المحرر موضوع: مالك بولص.. رجل ومبادرة...  (زيارة 1638 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يلدا خوشابا يلدا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مالك بولص.. رجل ومبادرة...
« في: 15:17 07/10/2006 »
مالك بولص.. رجل ومبادرة...
يلدا خوشابا
دهوك

الايام القصيرة التي يزور بها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الى الوطن وبالتحديد الى اقليم كوردستان العراق هي فعلا ايام قل مثيلها في تاريخ شعبنا القريب من حيث حسن استقبال المسؤولين الحكوميين ومن ابناء شعبنا في الاقليم وخاصة من تواجد منهم في القرى والقصبات التي عادوا اليها بعد فراق طويل..
والزيارة لم تخلو ايضا من مبادرات ايجابية نستطيع البناء عليها وخاصة ما يتحدث به قداسته خلال زياراته المتكررة واليومية الى ابناء شعبنا وتبشيره بروح التسامح والمحبة والتعاون والتعايش مع الاخرين وحثه على التزام وتطبيق القانون، وإعتباره الحكم لنا وعلينا.. ومن حديثه المهم ايضا مطالبته بحقوق شعبنا الاشوري الموحد والذي يضم كل الاطياف من اثوريين وكلدان وسريان.

هذا من جانب قداسة البطريرك اما من الجانب الاخر كانت مبادرة السيد مالك بولص مالك يوسف مالك خوشابا وبعد انقطاع تام لمدة 73 عاما عن الزيارة والالتقاء مع الكرسي البطريركي برفقة نيافة المطرافوليط مار توما كوركيس مطرافوليط نينوى الكنيسة الشرقية(التقويم القديم) ووفد كبير يرافقهم، بحضور الاستقبال الكبير الذي اعد لقداسة البطريرك في محافظة دهوك، له اكثر من معنى ورسالة في جانب منها دينية ومن الاخر قومية..

وكانت الدعوة لقداسة البطريرك لزيارة منطقة نهله (وعموم ساكنيها من التقويم القديم) نقطة تاكيد لما يتمتع به قداسة البطريرك ومالك بولص ونيافة المطرافوليط مار توما من نضج قومي وديني وسياسي، فالاستقبال الجماهيري الكبير لقداسته ( انظر تقرير الاترناي الذي نشر في موقع عنكاوه كوم بتاريخ 4-10-2006) وما القيت خلال هذا الحفل من كلمات اقل ما يقال عنها انها كلمات تؤدي الى علاقات جديدة وايجابية وتؤكد على نبذ السلبيات والتمسك بايجابيات الماضي والعمل بجدية على تعزيزها والبناء عليها ونشرها بين الجماهير.

لا اريد التعليق على كلمة نيافة المطرافوليط مار توما كوركيس من حيث انها كانت كلمة قصيرة وخاصة بالترحيب بقداسته وهي بشكل عام كانت بروتوكولية.. ونستطيع ان نتفهم موقفه من حيث ان مرجع الكنيسة الاعلى قداسة مار أدي الثاني لم يكن موجودا..

اما كلمة السيد مالك بولص.. فكانت بحق نقلة الى الامام، قوميا ودينيا، ولم يتدخل كثيرا في الجانب الديني وانما ركز على الجانب القومي وتاكيده على الوحدة القومية وتوحيد المواقف تجاه ما يواجه شعبنا الاشوري الكلداني السرياني من امور ومشكلات ومعرقلات خلال مسيرته في وطنه الام، وهو في هذا الجانب اجاد كثيرا من حيث ان رايه كان وسيبقى محترما لا بل مسموعا ومؤثرا على قسم كبير من ابناء شعبنا الى جانب كونه شخصية قومية معروفة بطروحاتها العقلانية والايجابية في الجانب القومي..

ومن خلال سماعنا كلمة مالك بولص نستطيع ان نقول بان هناك عمل ومشورة بدات تاثيرها من الوطن بشان اكمال وانجاح الحوارات(التي بدت وكأنها قد توفقت) بين كنيستينا المشرقيتيين(التقويم القديم والجديد) وستبقى امالنا كبيرة في هذا المجال..

ومن جانب اخر كانت كلمة قداسة البطريرك في هذا الاستقبال ايجابية في كل الطروحات التي وردت فيها، وأكد بقناعة على عدم وجود كنيستين وانما كنيسة واحدة وقومية واحدة وطقس ديني واحد والذي يفرق هو التقويم وقال في هذا المجال ان تقويمنا نحن الاثنين هو السيد المسيح..

وفي راي المتواضع اقول إن رد قداسة البطريرك على مبادرة مالك بولص، كان واضحا وجليا واشارة الى مستقبل ايجابي لكل الحوارات والنقاشات القادمة بين الطرفين، وفعلا بدلأت تباشير هذه الأعمال تظهر بالظهور بإقامة قداسة البطريرك مار دنخا لقداس في قرية بابلو صباح يوم الجمعة الموافق 5/10/2006 وبحضور السيد مالك بولص.
ولكن يبقى الموضوع بحاجة الى ايجاد وخلق اليات عمل مشتركة بين الجانبين..
فلنكن جميعنا عاملين اوفياء لتجسيد هذه الافكار ودعمنا لمثل هذه المبادرات الايجابية في مقالاتنا ونقاشاتنا وعملنا اليومي..[/b][/size][/font]