المحرر موضوع: اللون القاتم  (زيارة 1061 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مارتن كورش تمرس

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اللون القاتم
« في: 15:22 16/08/2012 »
اللون القاتم
الربيع، فصل الطبيعة الخلابة ( فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا.)"التكوين37: 3". ما الذي جرى منذ سنة ونيف حتى أصبح اللون الأحمر يطغي على بقية ألوانه؟ أنه الربيع العربي الذي قرر أن يخلع ( فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ خَلَعُوا عَنْ يُوسُفَ قَمِيصَهُ، الْقَمِيصَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهِ،)"التكوين37: 23" عنه كل أللوانه ويكون أحادي اللون، قاتما! حتى بدا متميزا بالعنف وقد سمح للغير أن يقطفوا وروده ويزجوا بها إلى أتون النيران! شباب إلتقوا من خلال صفحات التواصل الإجتماعي، منقادين إلى المخاطر دون مشقة أو توجيه ميداني ولا حاجة إلى رساميل. جيل بدا لا يعمل بالبحث، ويأخذ بالسطحية واللامبالاة، ويتصف بالمجازفة والإندفاع ولديه روح المغامرة بروحه وركوب المخاطر بجسده! كأنها لعبة يمارسها في البيت!!( مشاهدة أفلام الاكشن، وممارسة لعبات المطاردة والإقتتال عبر أجهزة الكومبيوتر والبلايستيشن). تراجيدية مملوءة مرارة وحسرة وبكاء أولياء أمور. لماذا بالذات في المنطقة العربية وليس في غيرها؟ هل لأن العربي لا يبحث ولا يقرأ؟ أم لأن الميزات موجودة في شريحة في دولة معينة غير موجودة في غيرها؟ علينا أن نسأل أنفسنا، ما الذي جعل الشباب لا يبالون بحياتهم، ويضحون بأرواحهم؟ مع أنهم أثمن رأسمال وهم ورود وأزهار ربيع الوطن الدائم. السبب هو إهمال تثقيفهم لعقود طويلة، مما أدى إلى تردي أوضاعهم الثقافية بعد المادية. ليس في تثقيفهم تفاقم للمشاكل وأن تطلب الأمر مواردا مالية، لأنها ترفع من مستواهم وتساويهم بأقرانهم في الدول المتطورة. علينا أن نحتضنهم ونعمل معهم بالمحبة والنصح والأرشاد. ولا يمكن لنا أن نغيب روحيتهم المرحة والتي تدخل البهجة والسرور إلى نفوس مَن من حولهم. بل تراهم يدخلون الفرحة إلى كل بيت يدخلونه! ويتركون الحزن في كل بيت يتركونه! حتى أصبحنا نسمع أولياء الأمور في خضم الربيع العربي، وهم يقولون بترجي وألم: يا بني قبل أن تخرج إلى مجرى مسيرات محفوفة بالمخاطر! حكم العقل قبل المشاعر. أنظر دموع والديك. لقد تحولت مظاهرتك السلمية إلى إقتتال وهدر للدماء وللمال العام وهدم للبنى التحتية. أن التغيير الحقيقي يبدأ من الجذور صعودا إلى رأس الهرم. ليس لي إلا أن أردد قول الكتاب المقدس (أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.) "مزامير32: 8".
المحامي والقاص
 مارتن كورش