المحرر موضوع: ثقافة ( كاك مال فلوس )  (زيارة 910 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abed-kullo

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 258
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ثقافة ( كاك مال فلوس )
« في: 08:11 09/06/2012 »
                     ثقافة ( كاك مال فلوس )  
      في المجتمعات القديمة فأن الثقافة كانت تعني صقل النفس والمنطق مع الفطنة والتي تجعل الفرد حاذقا وفطنا  في ممارسات حياته اليومية بحيث يستطيع ان يتغلب على صعوبات الحياة التي تجابهه.
وفي المجتمعات المتقدمة الحالية فأن الثقافة تعتبر عاملا رقيا ومفهوما أساسيا في علم الانثروبولجيا والذي يشمل كل الظواهر البشرية والتي فيها نبوغ القدرة الانسانية الواضحة من خلال الخبرات المكتسبة والتجارب العملية وبطرق ابداعية خلاقة. لأن الثقافة ما هي الآّ نظرية سلوك لرسم طريق الحياة المتقدمة وذلك لتمييز هذا الشعب او أمّة ما، بما تمتلكه من مقومات من حيث العقائد والقيم واللغة والخبرة والتجارب  عن غيرها من المجتمعات والتي لها علاقة في سلوكيات هذه المجتمعات المتباينة فيما بينهما.

الثقافة وعلاقتها بمجتمعنا
  
  وهكذا ، فأذا أتينا للمشهد الثقافي في مجتمعاتنا ولنقل الشرق أوسطية وبالذات بلدنا العراق لوجدنا هوّة واسعة كمجتمع ما بيننا وما بين مجتمعات الدول المتقدمة التي كان لعامل الثقافة عندهم دور للرقي والتطور والابداع فيها، ومن خلالها اصبحت زمام امور معظم قضايا العالم والمطروحة على الساحة كمفاتيح بيديها في تأجيج او علاج الصراعات الناشئة في المجتمعات التي تفتقر الى عامل الثقافة في سلوكها . ومن الواضح للعيان وفي مجتمعنا العراقي بالذات، فأن ظاهرة بروز الصراعات المذهبية والطائفية والقومية والأثنية بصورة عامة هي من الأسباب المؤدية لذلك الانحطاط بالمستوى الثقافي سواء في تشريعات البلد او في انظمة الحكم التي تنفرد بنهجها لما هو فائدة لنظامها بالدرجة الاولى والذي يطغي على الفائدة العامة المرجوة من خلال تطبيق النظام الحاكم لأجندته السياسية، مستغلا الشعارات والاهداف التي اوصلتهم لسدة الحكم، وبالتالي للسيطرة على امكانيات البلد ومنها بالاخص (كاك مال الفلوس) التي تستقتل من اجله القوى السياسية من الكتل الكبيرة للسيطرة عليه .ولو كان غير ذلك لكانت الحكومة الحالية قد قدمت استقالتها ومنذ فترة طويلة لعدم تحقيقها للبرنامج الذي أعدته في الانتخابات بسبب استمرار الظروف السيئة في البلد  لأنعدام الأمن وسوء الخدمات وزيادة البطالة. بالاضافة الى وجود نسبة معينة من المجتمع وربما تكون بحدود 10% من السكان تعيش تحت خط الفقر في بلد نفطي يعتبر مخزونه بثاني احتياطي للبترول في العالم ومن المتوقع ان يصبح اكبر مصدرللنفط في العالم خلال السنين القادمة. ولكن أين هي الغيرة وعزة النفس التي تدعو الفئة الحاكمة من تقديم استقالتها وكاك مال الفلوس بيدها؟.

وجود خط للفقر والبلد غني
  
   في وقت قريب ، فقد اعلنت وزارة النفط العراقية خبرا مفاده : بأن الواردات من النفط العراقي للاشهر الخمسة الاولى من سنة 2012م وصل الى 36 مليار دولار امريكي، والذي يفوق الميزانية السنوية للعديد من الدول التي لاتمتلك صادرات اساسية، علما بأن الوارد الاكبر من المال للعراق الذي مصدره النفط والذي يمثل وبما يعادل 97% من صادراته. وهذه حقيقة تعتبر كارثة اقتصادية كبيرة للشعب العراقي ان أستمر بأتكاله على هذا النفط في صادراته الذي يقابله اِستيراد ما يوازي هذه النسبة من التصدير، بسبب عدم وجود تنوع للصادرات. وبمعنى اِتكاله على ما يستورد من الدول المنتجة لجميع البضائع وحتى معظم الموارد الغذائية منها فهي مستوردة، بالرغم من اِمتلاكه لمقومات الزراعة لما له من أنهار وخصوبة للارض وعلى طول البلاد وعرضها. اي اِن العراق يعتبر بلدا استهلاكيا فيه طاقات وخامات خاملة غير مستنهضة وبالتالي ستكون نسبة البطالة فيه عالية، لأفتقار البلد الى المشاريع الاقتصادية والنهضوية من معامل ومصانع ذات الجودة العالية ولتشغل الكوادر العاطلة عن العمل والتي تغير واجهة البلد بحيث يمكن ان يتوافق مابين مايستورده وبين ما يصدره وبالاستفادة من واردات النفط التي يمكن ان تستغل في تنفيذ هكذا مشاريع. وهذا يتطلب دراسة جادة من جهات واعية مثقفة تخطط للمستقبل ولأبعاد ستراتيجية بعيدة المدى. مبتدئين بحل المشاكل المتفاقمة والمطروحة على الساحة ومنها معالجة الفقر وذلك بترخية يدها قليلا من هذا الكاك لتستقطع مبلغا معينا منه للعوائل التي تعيش تحت خط الفقر لكونهم عاطلين عن العمل او مرضى او أسباب اخرى لايستطيعون تلبية لقمة العيش لعوائلهم  ولمعالجة حالة لايمكن ان يصلها فرد في بلد يعتبرمن اكبر المصدرين للنفط في العالم.  
ان الدول المتقدمة تعالج هكذا حالات بفرض ضرائب على البضائع والمواد المباعة والرواتب وبنسب معينة والتي من خلال استيفاء المبالغ من هذه الضرائب، يتم منح هذه العوائل بمعونات مادية وطبية لتتمتع بالحد الادنى من العيش بسلام. والتي ربما لا يمكن للحكومة في العراق بالاقدام على هذه الخطوة حاليا بفرض الضرائب لعدم استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية ولكن طريقة التحكم بالكاك ممكنة لما يجنوه منه لصالحهم.

موقف كتّاب الزوعا من الكاك
  
   عجبي من كتّاب الزوعا الذين لايمجدون اقوال وتعاليم قائدهم الاوحد والتي يطلقها للعنان في لقاءاته وندواته وفي الفضائيات والذين لم يصدروا كتيبات او اِرشادات يقتدون بها بعد دراستها لتطبيقها في مجالات الحياة المختلفة، لفرضها على الذين اِنضووا تحت أبطهم بسبب بعض الفلوس من الكاك الذي تطلقه الحكومة لأتباع السيد النائب وملحقيه والذين ايضا يحتمون تحت أبط هذه الحكومة. ولا أعرف اِن كانت الفلوس كافية لأغواء الاخرين من المتأشورين وبدون وجود تعاليم او أقوال يحفظونها وعن ظهر القلب. وكأن يذكروا اقواله ومنها (ان كل اشوري يذهب الى روما يعتبر كلداني )، (ونحن لانصبح تحت ابط احد اذا ماكو كاك مال الفلوس) والذي كان جوابا على ممثلة التيار الديمقراطي العراقي في ندوة مشيكان بعد ان طلبت منه انتماء حركته الديمقراطية الى هذا التيارالديمقراطي  وذلك لعدم معرفتها بماهيّة ديمقراطية السيد كنّة والتي هي جزء من ديمقراطية الأنظمة الحاكمة في العراق والتي تتشبث بمقاليد الحكم من أجل السيطرة على الكاك مال الفلوس وقبل كل شيء. وليست مثل الديمقراطية التي تفهما السيدة في المهجر. ولذلك فأن السيد كنّة مع من له الكاك ليبقى تحت ابطهم وليس مع غيرهم من أصحاب الديمقراطية والثقافة والعلم التي ليس من ورائها فائدة تذكر وحسب تصوره. وكذلك ليتم تدوين مسرحية تبديل رئيس الوقف المسيحي الذي اظهر بطولته بتمكنه على لوي اذرع ابناء جلدته بينما خذّلنا في مواقف اخرى ومنها مشروع الابراج الاربعة وتغيير ديموغرافية المناطق الكلدانية الاخرى وتعرض المسيحيين للتشريد والتهديد والاختطاف وتنصّله عن اتفاق تسمية (كلدو واشور) مع الكلدان وتغييره للتسلسل في الانتخابات مع السيد فؤاد بوداغ الذي كان سكرتير المجلس الكلداني وقتها. وكلها يمكن اعتبارها بطولات ان كانت نافعة او ضارة للمكون الذي يمثله وغيرها التي تستحق ان يعمل لها كتيّب او كرّاس لكي لا تنسى هذه المقولات والمواقف الخالدة للسيد النائب على مدى التاريخ.  

 كيف يجب ان يتم توزيع الكتل المسيحية؟

    ومن هذا المنظور، فأن المكون المسيحي قد تمّ التحكم به في العراق عن طريق وجود كاكين، احدهما الكاك الذي تديره الحكومة المركزية والذي يشمر للسيد كنّة واتباعه والخاضعين تحت ابطهم ببعض الفلوس وكما تكلمنا عن ذلك سابقا والكاك الاخر الذي هو بيد حكومة اقليم كردستان الدائم تقريبا والذي يخر ببعض الفلوس للسيد سركيس آغاجان عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني ومؤسس المجلس الشعبي القطاري الذي هو جزء من هذا الحزب. ولذلك فأن موقف المتأشورين في أيامنا هذه لايحسدون عليه لما لهم من سلطة مادية أثرت على بعض من المحسوبين على الكلدان الكاثوليك بسبب ضيقتهم المالية او امتلاكهم لمنصب تابع لهم، وأمرهؤلاء وقتي لحين زوال المؤثر.
  وربما نذكّر احيانا، قرائنا الأعزاء بأن نسبة الكلدان تمثل اكثر من 80% من المكون المسيحي والسريان بحدود 12% من المكون المسيحي ايضا و3% من الارمن والمسيحيين الاخرين. ولذلك فأن نسبة الاثوريين التي تشكل اقل من 5% من مسيحيي العراق والتي تقدر بحدود.  o.1 % من سكان العراق، والمفروض ان لا يتم حسابهم على المكون المسيحي لعدم توافقهم مع هذا المكون بسبب محاولة تهميشهم للاخرين لكونهم تحت ابط الحكومتين. واِنما تضاف نسبتهم الى الكتلة الشيعية الحاكمة والى الاكراد في اقليم كردستان المتقوّين بهم والملازمين لهم لغاية ما في نفس يعقوب، وليضيعوا في تلك الكتل الكبيرة وليعرفوا حينها قدر أنفسهم.
  نتأمل ان يأخذ  الكلدان الأصالى دورهم الحقيقي لتمثيلهم في البرلمانين المركزي وأقليم كردستان لما يمتلكونه من علوم وثقافة ودراية ليستطيعوا تمثيل المسيحيين بالصورة اللائقة ونحن بأنتظار التغيرات الحاصلة وعلى مستوى البلاد . ونحن ناطرين لتلك الساعة ودمتم بحفظه تعالى.
                                                                                           عبدالاحد قلو