المحرر موضوع: لماذا لا يحبوننا ؟  (زيارة 1531 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا لا يحبوننا ؟
« في: 23:59 08/10/2006 »
لماذا لا يحبوننا ؟

     كان العراق عبر الحقب التاريخية ، محل اطماع جارتيه الامبراطورية العثمانية والفارسية ، وكان بلاد الرافدين ميدان القتال الطاحن ، تدور رحاه فوق اديمه ، ومن الطبيعي ان يدفع ثمنا باهضا جراء ذلك الصراع ، في الأموال والارواح ، والدمار في المروعات والمباني والمواشي  واكمل المغول بقيادة هولاكو تدمير بغداد والتي كانت في اوج عظمتها في الثقافة والعلم والعمران ، فالقى بكتب المكتبات في نهر دجلة ، ويقال انه تلوّن باللون الازرق ، لكثرة الكتب والمخطوطات الملقاة فيه ، بالاضافة الى قتل الرجال وسبي النساء .
     وبعد ان تأسست الدولة العراقية سنة 1921  ، بمساعدة بريطانيا ، التي طردت الاتراك ، بعد الحرب الكونية الاولى ، واستقلال معظم الاقطار العربية ، ولكن تحت الانتدابات الاستعمارية وبعد وعد بلفور وانشاء الكيان الصهيوني، وصدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الى كيانين ، فلسطيني واسرائيلي ، رفضها العرب ، فاندلعت الحرب سنة 1948 ، وخسر العرب الكثير من الأراضي ، واستمر الصراع فكانت الحرب سنة 1967 ، وخسر العرب هضبة الجولان وصحراء سيناء والضفة الغربية ، واخيرا حرب سنة 1973 ، وخسر العرب ايضا ، والصراع لا زال مستمرا ، والعرب يزدادون تشرذما ، وجامعتهم العربية وقرارت قممها حبرا على ورق ، ويشهد لها تاريخها المليْ بالاخفاقات .
     وفي خضّم هذا الصراع ، كان العراق السبّاق في مساندة اشقائه العرب في حروبهم، وتشهد ساحات الوغى بطولات الجيش العراقي وتضحياته ، ولا تزال رفات العراقيين هناك لم ترجع الى اهلها ، في جنين ونابلس ودير ياسين وكفر قاسم وصفد وجبل الشيخ ونهر الاردن والضفة الغربية ووو  ، ولولا الجيش العراقي لسقطت دمشق بيد الاسرائليين ، وكل هذه المواقف المشّرفة ، فاشقائنا العربان يكرهوننا قولا وعملا ، فالعراق اعطى بسخاء ولم يأخذ غير الخيانة والجحود ، فخلال الحرب العراقية الايرانية ، اغلقت سوريا انبوب النفط المار في اراضيها ، لكي يخسر الحرب ، والدول الخليجية زجّوا العراق في آتون الحرب ولثمان سنوات، ومعظم الدول قد اطفأت ديونها او 80 % منها الا الدول العربية .
     وبعد سقوط نظام صدام ، اصبحت سوريا المفقسة والحاضنة للاْرهابيين ، وكان المقبور المجرم الزرقاوي
احدهم ، ورغم ذلك فقد اقيم له العزاء ، وتلقت عشيرته التعازي من اربعة نواب في البرلمان الاردني ، اما حكومة حماس ، فنعت الزرقاوي واعتبرته شهيد الا مة ، فهل بخس الدم العراقي لهذا الحد؟
     اما جرائم صدام بحق الشعب العراقي يعرفها القاصي والداني ، بالأدلة والوثائق المادية الدامغة ، ومع هذا لا يزال معضم العرب يعتبر صدام بطلا ، يدافعون عنه قولا وعملا ، بغض النظر عن جرائمه ، كونه قدّم لهم الدعم والمساندة على حساب العراقيين ومعاناتهم ، فأين الحق والشهامة ؟ وعن اية اخوّة عربية يتحدثون ؟ عندما ينسق بشار الاسد مع ايران عن الكيفية التي يقهتل فيها المزيد من العراقيين ، والملك عبدالله يتخوف من المثلث الشيعي ، والسعودبة تقدم المال للسنة لتسليحهم للحرب الاهلية ، وقطر تقدم الملايين الى حكومات اوروبا الشرقية لتوفير السلاح لجماعة السنة وايتام صدام يمثلهم الشيخ ضاري ، والرئيس المصري يقول الولاء الشيعي ليس للعراق ، كل الحكومات العربية لا يحبوننا ، واذا كان الأمر بهذه القتامة فلماذا لا نتعظ ونستفاد من التاريخ وتجاربنا المحزنة معهم؟
فالى متى يبقى العراق البقرة الحلوب ، واشقائنا العرب الحلابين ، وعند نفاذ الحليب يطعنوننا من الخلف ، فهل نتعظ ونتحد وننبذ خلافاتنا ونبني عراقنا بايدينا ؟ فلا نعتمد على من يتاّمر لقتل شعبنا ويمجّد جلادينا ، الم يئن الاّوان لنفيق من سباتنا لنميز بين الاعداء والاصدقاء ؟ واذا لم نفعل كنا من الاغبياء .

بقلم – منصور سناطي[/b][/size][/font]