المحرر موضوع: كل شيء --بالكونية --  (زيارة 1062 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ابو غيث

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 149
    • مشاهدة الملف الشخصي
كل شيء --بالكونية --
« في: 19:33 01/06/2012 »
 المقال باسم حسين علي العزاوي


حسين علي العزاوي
ابدء كتابتي بنكتة قديمة كنت اتداولها  مع صديق لي  ولكن فيها معاني كبيرة كان هناك امرأة عجوز لديها ابن في جبهة القتال وتأخر في النزول فجاءها صديق له وبشرها ان ابنها حي يرزق وقد طلب منه ان يحضر له بعض الاغراض حين عودته للجبهة واخبرها انه سيعود بعد بضعة ايام ليأخذ الاغراض  وعندما عاد اليها بادرته بالدعاء على الحاكم بأن يهلكه الله لانه حرمها من رؤية ابنها وغير ذلك من ادعية النساء  فأجابها الجندي خائفا لتلافي الموضوع كي لايسمعها احد لا يأمي وين المباديء والقيم فقالت له( كلهن بالكونية) والكونية كلمة شعبية تعني الكيس الكبيرالذي يوضع فيه السكر او الرزهو يقصد تلافي الموضوع وهي سمعها قليل وكلٌ في وادي.                       
نحن الان يجب ان نضع كل شيء في هذا الكيس الكبير لان الناس لم تعد تتحمل سماع اي شعار ليس فيه مايملاء جيوبها وبطونها ويسعد اولادها.. الناس بحاجة الى بيوت تحميها من الحر والبرد تريد حياة كريمة و رجال تعيد لها الثقة بنفسها لهول مارأوه من مأسي .                               
لاتأخذوا كلامي على محمل الجد انزلوا الى الشارع واسئلوا اي شخص تريدون ماذا تريد من الحاكم سيقول لك فورا نريد ان نعيش  ولايهمنا الحاكم عميلا ام لا المهم نرى الخير فيه لسنا بحاجة الوطنية  ففي ظلها قُتل الكثيرين  واصبح الباقي  لاجئين في كل انحاء العالم  والموجودين في الداخل واقعين بين مطرقة الحكومة وسندان العصابات وفي كلتا الحالتين هم منتهين.                 والوطنين الحقيقيين الذي مات منهم والذي هرب وتخفى مثل اصحاب الكهف حتى لايعلم به احد .
والامة تولى امرها سفهائها وياهول المصيبة اذا كان السفيه متخرجا من مدرسة الوطنية على قول المثل العراقي (صانع الاستاذ استاذ ونص) هذا ليس له دواء ولاياتيه الشفاء .                       
اصبحت الوطنية والمباديء والانتماء عملة نادرةولايمكن التعامل بها ومن يروجها يصبح معتوها  ومانراه في كل مرة نشاهد  مواطن ينادي انني متنازل عن جنسيتي واخر يصرخ اخرجوني من هذا البلد واخر قتل اولاده وانتحر بعدهم كل هذا من اجل لقمة العيش ونتيجة لهذه الظروف تحققت نبؤة المرأة العجوز واصبحت النكتة حقيقة ولايسعنا الاان نهتف  معها ونضع كل شيء  في الكونية .
لان  الشعب انتهى والمعانات انهكت قواه واصبح لايفكر في شيء الا مايسد رمقه ويطفي لهيب الصيف في داخله وينام دون ان يحلم في مليشيا تغتصب داره في أي وقتاً تشاء  او من موظف احب موقَع داره فيأخذها منه بالقانون ويحلم ان يرى ولده لايبيع الغاز او النفط او علب الكولا الفارغة ويترك درسه من اجل ان يرفع كاهل مصروفه عن اهله الذين احمرت عيناهم من النظرِ الى قوائم الانتخابات المزورة  التي اتت بكل من لايرحم ليمسك زمام امرنا والديمقراطية الفارسية التي تكتب بالدم تأريخ مجدها على ارض العراق وتناجي اجدادها لقد اخذنا بثأركم من عصائب اهل العراق مهد الحضارات والاسلام الصحيح والنخوة العربية والمروءة التي قل نظيرها في كل العالم.
لااقول لكم هنيئاً ياحكامنا واتباعكم بما تعيشون اليوم على انقاض الشعب المنكوب فلا تهئنة على دنيا فانية.