المحرر موضوع: للتاريخ طعم، ولكن اي طعم؟  (زيارة 1876 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
للتاريخ طعم، ولكن اي طعم؟
« في: 17:18 31/05/2012 »
للتاريخ طعم، ولكن اي طعم؟


تيري بطرس
bebedematy@web.de
اولا اود تقديم اعتذاري للاستاذين الكبيرين سعيد شامايا واخيقر يوخنا، ونتمنى ان لا يعتبرا مقالتنا سجالا واتهاما ولكنه باعتقادي توضيحات تاريخية يمكن ان يساهم في معرفة ما مر بنا من احداث، وكل ما كتبته في الاونة الاخيرة كان ضمن هذه الفكرة، ولانني اعتبرت ان البعض اخطاء في قراءة الماضي. صحيح اننا نطالب بان لانعيش الماضي، ولكن معرفة الماضي من واجبنا لعل وعسى نتمكن من معالجة الحاضر.
للتاريخ طعم، نعم ان للتاريخ طعما ويكون لذيذا تذكره، ويكون الذ حينما نمنحه صفات معينة ودرجة كبيرة من القداسة والنزاهة، تشعرنا بنشوة الانتصار. انها لحقيقة ان غالبية الاشخاص لهم نيات صافية، ولذا فانه حينما يخطؤن يكون الخطاء في الغالب نتيجة لعدم دقة الحسابات، ولكن تبقى ان الاخطاء قد يتحملها الكثيرون دون ان يكون لهم يد في هذا الخطأ. ان تغنينا بتاريخنا الشخصي يجب ان لا يكون مبررا لنسيان اخطاءنا واخطاء الاخرين والا لن نستفاد من هذا التاريخ الا كقصة تروي. لا اقول بعدم ذكر الاحداث التاريخية وكتابة ما حدث فانا معه ، ولكن تمجيد تاريخ، لم ينتج الا الفشل، فانه امر مؤلم، كان تغني في مأتم. حقيقة اننا لسنا من صنع جل تاريخنا، لان قدرة الصنع لدينا كانت ضئيلة في الغالب، بل ان تاريخنا صنعه الاخرين وحسبما يشاؤن، الا ان ذلك لا يبرر سكوتنا عن الاخطاء ووضع النقاط على الاحرف. كما ان تغليف تاريخنا بمصطلحات معينة، لن يصنع منه تاريخا ذو انجازات قومية، اللهم، الا اذا اردنا الادعاء انه بسبب حمل الفترة او المرحلة او الحركة صفة معنية كان سببا لتجمع الاعداء لخنقها منذ المهد! ان واقعنا المؤلم حاليا يشي باننا لم نقم بعمل جيد، هذا اذا كنا قد اقمنا بعمل ما حقا؟ فالنجاح يعني التطور والترسيخ والتقدم، ولنقس موقعنا اليوم بما كنا عليه قبل اربعون عاما، بماذا سنخرج؟ ولعل اهم مقياس لنجاحنا ولفشلنا، هو مدى خوفنا اليوم وقبل اربعين عاما من انصهارنا وزوالنا؟
لايزال الغموض يكتنف مسيرة العمل السياسي الاشوري وبالاخص ما بعد مرحلة مذبحة سميل. هذه المرحلة التي اتسمت بالخوف وباللايقين، ولذا فاننا نرى الاستاذ خوشابا سولاقا في مقالته على موقع عنكاوا كوم يقول ((وسأذكر لضرورة الأمانة التاريخية إرضاءً للتاريخ والضمير بأنه لم يكن هناك أي تنظيم سياسي حزبي أو حركة سياسية قومية على هيئة حزب منظم موجودة ومعروفة وعاملة في النادي الثقافي الآثوري ولا حتى خارجه في المجتمع على حد علمي إلا من كان له إرتباط باجهزة النظام الفاشي لنهاية عام 1976 وهي السنة التي بنهايتها غادرتُ النادي بعد أن تيقنتُ من عدم إمكانية إستمراره على ما كان عليه سابقاً مستقلاً بقراره الى حدٍ كبير ، ومن يدعي العكس فاليأتي ببرهانه المادي ووثائقه ويدحض ما قلته ويؤكد على العكس من ذلك وسأكون له شاكراً ومعتذراً في نفس الوقت))، طبعا هناك لغم في مثل هذا القول وهو القول على هيئة حزب منظم  فمهما قلت فانه سيكون من السهل التشكيك برايك، وذلك لاسباب ان حركتنا السياسية لم تترك شيئا معلنا ولم  يتم تدوين سجل تاريخها كما هي وليس كما يريد البعض، لان  حركاتنا السياسية كلها كانت سرية وتعيش حالة الخوف والرعب من سميلي ثانية. الحقيقة ان اول ما يرد الينا من حركات سياسية بعد سميل هو تحرك مجموعة من ابناء شعبنا وبشكل منظم لتحقيق هدف واحد، وهو الانتقام من مذبحة سميل ليس من الانكليز والعرب ولكن من بعض رجال الدين ممن تم الاعتقاد بانهم كانوا سببا او تراخوا في العمل ضد القيام بمذبحة سميل، وهذه المجموعة يعرف منهم المرحوم جورج والد الشهيدة ماركريت، والتي قررت (المجموعة) اغتيال كل من المطران مار يوسف خنانيشو والاسقفان مار سركيس ومار يوالاها، وكان المرحوم جورج مكلفا لاغتيال مار يوالاها، الا انه افشى السر وتم القاء القبض على الاشخاص المعنين ولم ينفذ المخطط.  هنا من الواضح انه كان هناك تحرك سياسي ما ومنظم ولكنه لم يستمر لانه ركز على هدف معين الانتقام. اما التحرك الثاني فيأتي في نهاية الاربعينيات ايضا، ولا ندري مدى قربه من التحرك الاول، الا انه كان موجودا . يقول الاستاذ داود دبيت پاگه Bet Paga دمار بيشوع في كتابة اشوري من بيت نهرين _ تاريخ سفر حياة خاص والمطبوع في شيكاغو عام 1984 بالسورث انه انظم الى حزب خيت خيت خيت الب (خوبا خويادا خيروتا اتوريتا) وهنا ثلاثة خيت وليس اثنان وكان مؤسسه وقائدة الاسطى موشي ومن اعضاءه يذكر ساوا هسامو والاستاذ زرو والاستاذ روئيل وشمشون وردا وقد شارك الحزب في انتفاضة تشرين لعام 1952 مع الحزب الديمقراطي الوطني، كامل الجادرجي  وحزب التقدمي الاشتراكي محمد حديد والحزب الشيوعي العراقي حيدر افندي وحسن علي وحزب خبات الكوردي وبالطبع حزب خيت خيت خيت الب اسطة موشي. والكاتب اي الاستاذ داود ينتهي به المطاف في الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ عام 1961 الى عام 1974 ويمثل مع مجموعة شعبنا في مقر الفرع الخامس في بغداد للحزب المذكور ويقول اننا كنا في الفرع الخامس كل من (زياالبرواري من عين نوني، وعمانوئيل من ارادن، وبيجن زومايا، وشمشون داود، وشموئيل اربيلي المعروف ب ش ه والشماس كوركيس برواري،   ودنسا هريري ويذكر بانه والمرحوم شموئيل الاربيلي كانا يقوما بالاطلاع والموافقة على كل ما يكتب في الصفحة الاشورية.
واعتقد انه هناك اختلاط على السيد خوشابا سولاقا عندما ذكر ان السيد ايشو دنخا يقيرا والسيد يوسف نمرود كانون كانا من اعضاء خيت خيت الب، هذا اذا كان يقصد خيت خيت خيت الب، ولكن على ما اذكر ان المرحوم توما توماس ذكر في احدى مقابلاته انه كانت هنالك  مجموعة باسم اللجنة (صيعتا) كانت تضم شبابا من بغداد وكانت قد نظمت نفسها لدعم تحرك الشهيد هرمز مالك جكو، وهو الاقرب باعتقادي لرابي يوسف نمرود كانون والاستاذ ايشو دنخا يقيرا وتاريخ اعتقالهما. وعلى كل ان رابي يوسف والاستاذ ايشو دنخا يقيرا يمكنهم ان يفيدونا في هذا الامر ويضيئا المخفي من هذه المرحلة. اما الحزب الاخر الذي نشاء خارج النادي فقد كان الحزب الذي حاول كل من القس حاليا شليمون ايشو وكوركيس خوشابا وغيرهم انشاءه ولكنه انكشف وتم القاء القبض عليهم وانتهى الحزب. اما الحزب الاخر الذي تاسس في بداية السبعينيات فقد كان حزب الاخاء الاثوري وقد اسسه المرحوم توما هرمز ايشو و انا شخصيا علمت به ودعوت للانتماء اليه في خريف عام 1972، وقد حل الحزب كما شعرنا في عام 1976 . وهاك حزب كان يظم مرة  اخرى كوركيس خوشابا والنقيب بطرس وغيرهم وهو من فكر وعمل من اجل الكفاح المسلح وتألف مع مجموعة الشهيد يوسف توما والسيد يونادم كنا وكونا الحركة الديمقرطية الاشورية، بالاظافة الى طوكاسا اتورايا مشخلبا زوننايا وكان يظم كل من المرحوم حنا يوخانيس نيسان ؛ الأستاذ طيماثيوس حنا ؛ الأستاذ عبد المسيح ، عوديشو بوداغ ؛  وشمشون كليانا  ؛ ومختار قرية تلسقف حنا حنوش ، والكسندر برشم  ، أدور يوآرش ،  شمائيل ننو ، رابي شمعون ميخائيل ، والدكتور زيا اسحق لاجين ، والمهندس خوشابا سولاقا  وآخرين غيرهم.
 اما عن الحزب الوطني الاشوري، فانه  لم يخفي تاريخه، ولم يخفي ان وليم شاؤول كان عضو في قيادته ومن مؤسسيه، لانه تاريح وليس هناك ما يعيب ان يخرج احد ما مهما كان هذا الاحد عن خط ما، ويخالفه او تدفعه مصالحهه او مخاوفه اوقناعاته نحو اتجاه يخالف الاغلبية. ولذا فليس هناك من عيب في القول ان وليم شاوؤل كان عضوا قياديا في الحزب من تاريخ تاسيسه في 14 تموز 1973 الى 5 اب 1974 حيث تم تشكيل قيادة لا تضمه وتم اعلان حل الحزب لكل من كان يشك في ولائهم وحتى لوليم شاؤول نفسه. وتفرق الجميع كما تم الاعلان عنه للبعض، الا ان البعض الاخر استمر وبسرية اكثر في العمل الحزبي.   الحزب عرف نفسه في السنوات الاولى بتسمية الحزب فقط ( اي كبا وكان التعليل ان التسمية ليست ضرورية بل هي قد تساهم في متابعة وكشف الحزب). طبعا يكرر الاستاذ خوشاب مقولة ان عمالة وليم شاؤول كانت معروفة للجميع، لا ادري لماذا هذا التعميم وهذا الاستسهال في الاتهام، فحتى لو مثلا اتفقنا ان وليم كان عميلا، فكيف لنمرود بيتو مثلا ان يعرف ذلك وهو القادم من دهوك الى بغداد ومجتمع بغداد غريب عنه. وكيف لكوركيس يعقوب ان يعرف او نحن وكان الاكبر عمرا  في هؤلاء الشباب لا يتجاوز الثانية والعشرون من عمره، اي بدون تجربة سياسية مسبقة، ناهيك ان مجتمعنا في بداية السبعينيات لم يكن منفتحا على بعضه البعض وخصوصا ممن عاش في مناطق لم تكن معروفة بتواجد ابناء شعبنا فيه بكثرة مثل الدورة والصناعة والبتاويين والنعيرية. انه لفخر للحزب الوطني وقيادته حينذاك ان تتمكن من ان تزيح السيد وليم شاؤول وان تبقي العمل وان تطوره وخصوصا في المجالات المهنية مثل الطلبة الجامعيين ولجان الشبيبية. وبقية الامور وكيف تم التضييق علي نشاطاتنا معروف لمن يريد ان يعرف وخصوصا ان احزابا تاريخية مثل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني لم تتمكن ان تصمد امام تغول السلطة البعثية، فكيف بمؤسسات شعبنا المستهدفة من كل الاطراف. واذا كان الاستاذ خوشاب يعلم منذ عام 1976 بما سيحدث، فاننا تأخرنا في معرفة الاستنتاج الى عام 1978، بعد ان شاهدنا مؤسساتنا واحدة تلو الاخر تحاصر وتضع امامها العراقيل المختلفة.
في الوقت الذي يذكر فيه الاستاذ ابرم شبيرا انه كان هناك تحالف انتخابي مع الطلبة الجامعيين اوممثليهم نمرود بيتو وبنيامين ابرم وكوركيس يعقوب، فان الاستاذ خوشابا سولاقا يمر على الامر مرور الكرام ويجعل الفوز في هذه الانتخاب كانه امر من صنع طرف واحد، وهذا يخالف الحقيقة،  فالحقيقة رغم انه يضع الجميع في سلة تيار الشباب القومي التقدمي المستقل، الا اننا اغلبنا يتذكر كلمة الاستاذ ايشو دنخا يقيرا بعد اعلان النتائج والتي قدم  فيها وبشكل علني وهو الامر الذي لم نكن نريده اصلا، شكره للطلبة الجامعيين للدعم الذي قدموه. هل سال احد من كان هؤلاء الطلبة الجامعيين ومن نظمهم وكيف؟ ولماذا كان هناك ثلاثة اشخاص يتكلمون باسمهم؟، ولماذا كانوا يعقدون اجتماعات وينتخبون ممثلين وقد ذكرت بعض منهم سابقا؟، وقلت انهم كانوا في الحزب الوطني الاشوري وهم احياء الله يطول في اعمارهم يمكن الرجوع اليهم وخصوصا البعض ممن صار يدعم احزاب اخرى لزيادة في المصداقية. اذا الحزب كان موجودا وقد تاسس منذ الاعلان عنه،وعدم معرفة الاستاذ خوشابا بالامر ليس معناه عدم وجود شئ، بل يكون السبب ان الاستاذ خوشابا لم يطلع على الامر لكونه سريأ، وقد كان احد اعضاء الحزب ومن سنته الاولى جار الاستاذ خوشابا الاستاذ وليم تمو المقيم حاليا في كندا. اما عن براهين كتابية فلا اعتقد ان نشر وثائق وهي نشرت او على الاقل البعض منها يمكن ان يقنع الاستاذ خوشابا بها لانه يمكن بسهولة القول ومن يقول انها كتبت حينذاك؟ ولكن بالتاكيد الالتقاء بمن اوردت اسماءهم عدة مرات يمكن ان يقنع الاستذا خوشابا بالامر. ولكن الاغرب حين يقول الاستاذ خوشابا انه لم يسمع بالحزب الا بعد عام 2003، لان الحزب كان معلنا في اقيم كوردستان منذ عام 1997 وقبل الاعلان سبق تشكيل نخبة من المثقفين الاشوريين التي كانت تتكلم باسم الحزب وذلك منذ عام1993 ، واصدرت كراس من الوطن كمطبوع يمثل توجهها.  
الامر الاهم من كل ما مررنا به، هو استخلاص الدروس ومعرفة الظروف الموضوعية التي تكون دائما في اوليات قائمة اتهامنا لها للتراجع القومي وكذلك والاكثراهمية معرفة الظروف الذاتية، التي ادت الى هذا التراجع. ان معرفة حقيقة ما مر به شعبنا والارهاصات التي عاشها، وعدم محاكمة الاوضاع بمنظار اليوم، بل بدراسة الواقع كما كان ومن ثم استخلاص التجربة منه لكي يمكن ان نصلح ما يمكننا اصلاحه، ان امكن ذلك.

مقالة  الاستاذ خوشابا سولاقا على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,579023.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,576955.msg5600292.html#msg5600292 مقالة شوقي يوسف بهنام   عن طوكاسا اتورايا مشخلبا زونانايا
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ