مزارعو سهل نينوى يطالبون بأهتمام اكبر ...
وحصاد هذا العام لم يكن بمستوى الطموح
عنكاوا كوم - تللسقف - لؤي عزبو قبل ايام قليلة، هدأت حركة الحاصدات والجرارات الزراعية في بلدات سهل نينوى بعد موسم حصاد لم يثر اهتمام الناس كما هو الحال في سوابقه، بسبب تدني انتاج الارض الذي وصفه مزارعو المنطقة بانه من اسوأ المواسم خلال سنوات طويلة .
من جانب اخر، تركت مئات الدونمات من الحنطة بدون حصاد لان سنابلها ضعيفة البذرة، فيكون حصادها غير ذي فائدة .
وفي السنوات السابقة، كان انتاج الفدان الواحد، يتراوح بين (15-60) كيلوغرام من الحنطة وهي في معظم الاحيان اقل من كمية البذور التي تحتاجها للارض للزراعة التي تقدر ب(60) كيلوغرام للفدان ،فيما يقدر المزارعين تكلفة زراعة الفدان الواحد من الحنطة مبلغ (170)الف دينارمتضمنة البذور والاسمدة والمبيدات واجرة الحراثة والحصاد.
الضرر اصاب الكل، سواء المواطن العادي الذي يملك دونمات قليلة اواصحاب المئات منها من الفلاحين، علما ان مجموع الاراضي التي يتم زرعها كل سنة في تللسقف يبلغ (18800)دونم .
في طريق العودة من احد الحقول، استوقفت العم متي عيشان وهو راجع لتوه من ارضه التي رام حصادها ويبدو عليه التعب لاسأله عن كمية حصاده، فأجابني "لم احصد ارضي التي تبلغ اربعة فدادين، لانني ببساطة اتوقع ان تكون القيمة المادية للحنطة المحصودة اقل من اجرة الحاصدة وهو 12 الف للفدان اي (48)الف لحصاد ارضي ."
وقبل ان تغيب الشمس بقليل في نفس اليوم، انطلق الموقع في رحلة قصيرة الى الحقول، الواقعة على طريق سريشكة، وتحدث مع الفلاح سالم بولا، الذي كان منهمكا في اصلاح عطل الحاصدة.
واكد بول، قلة انتاج الارض، واضاف "احيانا تحصد الحاصدة لثلاث او اربع ساعات قبل ان يمتليء عنبر الحنطة .
نبيل ياقو قال "الانتاج رديء بصورة عامة، وتميزت الاراضي ذات الانخفاض النسبي عن مستوى الارض المسماة (جما ) بانها افضل انتاجا بسبب بقاء مياه الامطار وقت اطول من الاراضي المرتفعة المسماة طبايا".
بخبرة كبيرة في مجال الزراعة، تحدث كامل جبرو قينيثة عن هذا الموسم، قائلا " تحضيرات هذه السنة كانت مثل سابقاتها، فهيأنا الارض والبذور الجيدة، استعدادا لنزول المطرة الاولى التي تنزل في العادة خلال شهر تشرين الثاني اوكانون الاول و تسمى (البلة ) حيث تصبح الارض جاهزة للزرع عند وجود رطوبة الى عمق 40-50 -سم بعدها نقوم بالزرع ."
واضاف قينيثة " تأخر المطر سبب في تاجيل الزراعة الى شهر كانون الثاني .واقتصرت معظم الزراعة على محصول الحنطة ."
وناشد قينيثة وزارة الزراعة بدعم المزارع عن طريق "تخفيض اسعار الاسمدة والوقود ,وتوفير المبيدات الزراعية مثل مبيد الادغال ."
اما سعد منصور، فوضح خسائر هذه السنة بمثال عن المساحات التي زرعها والتي تبلغ (300) فدان حيث بلغ انتاجها 17 طن مع الشوائب لكنه وضع 18 طن من البذور اي بزيادة طن واحد عما بذره وقت الزراعة .
وبلغت المساحات التي زرعها (منصور ) وتركها بدون حصاد (80) فدانا لكون انتاجها قليل واحتوت على ادغال كثيرة بسبب فشل المبيدات التجارية المغشوشة في القضاء عليها.
وتمنى منصور من الجهات المسؤولة زيادة الاهتمام بالمزارع وتوفير احتياجات الزراعة باسعار مدعومة.
واتفق كامل وسعد على المطالبة بتسوية جديدة لاراضي تللسقف بسبب كون معظم الاراضي هي باسماء الاجداد او الاباء لذلك لايتمكنوا من الحصول على الامتيازات التي تمنح للفلاحين مثل القروض اوالتسجيل على المعدات الزراعية مثل الحاصدات.
