المحرر موضوع: من أجل درء الأخطار..............  (زيارة 1300 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من أجل درء الأخطار..............
[/b]

 رشيد كَرمة

منذ التاسع من نيسان عام 2005 , وجهود المخلصين المتنورين من العراقيين وغيرهم لم تفتر لحظة واحدة , بخصوص ما يحدث في الوطن شماله , ووسطه , وجنوبه , في شرقه , وغربه , فعينُ ُ على العراق وشعبه , وعينٌ تراقب بألم وببصيرة نافذة مايحدث على حدود العراق , حتى بات يعتقد البعض ان لا حدود للوطن ,  (وهكذا كنا نرغب ), ولكن ليست بهذه الطريقة الدموية الهمجية  التي يريد تعميمها علينا البعض ممن نصب نفسه وليا ًيُكفرٌ هذا ويُأسلِم ُذاك .
يحتج على  تلك ويبرر أُخرى  فتارة تكون الحدود من صنع الإستعمار , وتارة تكون مشرعة للجميع سيما لتجار الموت وأدواتهم , وهذا هو حال واقع العراق اليوم والذي فرط به دعاة القومية العربية , عبر مشروعهم الفاشل في وحدة الشعوب  العربية وحرية التنقل واشتراكية الأشياء , و التي لم يتحقق منها حتى  النزر اليسير في أي بقعة من بقاع الأرض , رغم الإمكانيات الهائلة التي سيطروا عليها من نفط وأرض ومياه , بمساعدة الأجنبي _ الكافر _!! وبإمكان الجميع مناصرون ومعترضون تفحص التأريخ  فيما إذا كنا نجافي الحقيقة في ذلك ..فلقد سرق الأدعياء التأريخ واتكأوا على أمجاد زائفة كتبها محرفون , واستغلوا كل شئ في الدين والاسلام تحديدا ولم يفلحوا  إلا في القتل وحز الرؤوس  فلقد مارسوا الهمجية ضد معارضيهم في اكثر من مكان وفصلوا رؤوسهم عن أجسادهم وبعثوا بها الى بغداد حيث جلاد الشعب العراقي ( صدام حسين ) وقد  ارتكب النظام وبالتأكيد بمساعدة من _ الإخوة في الدين _في الباكستان الإسلامية مثل هذا العمل الوحشي ورميت الأجساد الطاهرة في  مياه المحيط الهندي ولقد إنتشلها الصيادون بعد ان دفعتها أمواج البحر الى اليابسة , ولقد روى لي احد اصد قائي الأفغان بأن التعصب والتخلف في ( المنطقة )  قد يخلق اشراراً قادرين على أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله ,   ومن يعتقد ان حز وقطع الرؤوس حديثة عهد ولم تكن من ممارسات الإسلام  فانه واهم وعليه مطالعة الوقائع التأريخية بعين مجردة من التعصب والأنحياز ,  فلقد حدث ان قطعت رؤوس كثيرة اهمها رأس الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب والذي أستدرج الى كربلاء بعد تولى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الحكم  والذي حز الرأس مسلم أيضا ًوهو ليس وهابيا ً اذ لم يكن قد ظهرهذا الأتجاه  بعد , ويشير التأريخ ان من استل خنجره وحز رأس الحسين  هو شمر بن ذي الجوشن وكان يسمى بصاحب  (الثفنات) من كثرة تعبده وصلاته , والثفنات  عبارة عن زوائد لحمية تنشأ في الجبهة لكثرة ملامستها ما خشن من الأشياء ومنها الأرض. ولقد سئل إعرابي في الحجاز بعد الواقعة عما حدث في العراق فأجاب : لقد قتل سيدنا يزيد سيدنا الحسين , وهي اشارة إلى سلطتين , دنيوية يزيد كحاكم  , ودينية الحسين كإمام من ذرية الرسول  , ولم يستطع احد جمعهما في التأريخ العربي والإسلامي  إلا على أشلاء الناس الأبرياء ولايمكن جمعهما أيضا ً في عام  2005 وفي بلد كالعراق تتعايشه أقوام شتى وتعتنق أديان سماوية ومذاهب مختلفة وبلغات عدة فليس بالضرورة زج ما أسسته وأنجزته الحضارة الإسلامية قبل 1400 عاما في واقع حياتنا السياسية اليوم الذي يخضع لقوانين وضعها الإنسان واصبحت تشكل ناموسا يحكم علاقات الأخرين بعضها بالبعض الآخرويُخضِع  كل الأنظمة شئنا أم أبينا لسلطتها مثل هيئة الأمم المتحدة التي تراقب عن كثب حقوق الإنسان من خلال الاعلان العالمي على انه المستوى المشترك الذي ينبغي ان تستهدفه كافة الشعوب والامم  ولئن تحفل مصادرنا الدينية كالتوراة والأنجيل والقرآن ونحوهما في بقية الأديان والعبادات والتعاليم بمختلف الأفكار والإستنباطات والأحكام  والكلمات  مثل التسامح والمحبة والعطف فانها لاتعدوا ان تكون كلمات تبجيلية تعجز ان تلبى  وتــشـــبع حاجات الأنسان في مجتمع ديناميكي متطور بوتائر عالية السرعة يتناقض وواقع الشريعة الإسلامية الذي ينصب على فقه العبادات والمعاملات دون ان يجرء على الدخول في تفاصيل حياتية مثل حقوق المساواة بين الرجل والمراة وحق المرأة المصان في الدساتير العالمية والذي أصبح معيارا حقيقيا ً لرقي الأمم وحدا فاصلا ً بين ماهو تقدمي ديمقراطي وبين رجعي متخلف  ,والحديث النبوي( لايفلح قوم ولوا أمرهم لأمرأة )  لايمكن إلغائه بأي ظرف من الظروف طالما ان هناك حرسا ًأرثدوكسيا إسلاميا , كما ان الإسلام لايعطي الحق في تقرير المصير للقوميات المتعددة .
  ولابد  للطرف الذي يصر على إقحام الدين في السياسة النظر لما حوله من تداعيات وتراجع مايسميه البعض ( صحوة إسلامية ) فما كان يتمتع به المسلم من حريات في بعض دول العالم قبل عام لم تعد موجودة اليوم وسوف تختفي  بقاياهذه الحرية غدا بفعل مزج مكروهٍ نشاز وغيرطبيعي بين الدين والدولة من خلال عنف الجماعات الإسلامية التكفيرية ,{حدث ان سأل أحد المسافرين من  آل الحكيم على متن الخطوط الجوية البريطانية وهي في طريقها الى هيثرو المطار اللندني  المضيفة : عن إتجاه القبلة ؟
ولما لم تفهم السؤال أوضح لها عن إتجاه مكة المكرمة ؟ ففهمت وحددت له الإتجاه . ثم طلب منها شرشفا ًإفترش به ماكان متوفرا من مكان وصلى صلاة الظهر والعصر ,ركعتين ركعتين , قصراً متوجها الى القبلة , ثم أخرج (مسبحة ) وسبح تسبيح الزهراء , وكبر الله أربعا ً وثلاثين مرة , ثم حمده ثلاثا وثلاثين مرة , ثم سبح الله ثلاثاً وثلاثين مرة , ثم بدأ بالشكر لله على هذه النعمة بقية الوقت }......
كان هذا قبل تفجيرات مركز التجارة العالمي في نيويورك وواشنطن ,وكان هذا قبل تفجيرات مدريد ولندن , وكان هذا وذاك قبل مجازر المسلمين فيما بينهم في بلاد الإسلام , فهل سيجرؤ السيد عبد الهادي السيد محمد تقي  الحكيم أن يسأل نفسه ولو سرا ً أين إتجاه القبلة من على طائرة الخطوط البريطانية ؟
في هذا اليوم الذي تحول الإسلام والمسلمين الى مرادفاً للإرهاب  والإرهابيين , و بإرادة  المرجعيات السنية والشيعية , الحنفية والمالكية والشافعية والجعفرية .
ولرب سائل وما شأن بقية المذاهب المسالمة ؟, والتي لم تلجأ الى القتل والتفجيركما هو حاصل للبعض مثل القاعدة والجهاد والوهابيون , والجواب ان كل المذاهب الإسلامية  تكفر ما يخالفها الرأي والعقيدة والمثال الصارخ العراق بوضعه الحالي سواء بين الشيعة والسنة , أو بين السنة و السنة أو بين الشيعة والشيعة ( الحوزة الصامتة والحوزة الناطقة ) ولقد حض  الإمام الخميني مؤسس نظام ولاية الفقيه في إيران في أخريات السبعينات المرجع الديني ابو القاسم الخوئي على الثورة والحركة والعصيان على نظام الحكم في العراق فأجابه الخوئي : بأنه حسني وليس حسيني وهذا يعني أنه ينتهج سياسة الأمام الثاني للشيعة الأثنا عشرية وهو الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الذي ( سايسَ ) معاوية بن أبي سفيان  بعد مقتل ابيه الخليفة الرابع للعهد الاسلامي الأول والذي لم يكن تعايشا سلميا ًولا حتى زمنا مثالياً وآمنا  رغم وجود النبي محمد صاحب الدعوة الآسلامية ومن بعده الصحابة وقوة الأسلام والمسلمين الأوائل , الذين إختلفوا في أول منعطف للإسلام بعد وفاة الرسول , في السقيفة  .
وفي وقت كان الأسلام لم يدخل بعد مرحلة التشظي التي أشار اليها الحديث النبوي ( افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة ,وستفترق أُمتي على أثنان ووسبعون فرقة واحدة منها هي الناجية ) ولازال الصراع في أوجه ِبين آيات الله وأولياءه الذين سعوا لبناء أحزاب دينية _ إسلامية تحت مسميات حزب الله , حزب أنصار الإسلام , حزب الدعوة الإسلامية , حزب الفضيلة الإسلامية وهلمجرا ( وكل قوم بما لديهم فرحون ) متناسيين عن عمد ٍ اننا خسرنا 1400 سنة دون ان ينال الفقير قوته اليومي بكرامه , رغم ان الصرخات كانت مدوية من لدن الطبقة المحرومة في كل العصور الإسلامية ومن منا لم يسمع بيان العيارين والشطار في العصر العباسي : بأن احذروا صولة الفقير إذا جاع   و  اللئيم إذا شبع   !!!!
ومع هذا حاول الفقراء الصولة هنا وهناك , ولكن ما أن يجتمعوا حتى تنهال عليهم اللعنات والتهم على انهم أعداء الله وهم غير ذلك قطعا ً وكانت أحلامنا ولازالت  في ان تكون كل الأرض مشاعة للجميع ويكون الناس كلهم  متساوون في الزرع والضرع والمأكل والملبس ولهم الحق في ماموجود على الأرض وباطنها وعلى المياه وتحتها .
 ولذلك غنينا ومعنا الرائع جعفر حسن :   لا تسألني عن عنواني , لي كل العالم عنوان ..... غير ان التنظير شئ والواقع شئ آخر , ولقد تبدو كل الأشياء ممكنة في الظاهر( نظريا ً)  ولكن في التطبيق  (عمليا ً) تستحيل الأمور تعقيدا ٍ , إذ يحكى في الأسطورة أن نحاتا ً أنجز َتمثالا ً لأمرأة في غاية الجمال , وقد أُعجب شخصياً بالتمثال حد أنه طلب من آلهة الروح ان تحيلها الى كائن حي , ولقد إستجابت الآلهة لهذا النداء , وبثت الروح فيها  ’ وإذا بها تتحول من هذه المرأة الفاتنة الجميلة  الى إمرأة سليطة اللسان وشريرة .
ومن هنا لابد لنا ان نشرع قوانين ( دستور ) بعيدا عن الدين , قادرين على صياغتها ونطوعها خدمة للبشرية , وحيث لامجال في تسيد الدين على الدولة أو الدولة على الدين ............, ويبقى فيما نكتبه حبرا ً على ورق إذا لم تعد القراءة جادة كما كانت , ايام كان الكتاب والمسرح مقدسا ًو لقد أيقظ الممثل المسرحي  البصري العراقي الرائع لطيف صالح جزءً من ذاكرتي حينما أمتدح جيلنا متحسراً عليه بدمعةٍ كتومة ٍ تفيض بالحب والتواضع والشوق , ولازالت ذاكرتي تنبيني عن سؤال وجهته طريق الشعب  يوما ًالى المبدع الراحل شمران الياسري  في منتصف السبعينات عن الكتاب الذي يقرأه ؟ مجيبا ً : إنه يقرأ كتابا ً عن الشريعة الإسلامية !!

7آب   2005    السويد   [/size]