المحرر موضوع: العزف مع انغام التجزئة !!  (زيارة 1134 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل البرت ناصر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العزف مع انغام التجزئة !!
« في: 06:19 22/05/2012 »

في الفكر القومي الآشوري

مقدمة لا بد منها

هناك جيل من الكتاب ظهر فجأة على المواقع الالكترونية لا يقرأ وهو واضح من كتاباته يتناقل الاخبار والقيل والقال , هذا النوع من الكتاب الذي بدأ يكتب بالحقل القومي يجهل تاريخ الصراع القومي الذي صبغ عهدا بأسمه ليكنى بعصر القوميات المضطهدة , هذا النوع من الكتّاب يحلو له أستخدام تسميات دينية للشعوب لا وجود لها متجاوزا على انجازات الشعوب بحقوقها القومية حيث الهوية القومية ووحدتها القومية وبأسمها القومي جزء من تلك الحقوق التي سالت دماء أبنائها من اجلها على مذبح الحرية , وحيث يقوم هؤلاء الكتاب باعادة عجلة التاريخ متقهقرة الى الوراء الى ما قبل عصر القوميات فانه يبدو واضحا انهم يعانون من أميّة مبطنة بشكل فضيع علامته الفارقة انهم لا يقرأون وهذا النوع حينما يكتب واهما بعرض افكاره الفقيرة في مناقشة قضايا قومية كبيرة وحساسة هو أول من يبدأ حديثه بها بالخطأ مستخدما دين تلك الشعوب كهوية قومية في سابقة تخلف ثقافي وقلة وعي أقل ما يقال عنه انه مثال للكارثة التي يعمل هؤلاء على تسفيه الهوية القومية في عيون شعبنا ... ويا لها من طامة كبرى!!

كتّاب الجيل الجديد صغيرهم وكبيرهم من يعشقون دينهم على حساب الهوية القومية يعتقدون أن التسمية الدينية (مسيحي) هي أفضل تسمية للهوية القومية التي فيها دوخة راس لا يمكنهم حلها في مخيلتهم وعقلهم الصغير .

هذه الهوية (المسيحية) الجديدة التي ظهرت علينا آشوريوا العراق ليست خافية علينا وهي من تقليعات واختراعات البروبكندا الكاثوليكية التي بدأت بمحاضرات موسعة قام بها القس الدكتور يوسف توما منذ عام 2001 يعني قبل احتلال العراق وهذا دليل على ان المخطط في محو الهوية الاشورية لشعبنا كان مخططاً له وممهدا بانطلاقته عند الاحتلال وما سيترتب عليه من تغييرات وكوارث ستصيب شعبنا بمساندة الافكار الانفصالية في تجزئة أمتنا الى قوميات متعددة على اساس كنائس شعبنا لا اكثر ولا اقل.

ولخطورة ما يطرحه هؤلاء الكتاب من افكار أضافة الى كونهم يفتقدون الى فهم وادراك ما يكتبونه بحق انفسهم قبل امتهم وهويتها القومية الاشورية أعيد نشر قرائتي التحليلية النقدية للافكار التي وردت على لسان القس الدكتور يوسف توما حينما زار تورونتو عام 2001 كمساهمة متواضعة في جعل هؤلاء الكتاب ينتبهون الى دورهم الببغاوي في ترديد ما مصمم ضدنا ويحشرون انفسهم بجهل واضح في عمالتهم للفكر المعادي وليطّلع كتابنا من الجيل الجديد كبيرهم وصغيرهم ما يخبأه لنا فطاحل الهوية المسيحية الجديدة التي لم يتم خلقها وترويجها بين صفوف شعبنا أعتباطاً, ويعو عمق ابتعادهم عن الحق والحقيقة . مع الاسف!!




محاضرة القس الدكتور يوسف توما

العزف مع أنغام التجزئة!!



البرت ناصر
أيلول 11 2001



ردنا على المحاضرة التي أقيمت في تورونتو 7 أيلول 2001 للقس الدكتور يوسف توما رئيس تحرير مجلة الفكر المسيحي في العراق .


الآشورية؛ هويتنا القومية وأختصار لكل المعاني التي تربطنا بتاريخ امتنا, ليس مفهوم طاريء لحالة طارئة ,بل هو الجهد العام المتراكم لحركة امتنا في التاريخ , جهداً تناقلته كل أجيالنا عبر الاف السنين ليصل الينا أمانة في أعناقنا لتسليمها الى أجيالنا القادمة, هذا الجهد المتراكم المتأتي من حقائق تاريخية لتراث هائل حفره أجدادنا العظام على الحجر لم يكن ليستمر لولا الايمان القومي لأجيال الشعب الاشوري جيلاً بعد جيل وليكونوا مركز أشعاع حضاري وعنصر ريادي في حالة الاستقطاب المؤثرة في حياة كل شعوب الارض , ذلكم هو البرهان القاطع بقدرة شعبنا تاريخياً على مواجهة أشكالات الحياة وقوانينها المتطورة, فبنوا بأسمهم أعظم حضارة بشريةعرفها التاريخ .

لم يكن من السهولة أختراق المعان القومية التي تشكل الساتر الدفاعي الحصين لشعبنا ضد الافكارالمضادة لولا الضعف الذي أستبد في جسد الامة نتيجة الويلات والمصائب الكثيرة التي لا تحصى والمتمثلة بالمذابح المستمرة عبر تاريخنا المأساوي التي عملت بتقطيع ذلك الجسد الطاهر منذ سقوط الكيان السياسي الآشوري حتى يومنا هذا, فأستقر الضعف في روح الامة كنتيجة حتمية لضعف الجسد بسبب الظروف القاهرة التي أستمرت بالتراكم لعدم القدرة على المقاومة, فلعبت لعبتها بشرذمة أبناء الامة الواحدة بأتجاهات دينية لم تكن موجودة سابقاً في تاريخ أمتنا بصيغة أمم وقوميات , تيارات مذهبية تراكمت بالخطأ عبر الزمن لتكون بدائل للتسمية القومية

أحساسنا الجماعي بأننا أمة واحدة

أن مصطلح الهوية القومية ليس من التعابير الكمالية القابلة للتغيير مثل الحاجات الكمالية نلبسها اليوم لنخلعها غداًً!! بل هي تعبير عن نظام حياتي معقد تدخل فيه كل المفاهيم السياسية والاجتماعية والتاريخية والوطنية والدينية المرتبطة بشعبنا والتي تميزه عن بقية الشعوب في نظرته للحياة

أن عناصر ألارض والدم واللغة والتاريخ والتراث والدين التي تجمع أبناء شعبنا بمختلف أنتماءاته الكنسية هي عناصر جذب قومي ومن خلالها فأن فكرة القومية لكي تتحقق لا بد أن تكون أصولنا قد أرتبطت عضوياً في مراحل النشوء القومي بعقيدة قومية يتم من خلالها التعبير عن هويتنا القومية وأحساسنا الجماعي بأننا أمة واحدة لها نظرتها الخاصة في تفسير قوانين الحياة وتنظيم أيقاعات حركة مجتمعنا.

أذن الهوية القومية لكي تكون مؤثرة في حياة شعبنا لا بد من عقيدة قومية مرتبطة بها قد أمتزجت في وجدان الشعب وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منه ومن قيمه القومية. وهكذا تصبح العقيدة القومية الاساس الذي يصون ويحافظ على الجهد العام للامة ويمنع أنحطاطها و تشرذمها بالرغم من تنوع الاتجاهات الكنسية في المجتمع والتي لا سلطة لها في تحديد الهوية القومية بل العكس تعمل على مشاعية الانتماء الروحاني لمختلف الشعوب لتصهرها في قالب مذهبي واحد .

مراجعة حساباتنا القومية

لا بد لنا من مراجعة حساباتنا القومية لكشف واقع ارصدتنا لنحتاط دوماً الى عدم بلوغنا مرحلة الافلاس القومي . فبمجرد كشف صفحات واقع أمتنا فأن أول ما يجذب الانتباه له هو الاخلال الواضح في برمجة الارصدة القومية لحساب رصيد الدين المسيحي وكنائس شعبنا, وما دام هذا الخلل موجوداً فأن تأثيراته السلبية لن تمحى الا بقوة الايمان القومي .

فالوحدة القومية لا بد لها أن تترسخ في وجدان الشعب لتفعل فعلها لترسيخ مفهوم الأمة الواحدة وبعكسه فأن الأفلاس القومي سيطال امتنا لو أستمر الوضع على ما هو عليه الآن بسبب اللهو الحاصل في التلاعب بكنية الأمة متناسين عن جهل الأضرار النفسية والاجتماعية والتاريخية والسياسية التي تلحق بالشعب ككتلة واحدة بأسم الكنائس آخذين بنظر الاعتبار أن الكنيسة بمفهومها القائم لا تولي أي أهتمام للقومية حيث ممكن قبول أي فرد من الشعوب الاخرى عضوا فيها فالدين لله وهذا أسمى أعتبار لديها.

لمصلحة من؟؟

لمصلحة من يتم تغيير واقعنا القومي الى (واقع كنسي) ؟ الذي حتماً يسهل وظيفة الاذابة في المجتمعات الغربية المسيحية.  لماذا هذا الأصرار على ذبح الأمة بأسم الكنيسة ؟! كل الامم والدول القومية لها عقائدها القومية التي تعبر عن شخصيتها وتاريخياً فأن شعبنا أعرق شعب على وجه الارض وأن هويته القومية تم الحفاظ عليها من خلال عقيدة دولته القومية في التاريخ والتي حفظتها الاجيال كل تلك الاف السنين فصارت جزءاً من وجدانه ومن وعيه القومي , وهكذا يكون الوعي القومي الحارس الامين في رصد الخلل في الحسابات القومية وجرس أنذار ليحذرنا من حالة الافلاس القومي نتيجة الحسابات الخاطئة.

فلمحاولة قتل الروح القومية والمعنوية لشعبنا سيكون على من يخطط لهكذا جريمة أن يقوم بتشويه وتخريب مصادر الدعم القومي الا وهي العقيدة القومية التي توارثناها عبر الاجيال وصارت من المقدسات المحرمة التي تؤثر مباشرة في ضمير الشعب. فالروح القومية لا بد لها ان تستند على جملة المشاعر والاحاسيس المنتمية لمعنى الامة ضمن موروث تاريخي يدعم أسبابها وديمومتها تشكل نقطة التقاء لكل أبناء شعبنا, ومن هنا جاءت المحاولات السياسية المؤطرة بالمفاهيم الدينية لتعميق حالات الانقسام الكنسي في أوساط شعبنا لترسيخ معاني " قومية" وهي ليست قومية بل مزيفة وعلى أسس طقوس كنسية صرفة تصب كل ثقلها في محاولة الاخلال بالمنطق القومي العام الذي يحتكم اليه ضمير شعبنا. وبما ان مصادر الدعم القومي تكون مجتمعة في معاني العقيدة القومية فأن تمزيق وحدة شعبنا يعني بالاساس وضع الحصار على عقيدتنا القومية , وبهذا سيؤدي الى انحسار الوعي القومي والمنطق العقلاني وبالتالي أهتزاز الضمير فيتم تمرير المخططات بسهولة.

جريمة بحق الأمة وبقيمها القومية


ما جرى في محاضرة القس الدكتور يوسف توما في تورونتو فيما يخص التسميات والهوية القومية كانت جريمة بحق الامة وبقيمها القومية جريمة لا تغتفر لشخص يحمل شهادة الدكتوراة يُفترض به وبحكم أختصاصه أن يقدس معنى الامة , ولمناقشة ما جرى في محاضرته كان لا بد من طرح الاشارات التي سبق وأن ذكرها في محاضرته ليتسنى للقاريء فهم أسباب هذا النقد العنيف الموّجه اليه حيث محاولته المشبوهة في التلاعب وتشويه القيم القومية والهوية القومية والتلاعب بالالفاظ بطرح معاني عدائية ذي غايات مقصودة ومفضوحة.

فمن خلال رصدنا الافكار والمصطلحات الواردة في محاضرته فأن أول ما أستهل ذكره من مصطلحات غير سليمة وخاطئة لا علاقة لها بموضوع المحاضرة الا بقدر ما أمكن من تشويه وتسميم أفكار أبناء شعبنا في الدول التي زارها هو مصطلح الهوية المسيحية العراقية؟

حينما نتحدث عن القومية ومعانيها , فأنه بمجرد نعت الشعب بغير هويته القومية والاستعاضة بدينه للتعريف به فذلك يعني أثنين لا ثالث لهما أما " الجهل" أو"التحريف المتعمد". فالجهل هنا غير وارد في وصف من يحتكم على شهادة الدكتوراة , وأنما التحريف المتعمد هو ما كان المقصود به بنعتنا بالهوية "المسيحية العراقية ", وكلنا نعلم كما يعلم القس الدكتور يوسف أن المسيحية هي دين شعبنا الاشوري وليست هويتنا القومية ومن السذاجة أن يتم الحديث بهذه الصيغ البالية في أيامنا هذه وهل هذه الهوية هي تلقين جديد ضمن مخطط جديد أم ماذا!!؟؟ نعم نحن من العراق ومع العراق كوطن ولكننا أشوريون عراقيون وتلك هي تسميتنا عند ذكر العراق , فلماذا هذا الطرح غير اللائق والمشوه لحقيقة هويتنا وشعبنا اليوم ضحية التلاعب وهو بأمس الحاجة لمن يُفهمه قيمه القومية وهويته القومية في ديار الغربة وفي الوطن الأم ؟؟

لماذا هذا الاصرار في تشويه الهوية القومية في طروحات الفكر المسيحي للقس الدكتور يوسف توما حينما المواجهة تتطلب النزاهة في تعريف شعبنا بهويته القومية لا الدينية!!؟؟ وكأنه يحاول ان يقول لنا اننا " مسيحيين عراقيين " وهذا أفضل والطف أسم يمكن مقابلة الرب به , وحيث أن القس الدكتور يوسف أكد مرارا على أنه لا يوجد عرق نظيف وهوية أصيلة لأي شعب!!


طيب لماذا تكون الهوية القومية لشعبنا مطروحة للنقاش بهذه الصيغة العدائية ؟ ولماذا عندما يكون النقاش حول الاشورية يأتي من يفرض علينا مفاهيم يراد بها تحطيم معاني الآشورية في عقل شعبنا ليؤكد أنه" لا يوجد عرق نظيف وهوية أصيلة لأي شعب"!! وكأنه يطالب شعبنا الذي يمتد تاريخه لالاف السنين بالاتيان بعرق آشوري نظيف خالي من الشوائب والا فأنه غير مقبول بتسميته الآشورية !! أي من الاعراق في هذا العالم جرت محاكمة هويته القومية من قبل أبناءه بهذه الصورة البشعة؟؟

وهكذا يستمر المحاضر القس الدكتور يوسف في الاتيان بما يسند حجته مما زاد الطين بلّة حيث يذكر "مفهوم الهوية غير ثابت وغير متعارف عليه ويحتمل الخطأ" ويضيف " الهوية ذات ابعاد ومعاني متحركة وليست ثابتة" .. وأسلوبه هذا في أختيار هذه المعاني بالذات أتت من باب معاني يراد بها باطل , ضارباً كل القيم القومية ومعاني الهوية القومية عرض الحائط في أبشع محاولة لذبح الاشورية على يد حملة الفكر المسيحي؟؟ وأن قبلنا جدلاً كون الفكر المسيحي بريئاً من طروحات القس الدكتور يوسف توما فأنه بهذه الحالة لم يترك أمامنا خيارا اخر سوى كون محاضرته محاولة مقصودة الاغراض وذات مرامي لا نستبعد تداخلها مع سياسات مستهدفة النيل من شعبنا.

ومن المثير للجدل أنه حاول جاهداً التركيز على ترسيخ مفهوم " جنون الاضطهاد" أو ما يسمى " البارانويا" في عقل الحضور بتفسيرات جعلتنا أن نضع علامة أستفهام كبيرة على محاضرته حيث ذكر "أن البعض يتصور ويتخيل أن هناك مؤامرات ومخططات ضد الشعب الاشوري"
ويصححها خطأ ب "الاثوري"!! وكأن القس الدكتور يوسف قد زارنا من كوكب اخر لا يعلم ما يدور حوله من أخضاع شعبنا في العراق لعمليات التعريب المستمرة والغاء وجوده القومي رسمياً من قبل النظام العراقي الحالي والمحاولات الحالية والبائسة في أستكراده في شمال الوطن!! وقبلها خيانة الانكليز ومعسكر الحلفاء, ومساهمة المبشرين في الخفاء والعلن في المذابح التي خططتها تلك القوى ( الوهمية كما يصّورها لنا القس الدكتور يوسف !! ) , كل ذلك كان وَهماً في مخيلة الشعب الاشوري بسبب " جنون الاضطهاد"!! ولم يكن مخططاً وراءه قوى وجهات مستفيدة!!

فالبدايات الاولى للعمليات التجسسية عام 1843 التي قام بها المبشرون في المساهمة بذبح شعبنا كانت وهماً بسبب أنحطاط عقولنا نتيجة " جنون الاضطهاد"!! لماذا هذا الغش والخداع!!؟ لماذا تضحك على أبناء جلدتك مستغلاً درجتك العلمية في تمرير سياسات ظالمة لا يمكن لرجل روحاني التعامل بها الا أذا كان سياسيا!!

كان لا بد للقس الدكتور يوسف أن لا يتورط في هذه المسائل التاريخية السياسية الحساسة التي تشكل جزءاً مهماً من وعي شعبنا لحقيقة ما جرى ضده ويجري الان, وبمجرد ذكره مسألة الاوهام بسبب جنون الاضطهاد أنكشفت النيات غير الصادقة لما يصبو اليه القس الدكتور يوسف و كأن شعباً بكامله ترك الوطن لاغراض الراحة والاستجمام وليس بسبب خطط وسياسات دولية محكمة لتفريغ المنطقة من العنصر الاشوري . ومن المثير للهمس والضحك في محاضرة سابقة هو تعليله الغريب الذي فسّر به تمزق العائلة الواحدة الى جهات العالم الاربع وشرذمتها بسبب تأشيرات السفر " الفيزا" وهل حقاً هي كذلك؟؟

لقد ثبت لنا وبما لا يقبل الشك أن مادة المحاضرة كانت مصممة لتهميش دور الهوية القومية لشعبنا والفكر القومي لقلعهما من الجذور, فالأتيان بكل المصطلحات والمعاني التي لا تخدم مسألة الوحدة القومية كان أمراً مثيراً للغاية , حيث انه وبأجوبته لأسئلة الحضور لم ينسف مسألة الفكر القومي والهوية القومية والاتجاه الوحدوي للم شتات شعبنا فحسب بل انه نسف بأفكاره أية بارقة أمل في توحيد مذاهب شعبنا تحت تسمية القومية الاشورية لا بل لم يولي أي أهتمام لأية تسمية لا الكلدانية ولا السريانية وكأنه يريد أعطائنا هوية جديدة هي " المسيحية " كمحاولة جديدة ضمن مشاعية الفكر المسيحي في تذويب الشعوب المختلفة في بوتقة واحدة حيث يذكر " الديانة قضية خلاصية وشافية لكل مشاكل الهوية القومية"!! وما معناه أتركوا قوميتكم وأدخلوا جنات دينكم بلا صداع هذا أشوري وذاك سرياني وذاك كلداني يبدو أنه هكذا سيتم أغتيال الآشورية على يد بعض الكنائس ومذاهبها , فالتهرب من الحقيقة هو طمرها أو ذبحها وذلك أسهل الحلول!!

وكمحاولة أخرى لرفض الآشورية بكل الوسائل والافكار المضادة يذكر  " أن سقوط الاتحاد السوفيتي مثال على سقوط الهويات" .  أنتبه عزيزي القاريء الى ورود كلمة الهوية فقط في حالات السقوط وجواز التغيير !! وأصّراره على ان التسميات المتعددة هي حالة لا بد من الاعتراف بها
وهو أساساً لا يعترف بها !! وتلك من المتناقضات الفكرية التي تخدم هدفه في ألغاء الهوية القومية!! وحيث يورد تشبيهاً للتسميات كونها مثل البستان وتعدد أزهاره , ولا ندري كيف أمكنه دمج التعددية الكنسية دون الاشارة الى حقيقتها الكنسية وليس من المقبول في كل الاعراف والمفاهيم الوطنية والقومية والسياسية أن يحتل اسم الكنيسة موقع الهوية القومية وخاصة لشعب ذي هوية تاريخية معروفة في كل أنحاء العالم من خلال الدراسات العلمية التاريخية لما يسمى بعلم الآشوريات.

كان الاجدر بالقس الدكتور يوسف أن يوضح أن الكنيسة شيء والقومية شيء اخر , وما " تعدد الزهور" التي تم زرعها في "البستان" أنما تعدد الكنائس وذلك أمراً لا يضر بالمصلحة القومية العليا لشعبنا حيث لا يمكن ترقية الكنيسة الى مصاف قوميات وأمم ولا يمكن الاستعاضة باسمها محل الأسم القومي.

الا أن القس الدكتور يوسف لم يذكر ذلك!! ولم ينطق بهذه المعاني , بل راح يؤكد مرة أخرى بأن " تذويب جماعتنا في قالب واحد أمر غير وارد" !!؟؟
وبهذا يمكن لكل من أستمع الى مقولته أن يطابق بسهولة من باب التفكير قومياً معنى مقولته على واقع كنائس شعبنا , والمثير أنه عند السؤال عن كيفية الوصول الى هكذا أستنتاج كان يجيب بمعاني اخرى غير مباشرة بحجة التضليل وللابقاء على معنى كلامه وهكذا بقت مقولته " تذويب جماعتنا في قالب واحد أمر غير وارد " تراود افكار الحضور وبقت في عقل كل من سمعه ينطقها, وهو المطلوب!! وأما باقي الكلام ... فغير مهم