الصفعة التي جعلت منه فناناً!!!

[لطيف نعمان سياوش]

الصفعة التي جعلت  منه فناناً!!!

لطيف نعمان سياوش

الى صديقتي العزيزة سوسن عدنان
قصه
استفاق الاستاذهادي همام منذ الصباح الباكر على صوت كسر اطباق الطعام في المطبخ ، عرف على الفور ان شكريه خان قد تأزمت مرة اخرى ، وكأن سماعها صوت كسر اطباق الطعام يبعث في نفسها الملتهبة الراحة!!!
استل شيش الكباب وكاد يفري به بطن زوجته شكريه التي دأبت هذه الايام بأحياء حفلات يومية في شجاراتها ، ومشاكستها له لولا تراجعه باللحظان الاخيرة من عواقب فعلته هذه.
تبسلم،واطلق زفيراً مسموعاً، ورمى بشيش الكباب على الارض ، ارتطم بساقه وترك جرحاً بسيطاً عليه...انه  يقدر عالياً الوضع النفسي لشكريه منذ اصابتها بالشيزوفرينيا قبل خمس سنوات نتيجة صدمة المت بها على اثر حادث دهس سيارة اجرة لها واصيبت برجات في رأسها.
منذ ذلك الوقت تعاني من ازمات نفسية مزعجة..
برغم سعة صدره، وصبره المعهود لكن احيانا يخرج استاذ هادي من طوره، ويلعن الساعة التي اقترن بها بشكريه، ويبدأ بالصياح والانفعال...
رمى نعاله جانباً، وارتدى فردة جاربه ونسي الاخرى وارتدى الحذاء..
لم يغسل وجهه، ولم يتناول الفطور، كما لم يمشط شعره. اشعل سيكارته، واوصد الباب خلفه بقوة..
غادر البيت الى المدرسة، وملأ الطريق من البيت الى المدرسة بالسباب، والشتائم ، والكلام غير المفهوم، وهو يشتاط غضباً...

                                                *         *          *         *         

مراقب الصف: قيام..
طلاب الصف الاول ينهضون تقديراً لمعلمهم. البعض منهم انتبه الى استاذه ورأى في عينيه غضباً غير اعتيادي..
استاذ هادي: جلوس ...
كتب الاستاذ هادي على السبورة: ( الهاء الاولية). بعد ان كتب عدة هاءات على السبوره، قام بتكليف الطلاب واحداً تلو الاخر ليكتبوا حرف الهاء.. الى ان وصل الدور الى الطالب هيثم الذي رأى صعوبة بالغة في كتابة ذلك الحرف للحد الذي حدى باستاذه ان يمسك بيده ويمررها على السبوره ، ثم يعود يطالبه بكتابة الهاء ولكن هيثم لم يفلح في كتابة درسه بشكل صحيح ، ما كان من استاذه الا ان يصفعه صفعةً قوية . تغوط هيثم على اثرها في ملابسه!!
سرعان ما شعر استاذ هادي بحماقته،وتسرعه، وهو يردد بعض الكلمات التي تعبر عن تحميله وزر هذه الفعلة القبيحة زوجته المزعجة...

                                          *         *           *         *

عاد هيثم الى البيت خائباً كئيباً..
عندما رأته والدته بهذه الهيأة صفعته هي الاخرى على وجهه!!!


                                         *           *         *          * 

قطع عهداًعلى نفسه ان لا تمر هذه الحادثة في حياته مرور الكرام ..
فعقد العزم وهو صغيراً ان يصبح خطاطاً يشار له بالبنان!!


                                         *          *           *          *       

بذل هيثم جهوداً مضنية لتحقيق هدفه... فصار يخط على الاوراق، والحياطين، والالواح..ومن اجل ان يكون الخط مستوفياً للشروط الصحيحة، اقتنى عدة كراريس لتعلم الخط العربي، وصار يبحر فيها ويكثر من الكتابة والخط . وبدأ يخطو خطوات سريعة في الخط العربي وبكافة انواعه.. مرت السنوات ، واصبح هيثم خطاطاً يشار له بالبنان..
قام باحياء عدة معارض للخط العربي ، ابدع فيها ايما ابداع..
ابتكر خطة جميلة لا تخلو من الغرابة، حيث صار في كل معرض يحيه يركز على حرف معين..
اما معرضه الاخير فقد كان نصيبه حرف (الهاء) الاولية..
فذهب الى استاذ هادي همام ودعاه ليشاهد معرضه الذي تضمن عدة كلمات تبدأ بحرف ( الهاء ) ..هوزان...هدى..هدهد..هند..هواء..هدير..هالة..هملت..همزة..هوكر..هاني..هدية..هناء..
أهدى استاذه لوحة جميلة جدا شملت اسمه (هادي همام)!!                 


عنكاوا
                                    

[نصرت مردان]

استمعت بقراءة النص المكتوب باسلوب سلس ومطواع .. ولعل أجمك
مافي هذه القصة نهايتها المفاجئة والجميلة التي تدل على تمكن القاص
لطيف نعمان من أدوات السرد والقص .. وهو بذلك مرشح أن يكتب لنا
قصصا متألقة في توالي الأيام .. تحياتي في شخص القاص الى كل الأحبة
في عينكاوة .
 
           نصرت  مردان
              جنيف 

[لطيف نعمان سياوش]

شكرا لرأيك الجميل ، واشعر بسعاده عارمه عندما اعلم ان الناس تقرأ ما اكتب ، لاسيما المعارف والاصدقاء والمثقفين . وشكرا لعنكاوا كوم لأن جعلتنا نتواصل بعد انقطاع لسنوات طوال رغم المسافات الطويلة التي تفصلنا . اكتب لنقرأ يادكتور ، وساكتب كذلك . ترى هل توجد متعة تضاهي متعة الكتابة والقراءة ؟ تحياتي وحبي ياحلو ..                                                                                                                                                                                لطيف نعمان/عنكاوا

[عدنان عيسى]

صديقنا العزيز لطيف نعمان الفنان والخفيف الظل وانسان صاحب النكته والطرافه منذ كان شابا ومنذ كان مسرح  يوسف العاني(المسرح الفني الحديث).........

والكروب الفني والثقافي والسياسي في السبعينات من ظمنهم احسان عبد الاحد المالح ورفيق نوري وجابر كوركيس وصاحب الرد والشهيده

ناديه كوركيس وناديه عبد الاحد المالح وجانيت كوركيس ودلور دنحا وثائر يوسف واخرون شباب طيبون خانتني الذاكره لتذكر اسمائهم وامسيات

وندوات ومحاظرات ومعارض ومسرحيات نادي أور العائلي في بغداد الحبيبه .....

انت يا صديقي لطيف تبقى قاصا وكاتبا وفنانا نستمتع بما تكتب ونفرح حينما نقرأ لك .....

مزيدا من التألق والصحه والعافيه........


                                     اخوك وصديقك..........عدنان عيسى

                                             بغداد

[لطيف نعمان سياوش]

شكرا ياعدنان لكلماتك العذبه .. شكرا لأنك لازلت في بغداد برغم اضطهاد الاخرين لنا .. ولن انسى مادمت حيا عندما اختطفوا الكلاب المسعوره ابنك وفلذ كبدك . ولم تستطع اعادته الابعد دفع فديه مجزيه للانذال .. وقد كنت وقتها من اوائل الذين تعرضو لهذا الظلم .. ادعو الله ان يحفظ ابنك وعائلتك.. تحياتي ياعدنان الورد ..                                                                                                                                                           لطيف نعمان

[duaa2]

شكرا على القصة اللطيفة.استمتعت كثيرا في قراءة نصوصك الرائعة.