المحرر موضوع: هل للكرد تاريخ في سورية؟  (زيارة 11937 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ابن النهرين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل للكرد تاريخ في سورية؟
« في: 19:45 27/09/2006 »
هل للكرد تاريخ في سورية؟

شبكة البصرة
إياد محمود حسين
لقد صاغ الأكراد خطابهم السياسي حول وجودهم في سوريا على الشكل التالي (إن القضية الكردية في سوريا هي قضية ارض وشعب، وان العشائر العربية التي سكنت الجزيرة السورية هي حديثة العهد ترجع إلى بداية الاحتلال الفرنسي لسورية، وان الجزيرة أصلها مناطق كردية استولى عليها العرب) هكذا هو منطق المثقفين الأكراد فهم يعتبرون إن هجرة العشائر العربية للجزيرة تعود إلى عهد قريب ، ولم يذكر لنا من اين جاءوا الأكراد وسكنوا الجزيرة ( التي يطلقون عليها كردستان سورية ) ومتى ، وهل كانوا متواجدين فيها قبل تواجد العشائر العربية ؟ . وسنحاول هنا إن نرد على هذا الطرح القائم على تزيف الحقائق والفاقد للمصداقية التاريخية . فعن أي شعب يتكلمون ، وأي ارض يناقشون ، وأي تقرير مصير في سوريا يهدفون ؟ الجزيرة هي الترجمة العربية لتسمية (بيت النهرين) والتي تعني أساسا كل المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات من منابع هذين النهرين في تركيا حتى المصب في البصرة ، ولكن في العصر العربي الإسلامي اتفق على إطلاق تسمية الجزيرة على الجزء الأعلى من بلاد النهرين . ابتداء من شمال تكريت والانبار مرورا بأربيل والموصل والى سوريا والرقة ودير الزور والحسكة مرورا بنصيبين وماردين في تركيا . والجزيرة في سورية تشمل المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية ، وبمساحة تبلغ نحو ثلث مساحة سورية ، وتمتد حتى حدود حلب من الغرب ومحافظتي حماة وحمص من الجنوب الغربي . ويشق منطقة الجزيرة نهر الفرات ورافديه الخابور والبليخ . وعلى ضفاف الفرات ورافديه ازدهرت حضارات وقامت مدن ما تزال أطلالها شاهدة على تاريخ هذه المنطقة العريق الموغل في القدم ، قبل مجيء الأكراد المفاجىء . وتشكل المدن في الجزيرة السورية حلقة وصل مهمة مابين المدن العراقية والسورية القديمة ، فمثلا مدينة ماري الأثرية التي تبعد 11 كم شمال البوكمال السورية مقابل منطقة القائم العراقية لعبت دورا مهما في ربط بلاد مابين النهرين ببلاد الشام ، كما أصبحت منطقة تل براك الواقعة نحو 50 كم جنوب غربي مدينة القامشلي ( وتعني تل براك بالسريانية تل السجود أو التبرك) محطة مهمة للإمبراطورية الاكدية في طريق توسعها باتجاه الغرب . وقد بنى الملك الاكادي نارام سين قصرا ضخما مازالت أثاره باقية في تل براك . وكذلك جعل الملك الآشوري شمسي ادد عاصمة له في تل ليلان التي تبعد عن مدينة القامشلي 25 كم . ولعبت أيضا الممالك الآرامية دورا ثقافيا وجسرا للتواصل بين مناطق شرق الفرات وغربه .
وقد قسم إقليم الجزيرة إلى ثلاث مناطق وسميت بحسب القبائل العربية التي فرضت سيطرتها على المنطقة منذ ما قبل الإسلام ، والكثير من هذه القبائل العربية اعتنقت المسيحية ، ونطقوا بالسريانية . وهذه المنطقة استقبلت الكثير من الجماعات والهجرات ، وكانت تذوب في حضارة النهرين ، رغم هذا التنوع العرقي ، إلا إن الثقافة السامية (الاكدية الآشورية ثم الآرامية ، واللغة العربية) ظلت هي السائدة على عصور التاريخ . وفى العصر الإسلامي ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية . وظلت العشائر والقبائل العربية التي سكنت الجزيرة قبل الفتوحات الإسلامية كقبائل طي وعقيل محافظة على دينها المسيحي حتى مطلع القرن الثالث عشر أو الرابع عشر . أن حافظ على امارتها العشائرية غي أعالي الفرات من حديثة إلى الرحبة وكانت لهم مدينة تقع على حوض الخابور يطلق عليها اسم عربان ، وكان يطلق عليها بالسرياني كلمة (باعر بايا) وكان مطارنة الكنائس المسيحية يخدمون القبائل العربية المسيحية لأجل تحريضها على التوطين والاستقرار في هذه المنطقة المسماة باعربايا الواقعة مابين رأس العين السورية مرورا بمدينة نصيبين (القامشلي حاليا) حتى مدينة الموصل العراقية . وجنوبا كانت تمتد مساحة باعربايا إلى ديار ربيعة لتشمل أجزاء مهمة من محافظة الانبار العراقية . وفي أعالي دجلة والفرات كانت تدور معارك المواجهة الإسلامية مع البيزنطيين ، قام مروان بن محمد احد أهم القادة العسكريين الأمويين ، والذي تسلم قيادة مناطق الجزيرة وأذربيجان وأرمينيا من ابن عمه هشام بن عبد الملك غي 732 ميلادية ، بتشجيع عشائر من ربيعة ولاسيما تغلب للاستقرار في جوار الموصل ، التي كانت تعرف بديار ربيعة ، كما شجع عشائر من بكر بن وائل ( وهي أيضا من ربيعة ) للاستقرار في الجزيرة شمال غرب الموصل . وقد لعبت هذه العشائر العربية التي استوطنت تلك المنطقة التي عرفت بديار بكر دورا حاسما في حماية الثغور الإسلامية أمام بيزنطة لعدة قرون
ويقول المؤرخون إن مدينة (عربان) كانت في الماضي منطقة آشورية من خلال الآثار المكتشفة فيها ، وقد دمرها تيمورلنك (1336 – 1405) وهذا التدمير المغولي والتوتري اثر كثيرا على الحياة في الجزيرة ومدنها وسكانها ، وأصبحت فقيرة . وفي القرن الثامن عشر شهد عودة السكان من العرب والسريان إلى مدنهم القديمة في الجزيرة السورية مرة أخرى ، مثل عشائر شمر والجبور وبكارا ، وبنفس الوقت جاءت موجة جديدة من العشائر المهاجرة الكردية من تركيا . تمكنت هذه الجماعات الكردية من النزوح من مناطقهم الجبلية ، ومارسوا كل أنواع الاضطهاد والقتل والتهجير ضد السكان السريان الاصليين ، وانتزاع الأراضي منهم ، وتكريدهم بالقوة ، وتم تحويلها إلى منطقة بغالبية كردية وخاصة المناطق الشمالية من الجزيرة . مثلما جرى لسكان قرية حلوا السريانية (1907 – 1915) حيث أباد بعض الأكراد سكانها في ظل الاستعمار الفرنسي المحتل لسورية . وفي عامودا قام الأكراد سنة 1937 بارتكاب مذابح فظيعة بحق السريان مما أدى إلى هجرتهم منها ، وبالتالي تكريدها . كما حدثت اشتباكات عنيفة مابين العشائر العربية والكردية في منطقي عامودا والدرباسة ، وكذلك استقرت بعض العشائر الكردية الهاربة من وجه الأتراك اثر فشل حركتهم المسلحة ، حيث استقرت عشيرة الهفيركان الكردية ، وعشيرة الدقورية الكردية ، وعشيرة المرسنيين في قبور البيض وعامودا والقامشلي . وبمرور الزمن هاجر السريان والأرمن من الجزيرة السورية إلى أصقاع العالم ، وهذا مما أدى إلى اختلال موازين القوى بالخارطة السكانية واللغوية التي مالت لصالح الأكراد في مدن القامشلي وقبور البيض وعامودا والدرباسة . ويعيش اليوم في الجزيرة السورية (الرقا ودير الزور والحسكة) ما يقارب 3 ملايين نسمة أغلبيتهم من العشائر العربية ، ويشكل الأكراد ثلث السكان في محافظة الحسكة ، ويقل وجودهم في محافظتي الرقا ودير الزور . ويبلغ تعداد السريان (الاشوريين والكلدان) في الجزيرة إلى 200 ألف نسمة .
والتاريخ القديم لهذه المنطقة يحدثنا بأن شمال الجزيرة كانت مقرا للدولة الآشورية وشعوبها تنطق باللغة السريانية قبل إن يبدأ الزحف الكردي إليها فى القرون المتأخرة . علما أن معالم الحضارة الآشورية والتي هي متواجدة قيل استيطان الكرد بالآلاف السنين مازالت معالمها ظاهرة للعيان على مر العصور ، بينما لم يصل إلى علمنا وجود اثر من معالم الحضارة للشعب الكردي على مر العصور . فالحقيقة العلمية يجب أن تذكر ، فليس لدى الشعب الكردي ما يقدمه للشعوب المجاورة . ويقول البروفيسور الكردي عمر ميران الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1952 ، والمتخصص فى تاريخ شعوب الشرق الأوسط ، وأستاذ التاريخ فى جامعات مختلفة ( أن الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي فى كل ما فى الكلمة من معنى حقيقي . وهذا ينطبق على أخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما إلى أخره . فلو أخذنا نظرة عامة ولكن ثاقبة لتاريخ الشعب الكردي لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ، ولو أردنا أن نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك أكثر من بضع صفحات . هذا ليس عيبا او انتفاضا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطة فى منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الأوسط) . اننا لم نسمع او نجد إلى يومنا هذا اى اثر لنا ككرد أن نقول انه تراث حضاري كردى خالص ، ولم نجد اى اثر لمدينة كردية تأسست على ايدى الشعب الكردي . فالقيادة الكردية الحالية وبعض المثقفين الأكراد المغرورين يؤكدون على وجود هذه الحضارة بدون تقديم الدليل والإثبات بطريقة علمية . فالباحث العلمي يجب أن يتحلى بالصدق والأمانة العلمية الدقيقة قبل أن يفهموا العالم بأن الأكراد كانوا أصحاب حضارة وعلم وتراث ، لان كل هذه الحجج غير واردة تاريخيا فى تاريخ المنطقة . ويذكر الكاتب سليم مطر فى كتابه (ألذات الجريحة) أن تسمية إقليم الجزيرة هي تعريب لكلمة (مابين النهرين) لأنها بين دجلة والفرات ، وكان يطلق عليه فى التاريخ القديم إقليم أشور ، كما ذكر ذلك ياقوت الحموي . وهذه المناطق التي سكنها العرب هي ديار ربيعة فى الجزء الجنوبي والتي تشمل تكريت وسامراء والموصل وسنجار ، وديار مضر تشمل الرها والرقة ورأس العين ، ومركزها حران ، وديار بكر فى تركيا حاليا . ظلت منطقة الجزيرة عموما مرتبطة بدمشق فى زمن الدولة الأموية ، وكذلك فى زمن العباسيين عاصمتها الموصل . وقد ارتبطت العلاقة مابين سكان الجزيرة السورية والعراقية بروابط عائلية من زواج وتجارة مابين المدن السورية والموصل العراقية ، قبل إغلاق الحدود بين الدولتين .
إما بالنسبة لسورية فأن الإنسان يتعجب عندما يسمع منطق الأكراد بأن لهم حقوق تاريخية في الجزيرة السورية ، أنها ارض أبائهم وأجدادهم ، فإذا كانت الجزيرة السورية ارض أجدادهم الأولين كما جاء ذلك في نبأ الأولين فأين مقابرهم أو قبور أجدادهم ؟ إنهم لا يستطيعون الإجابة على هذا السؤال ، لأنهم يعلمون إن قبورهم في الاراضى التركية التي نزحوا منها أول مرة . أنهم يعتبرون إن خط الحدود الممتد من زاخو باتجاه الحدود التركية – السورية وخاصة ديار بكر وماردين وغازي عينتاب إلى الاسكندرون هي أراضى كردية ، لو رجعنا قليلا إلى الوراء لوجدنا إن تواجدهم حديث العهد . سكنوا الجزيرة في سوريا فى عام 1926 عندما قام الجيش التركي الحديث بمطاردة تمرد الشيخ سعيد بالو (النقشبندى) وفرار ألاف العائلات الكردية إلى داخل الاراضى السورية الواقعة تحت الانتداب الفرنسي في ذلك الوقت ، هربا من الملاحقات التركية ضدهم ، بسبب المشاكل والاضطراب ات التي أحدثوها في مناطق الأناضول الشرقية ، وفتحت سلطة الانتداب الفرنسي على سورية الأبواب لهم وسمحت لهم في السكنى في الجزيرة، والعيش فيها سويتا مع المواطن العربي السوري . فقد نزحت عشيرة الفيركان برئاسة حاجو اغا بأكملها إلى منطقة القحطانية داخل الاراضى السورية عام 1926 . وهذا القمع التركي بحق الأكراد أدى إلى استمرار تدفق العوائل الكردية إلى شمال سوريا ، وكانت هذه الهجرات والتدفق من دولة إلى دولة أخرى ، وليست من محافظة سورية إلى محافظة أخرى ، أو من منطقة كردية إلى منطقة كردية أخرى ، كما يدعى القومجية الأكراد . وتعتبر فترة الانتداب الفرنسي فترة ذهبية لتمدد المهاجرين الأكراد غير الشرعيين نحو الجنوب ، واستطاينهم الكثير من المناطق الشاسعة التي كانت تحت سيطرة العشائر العربية ، وهذه الحقيقة لاينكرها احد وحتى الأكراد أنفسهم ، إلا إنهم يطرحون نفس الشعار الذي طرحته الصهيونية العالمية قبلهم في احتلالها الاراضى الفلسطينية القائل (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض) على أساس أنها تمت في مناطق خالية من السكان . وبهذا الصدد يذكر عبد الحميد درويش في كتيبه الصغير (لمحة تاريخية من أكراد الجزيرة) مايلى (إما في ظل الانتداب الفرنسي على سوريا حيث خفت وطأة النزاعات العشائرية ، وضعفت هيمنتها خاصة عشيرة شمر ، الأمر الذي أفسح المجال إمام أفراد العشائر الكردية الأخرى للبحث عن مصادر جديدة للعيش والطموح نحو السيطرة على أراضى كانت خالية في ذلك الوقت . وقد هيأ هذا الوضع الجديد في ظل الانتداب الفرنسي إمام المواطنين الأكراد إن يتوسعوا نحو الجنوب ويشيدوا قرى جديدة لأسباب اقتصادية واجتماعية بحته نظرا لتزايد النمو السكاني منذ الثلاثينيات من هذا القرن ، إضافة إلى استحالة توجه الأكراد نحو الشمال بسبب الحدود وكثرة السكان هناك . وهكذا توسع الأكراد نحو الجنوب بعمق يصل حتى 30 كم . وبهذه الصورة تم أعمار قرى الجزيرة كما نراها اليوم) . وهم مدينون لسلطة الانتداب التي وافقت على دخولهم الاراضى السورية والسكنى في ارض الجزيرة الخالية من السكان حسب منطقهم . مع العلم كما تؤكد المصادر التاريخية بأن الآراميين كانوا متواجدين في منطقة الجزيرة ، ولم يرد ما يشير إلى وجود قوم بأسم الكرد فيها . فلا يحق لاى كردى بعد ألان الادعاء بتواجدهم تاريخيا في أراضى سورية .
بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي في الجزيرة السورية عام 1959 وتمت مصادرة الاراضى الزراعية من الإقطاعيين والملاكين الكبار ، وزعت الاراضى على المواطنين بدون تفريق طائفي أو عرقي ، وكان الفلاحين الأكراد أكثر المنتفعين بهذا القانون ، واستطاعوا الحصول على أراضى زراعية بعد إن كانوا لا يملكون اى شيء ، مع العلم إن هذه الاراضى التي وزعت عليهم كانت مملوكة سابقا لا قطاعيين عرب بالدرجة الأولى . وهذا القانون شجع أكراد تركيا بالهجرة السرية وغير الشرعية إلى داخل الاراضى السورية بشتى الطرق والأساليب ، منها الرشوة والتزوير كما يفعلون ألان في العراق بإسكان كافة الأكراد من الدول المجاورة بإعطائهم جوازات سفر عراقية ، وإسكانهم في مدينة كركوك لتحقيق أهداف سياسية معروفة للجميع . وقد شكلت الهجرات الكردية الحالية إلى سورية من أهم واكبر الهجرات التي تمت سابقا عام 1926 . أنهم اليوم يطلقون على هذه الاراضى بكردستان سورية ، وربما غدا يصل هذا الشعار إلى الاراضى اللبنانية وتصبح هناك أيضا مشكلة اسمها كردستاني لبنان . ولا عجب عندما يطالب مسعود البرزانى ويصرح بالتركيز على الفكر القومي الكردي ، وحتى وصل الأمر إلى المثقفين الأكراد بأن يطالبوا بالحفاظ على ما يسمى (بالأمن القومي الكردي) لكل أنحاء كردستاني . أليس هذا الشعار والمطلب هو تصريح علتي بأيمانهم بالفكر القومي العنصري الشوفينى ، القائم على السياسة الاستعلا ئية على باقي الشعوب والأقوام ، فهذه القيادة لها نظرتها الدونية لشعوب المنطقة ، وخاصة العرب ، مقابل الاستعلاء لقومهم على غيرهم ، وهو لا تختلف بالمرة عن الأفكار النازية .
الأكراد في سوريا لا يبلغ عددهم أكثر من مليون مواطن من مجموع 17 مليون عربي ، ويطالبون كحد أدنى في المرحلة الراهنة اعتبار الوجود الكردي كثاني قومية في البلاد ، واعتبار اللغة الكردية لغة ثانية إلى جانب اللغة العربية ، اى بالعربي أو الكردي الفصيح يريدون مناصفة سورية بكل شيء ، مثلما فعلوا بالعراق .لو عدنا لدراسة تاريخ الجزيرة السورية لوجدنا أنها تنقسم إلى ثلاث أقسام حسب المصطلحات القديمة للجغرافيين العرب والمؤرخين ، وهى مقاطعات ديار بكر وتقع شمال الجزيرة ، وديار مضر المنطقة الواقعة غرب الجزيرة في حوض الفرات الأوسط ومركزها مدينة الرقة ، وديار ربيعة تشمل المنطقة الواقعة شرق وجنوب شرق الجزيرة ، وهى اكبر الأقاليم مساحة ، ومن أهم مدنها رأس العين وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر . وهى تمتد حتى المنطقة الوسطي من دجلة حتى تكريت ومحافظة الحسكة . وأسماء هذه الديار تعود نسبها إلى ثلاثة قبائل عربية سكنت الجزيرة قبل الفتوحات الإسلامية وبعدها . يقول ياقوت الحموي (ديار ربيعة بين الموصل إلى رأس العين تحوى بقاع الموصل ونصيبين وراس العين ودنيسير والخابور جميعه . وسميت ديار ربيعة لأنهم كلهم ربيعة) ويتكلم المؤرخون العرب بإسهاب عن مدن الجزيرة السورية ، ومنهم ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ، وابن شداد في كتابه الاعلاق الخطيرة ، والاصطخرى في كتابه مساللك وممالك ، والقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، وابن حوقل في كتابه صورة الارض ، والمسعودي في كتابه مروج الذهب ، وابن قدامة في كتابه الخراج . وكل هؤلاء المؤرخون العرب اثيتوا على عروبة الجزيرة أرضا ولغة، لان سكانها كانوا ينطقون باللغة العربية وليس الكردية .
فتح العرب الجزيرة في عام 17 هجرية زمن الخليفة عمر بن الخطاب على يد عياض بن غنم ، وتولى بعده الولاية على الجزيرة معاوية بن أبى سفيان ، وفى عهد على بن أبى طالب ولى على الجزيرة الاشتر النخعى الذي اتخذ من نصيبين مكانا لا قامته . وفى عصر الدولة العباسية أصبحت الجزيرة تحت سيطرة الحمدانيين ، وبمرور الزمن أصبحت الجزيرة جميع سكانها عرب .

مدن الجزيرة السورية
الحسكة
محافظة تقع في أقصى الشمال الشرقي من سورية . بناها الآشوريون في منطقة الجزيرة . ومحافظة الحسكة تضم القامشلي والملكية ورأس العين . ورأس العين مدينة قديمة عرفت في العهد الآرامي بأسم (كابارا) وفي العهد الاشورى بأسم (رازينا اورسين) وفي العهد الروماني بأسم (تيود وسيوليوس) ثم سميت (رش عينو) بالسريانية ، ولتحور إلى رأس العين . فتحها المسلمون سنة 17 هجرية . وخربها تيمور لنك في القرن الرابع عشر ميلادي ، وبقيت مهملة حتى مطلع القرن العشرين الميلادي . وتقع شمال غرب الحسكة بنحو 62 كم .

الرقة
تقع على نهر الفرات ، ويبلغ عدد نفوسها 654 ألف نسمة حسب تعداد عام 1999 . وينسب تأسيسها إلى الاسكندر المقدوني . وكانت تدعى نيقوفوريوم ، ثم تغير اسمها عندما أسس سلوقس الثاني كالينكوس في عام 244 قبل الميلاد مدينة مكان الرقة أطلق عليها اسم كالينيكوم . وفي عهد الإمبراطور البيزنطي ليون (457 – 474) ميلادية أطلق عليها اسم ليونقوبوليس . وكانت مركزا مهما من مراكز كنيسة الشرق السريانية ، وفيها عقدت أهم المجاميع الكنسية ، وعلى رقعتها تنتشر أثار الأديرة والكنائس السريانية . وفي عام 639 ميلادية حررها القائد العربي عياض بن غنم من الحكم البيزنطي . ودمرت وعمها الخراب على يد هولاكو عام 1258 ميلادية ، واستعادت عافيتها ونهوضها ودبت الحياة فيها من جديد ، بعد أن استعادت القبائل العربية نشاطها فيها بعد كل هذه المقدمة المبسطة عن تاريخ الجزيرة العربي والتي أصبحت بديهة تاريخية لايمكن إن ينكرها الأكراد الطارئين الجدد على الجزيرة ، وحذفها من ثنايا التاريخ . إلا إن القوميين الأكراد وبعناد شديد الذي هو من طبعهم ووراثة لهم يمارسون مخططا خبيثا قائما على البكاء والتظلم من العرب الذين سرقوا أراضيهم في سوريا منذ العصر الاسلامى الأول . إن هذا البكاء والعويل له أجندة سياسية بمساعدة الصهيونية العالمية لسلخ الجزيرة السورية عن الاراضى السورية كما فعلوا في لواء الاسكندرون ، ويطلقون على الجزيرة كردستان الغربية ، أو كردستاني سورية وأنها جزء من كردستانهم الأكبر . وقد وصلت الوقاحة والعجرفة من قبل الأحزاب الكردية الشوفينية المتعصبة إلى طرح شعارات عنصرية قومية انفصالية في سورية ، وذلك من اجل تأجيج حالة العداء بين العرب والاكراد . ووصلت شعاراتهم استقواء بالأمريكان إلى رفع الشعار (لأعرب ولا سريان هذه هي حدود كردستاني ) فقط في أحلامهم المريضة . وانسجاما مع هذا المخطط تمت المحاولات لتكريد الأسماء الجغرافية لمدن وقرى الجزيرة حسب ما تهوى أنفسهم ، ولكن هذا التغيير لن يغير من واقع الحقائق على الارض وأصبحت القامشلي تسمى عندهم قامشلو ، والدرباسية تسمى دربيسى ، وأصبحت مدينة رأس العين التاريخية تسمى سرى كانى ، وأصبحت القحطانية أو القبور البيض تسمى تربة سبى . وحتى الحضارات القديمة لم تسلم من زيفهم فمثلا حضارة تل حلف وعاصمتها واشوكانى ، فقد أطلق عليها الكرد تسمية جديدة (باش كانى) التي تعنى بالكردية النهر الجديد ، اى إنهم بالعربي الفصيح يريدون تكريد الجزيرة بعد إن انحدروا من قمم الجبال للسيطرة على السهول السورية ، مثلما فعل العرب قبلهم بعصور تعريب الجزيرة .
القيادة العشائرية الكردية وحركاتهم السياسية القومية الشوفينية لا تعترف بالحدود السياسية لكل من سورية والعراق وتصف الكيان السوري بأنه كيان مصطنع ، وتنزع عنه الشرعية التاريخية والقانونية . وتصف حدود هذه الدول العربية بأنها حواجز تفصل الأكراد عن بعضهم ، بينما القيادة الكردية هي أول من وقفت معارضة لوحدة العراق وسورية ومصر بعد ثورة عبد الكريم قاسم . فكيف يمكن لقيادة كردية تعتبر نفسها قومية وتؤمن بالإسلام دين لها تخط لها طريقا مناقضا لطريق الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي ، فيصبح أعداء الوطن أصدقاءها ، وأصدقاء الوطن أعداءها ، ثم تدعى أنها تؤمن بعراق موحد . هذه القيادة الخائنة تتناغم مع المخططات التأمرية لإسرائيل والولايات المتحدة في تفتيت المنطقة عامة والعراق خاصة إلى كيانات عرقية وطائفية ضعيفة تدور في فلك الإمبريالية الأمريكية وحليفتها إسرائيل ثم تقول أنها مع وحدة العراق الفيدرالي . القيادة الكردية تتعامل مع مكونات الوطن على أساس عرقي وطائفي وتسمى أبناء الوطن العرب في وطنهم وخاصة كركوك مستوطنين ومرتزقة صدام ثم تقول للشعب العراقي أنها مع وحدة العراق . القيادة الكردية الشوفينية العنصرية تملك أجندة سرية وعلنية تهدف إلى بناء كردستان كبرى ككيان عنصري عرقي ومرتبط بمصالح أمريكا وإسرائيل ضد الشعب العربي وتسمى نفسها بأنها مع عراق واحد موحد .

شبكة البصرة