

 من المؤكد أن شعبا مصقولاً من خامات ذهبية كالشعب الاشوري بشهادة تاريخه العريق المجيد المعروف للعالم أجمع يكون ذي قيمة مادية عالية في سلم الحضارة العالمية وكل حدث يمر من تحت يديه سيحمل لمساته الذهبية  وتلك أنما أضافة نوعية يضعها على جبين التاريخ وأضاءة مضافة لمسيرة البشرية فالقوى العالمية في طرحها المثال الديمقراطي للمساهمة في رفد الحياة بالحلقات المتطورة في العلاقات الانسانية رأت أن ما تدعو له أنما يعتبر حالة متخلفة بأكثر من ستة الاف سنة مقارنة مع ما كان يمارسه الشعب الاشوري تاريخياً من ديمقراطية غاية في التطور حيث تنظيم العلاقة بين المواطن والدولة عبر برلمان ومجالس شعبية ومشاركة المرأة الواسعة في المجتمع والدولة ورعاية العلماء والعلوم والادباء والفنانين والاداب والفنون  مما جعل الدولة الاشورية أن تتربع على عرش العالم كحكومة عالمية وملوكها سميوا بملوك الجهات الاربعة!! ليس بمستغرباً أن تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتشكيل لجنة خاصة من بعض علماء التاريخ أستمر عملها لمدة سبع سنوات لدراسة أسباب واسرار السقوط المفاجيء للدولة الاشورية.

هذه قيم مادية محفورة على الرقيمات التي يتم تحليل بياناتها لتكتشف أن البشرية كانت تدار بعقل جبار فيه من الابداع ما يعجز الان عن فهم كينونة ذلك البشر الخلاق الذي وضع بصمات أصابعه على الحضارة البشرية. هناك من يتلاعب بحقائق التاريخ بصورة مستمرة ليسرق ما ليس له لينسبه لجماعاته المتخلفة حضارياً وقد نسى وهو في غمرة السرقة والحديث عن مآثر أجداده أن التناقض صارخ بين قيم التاريخ المسروق وبين ما يمارسه فعلاً  من تخلف جماعي في واقع  متخلف يفضح عمق الاختلاف ولا عائدية تراث حضاري لهكذا بشر .

 البشرية بدت تستفيق رويداً رويداً وستعلن عاجلاً أم آجلا الاعتراف بديونها المستحقة للشعب الاشوري صاحب الانجازات التاريخية في مراحل الخلق والابداع  في عصور ما قبل التاريخ والتي تضع أمة آشور في مصاف الامم المتقدمة حضارياً  وتلك مكانتها الحقيقية التي تحاول بعض الامم التي ما زالت على همجيتها المتوارثة ما تزال تصنع أجيال متخلفة يضعون بصمات التخلف على صفحات التاريخ البشري والبشرية أنما تحاول السير صعوداً برقيّها الحضاري نحو القمة التي يتربع عليها نتيجة العطاء الثر منذ مرحلة ما قبل التاريخ والى يومنا هذا شعب أمة آشور وتلك الجدوى التاريخية من وجود الشعب الاشوري منبعاً للعطاء , حياً متفاعلاً مع بقية أمم الارض .

لم يأت ذكر أسم آشور في الكتاب المقدس لاكثر من 150 مرة جزافاً من غير معنى لان من اراد قلع أسم آشور من التاريخ البشري قد مسح ما تمكن من مسحه ونسبه له الى أن تعبت يداه فكانت قدرة الله أقوى من خباثة الخبثاء ليشهد العالم حقيقة شعب آشور وقيمه الروحية  في معرفة الخالق العظيم آشور رب العالمين ولتقرأ الامم أسم آشور رمزاً ما عرفنا والعالم غيره فأعطى للحياة معناها من خلال (صنع يدي) ومنه بدأت الحياة  بقيماً راقية ليكون وجود شعب آشور بين الامم مستمراً ولو كره الكارهون .. فالوجود الاشوري حالة مقدسة فيها من حكمة الله ما يعرف سرها القاصي والداني "فرجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه" متي 41:12 ...  وهل هناك جدوى أعظم  لوجود شعب ينتظر قدره .. قدره الذي لا يريد (البعض) أن تتم رسالته بفرضه سياسة اللا جدوى من وجوده!!