المحرر موضوع: سيادة المطران سرهد جمو: اليس الاجدر توحيد شطري كنيستنا بدلاً من شطرنا قومياً ؟  (زيارة 2053 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيادة المطران سرهد جمو: اليس الاجدر توحيد شطري كنيستنا بدلاً من شطرنا قومياً ؟
  كنت اتصفح موقع عينكاوة عندما وقع نظري على (فد واحد عراقي!)، نكرة مثل سياوش، بحسب القلائل من اصحاب القيل والقال وقلـــــــو! هذا الـ(فد) كان قد نشر موضوعاً (مو مالته) بل لسيادة المطران سرهد جمو عنوانه "كنيسة المشرق بين شطريها". وبما انني ضعيف جداً في الامور الكنسية! فقد ارتأيت ان اقرأ هذا الموضوع الطويل الذي يشبة قطار تسميتنا ! علّني (أتثقف!) بعض الشيئ فيما يخص تاريخ الكنيسة.
ان اكثر ما جلب انتباهي الى ما جاء في مقالة المطران والذي دعاني الى ان اسطر رأيي على هيئة مقال هو دعوة الرسول بولس اهل افسس الى التوحد في المسيح. كذلك كلمات سيادة المطران التي يقول فيها : (( لابدّ للمسيحيين، لاسيما المسؤولين الكنسيين منهم، أن يستذكروا كلمات الرب في صلاته الكهنوتية؛ أحفظ بإسمك الذين وهبتهم لي، ليكونوا واحداً كما نحن واحد" (يو 11:17 ))) انتهى الاقتباس.
 حقيقة جرني هذا المقال الى الكيفية التي يتعامل بها سيادة المطران مع ابناء شعبنا والتي يصفها الكثيرين من الكتاب والعامة من ابناء شعبنا، بالحاقدة، مستندين الى ينشر على موقعه الالكتروني من مقالات تحريضية ضد وحدة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هذا الشعب الذي باجمعه مسيحي والذي من المفروض ان يتوحد على الاقل باسم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. لكن قراءة في مقدمة المقال جعلت ظني يخيب في ارآء سيادة المطران وفي اي وحدةٍ نتوخاها عن طريق اتحادنا بجسد يسوع المسيح.
 فمنذ النظرة الاولى نرى ايمان سيادة المطران بضرورة امتداد سلطة روما على البقية باعتبار بطرس الرسول صخرة كنيسة المسيح قد استقر واستشهد هناك حيث يقول سيادة المطران:((أن السلطة الكنسية، في المفهوم والتفسير الكاثوليكي، تتركز أولاً في هامة الرسل شمعون بريونا، الذي هو في إيمانهِ بمثابة الصخرة (باليونانية بطرس) من بنيان هيكل الكنيسة، وذلك برغبة السيد المسيح، وهذه السلطة عينها تتسلسل عبر العصور الى خلفاء زعيم الرسل وهم أساقفة روما، حيث أستقر شمعون – بطرس حتى نال إكليل الشهادة)). ان الايمان بهذه السلطة جعلت روما ان تستغلّها وتستخدمها للتدخل في اي بقعة من العالم لغرض فرض هيمنتها، والتي كان لنا نصيب فيها، هذا النصيب الذي بدلاً من ان يوحدنا بحسب الرسول بولس، مزقنا شرّ تمزيق!
 ان مفهوم السلطة بالشكل الذي فسره ويفسره تابعي روما هو بعيد كل البعد عن مقولة ربنا يسوع المسيح لبطرس : انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني بيعتي. المسيح لم يحدد مكان الصخرة في انها يجب ان تكون في روما وان رأس الكنيسة يجب ان يكون هناك. ثم من قال ان كنيسة روما هي جامعة؟ انا افهم الجمع هو الجمع بين الجميع، مهما كان شكل ايمانهم ومذهبهم وبدون تحديد، هذا هو برايي هو الجمع. اما ان افرض عقيدة ومذهب محدد اؤمن به على البقية واقول انها عقيدة جامعة فاعتقد انه يجب اعادة النظر في هكذا مفهموم.
يقول سيادة المطران : ((أما علاقة كنيسة المشرق بالكنيسة الكاثوليكية الجامعة فكانت علاقة الجزء بالكل وعلاقة الطرف بالمركز، وقد جاء هذا الموقف صريحاً في مجمعين عُقِدا في المدائن، الأول في سنة 410 والثاني سنة 420، حيث أعلن أساقفة المشرق رغبتهم في الاتفاق مع الاباء الغربيين على كل شيء سواء في أمور الإيمان كما في شؤون التنظيم الكنسي، "لكوننا أعضاء جسد واحد هو المسيح". (كتاب المجامع، ص40 من النص). كما ويعلن أساقفة المشرق إلتزامهم بكافة القوانين التي وضعها الآباء الغربيون إبتداء من مجمع نيقية سنة 325)). انتهى الاقتباس. أن اعلان رغبة اساقفة المشرق في الاتفاق مع الاباء الغربيين لا تعني على الاطلاق ان كنيسة المشرق هي الجزء وان كنيسة روما الكاثوليكية هي الكل. إذ لا يجوز اطلاق تعبير "الجزء" لغرض الايهام في ان كنيسة المشرق هي تابعة الى روما. اداريا وروحياً روما لم يكن لها اي نفوذ وسلطة على كنيسة المشرق. روما ارادت السيطرة على ليس فقط كنيسة المشرق فقط لكن على بقية الكنائس، فنجحت على الاقل في شق صفوف كنيستنا المشرقية فعلياً في الربع الاخير من القرن التاسع عشر.
يتابع سيادة المطران : ((فكنيسة المشرق وان لم ترتبط يومذاك إرتباطاً خاصاً بمركز معين خارج حدود الامبراطورية الفارسية إعترفت رسمياً بإنتمائها الى الكنيسة الجامعة ككل، كما إعتبرت ذاتها جزءاً متصلاً بهذه الكنيسة)) انتهى الاقتباس. السؤال هو : كيف اعترفت كنيسة المشرق بانتمائها الى الكنيسة الجامعة ككل؟ وباي وثيقة ؟ سيادة المطران ان تعبير (..وان لم ترتبط يومذاك إرتباطاً خاصاً......) ثم (....إعترفت رسمياً بإنتمائها الى الكنيسة الجامعة ككل ، كما إعتبرت ذاتها جزءاً متصلاً بهذه الكنيسة) هو تعبير مجازي وغير دقيق ويفتقر الى الحجة!! اين هي حجتكم في الاعتراف بالانتماء الى روما وفي اننا جزء من هذه الكنيسة ؟ فلو كنا جزء ومنتمين (ادارياً او روحياً واساقفة المشرق ملتزمون بكافة القوانين التي وضعها الآباء الغربيون إبتداء من مجمع نيقية سنة 325) لما انتظر الاساقفة، كل هذه القرون، الى الربع الاخير من القرن التاسع عشر للانضمام الى الكنيسة الجامعة، حيث تمكنت روما من اختراق كنيسة المشرق بالترغيب والترهيب، وشطرها وضم الكنيسة الكلدانية المشطورة الى روما.
ان استغلال ملوك الامبرطورية الفارسية والرمانية الكنيسة للتقارب في مابينهما سياسياً لا يعني ان كنيسة المشرق والكنيسة الغربية متفقتان على ان الاولى هي جزء من الثانية. كذلك رغبة بطريرك المشرق توثيق العلاقة مع الغرب المسيحي لا تعني إعترافه بان كنيسته متصلة بالكنيسة الجامعة وهي جزء منها. الاعتراف والاتصال يأتي عن طريق وثائق وبروتوكولات رسمية. الرغبة شيئ والاتفاق رسماً على تفعيل هذه الرغبة شيئ آخر.
اما عقائدياً فيسترسل سيادة المطران ويقول : ((لقد كانت نتيجة هذه المشاحنات اللاهوتية أن كنيسة المشرق، في أغلبيتها الساحقة، إعتبرت الصيغة "النسطورية" أوفق للتعبير عن مضمون الإيمان، مما أدى إلى عزلها تدريجياً ولحقبة مديدة عن بقية أجزاء الكنيسة الكاثوليكية. وهو وضع إرتاحت له الدولة الساسانية وشجّعته وساعدت على تثبيتهِ. لأنهُ، في نظرها، يسهل لها تأمين ولاء المسيحيين من رعاياها ويجعلهم في موقف العداء من غريمتها الإمبراطورية الرومانية. إلا ان هذا الوضع في الوقت نفسه أدى من جانب آخر، بكنيسة المشرق إلى تفجير طاقاتها الروحية وعبقريتها الذاتية، وجعل من بنيها نسوراً حلّقوا إلى أبعد أقاصي الشرق ينشرون فيه مبادىء إيمانهم وحضارة موطنهم الأم، حتى ضاهت كنيسة المشرق، في عهد مجدها، رقعة ً وعدداً، الكنيسة الرومانية ذاتها)) انتهى الاقتباس. ان كانت اغلبية كنيسة المشرق متفقة على ان النسطورية اوفق للتعبير عن الايمان فهذا معناه ان كنيسة المشرق كانت منذ البداية غير متفقة مع الغرب في طبيعة المسيح، وهو خلاف لاهوتي، وهي بالتالي لم تكن جزء من كنيسة روما وغير متصلة بها.  
مما ورد اعلاه نتبين ان غزو كنيسة روما لكنيسة المشرق لم تستطيع توحيدنا بل على العكس كانت بداية انشطارنا. اما ما نريده نحن منكم هو العمل على توحيد هذا الشعب الذي مزقته الاهواء المذهبية ومن ثم توحيده قومياً والا فنحن لسنا لا مع الكنيسة الجامعة ولا مع اي كنيسة لا تستطيع لم شملنا !!
وفي الختام لا يسعنا الا ان ندعو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ان يوحدنا اما بجسده او باي طريقة أخرى قابلة للجمع.... وليس التكسير... وبعيداً عن مناكفات مواقعكم الالكترونية .... !!!
اوراها دنخا سياوش