المحرر موضوع: فصول مترجمة مختارة في كتاب (آشوريو محل وان )  (زيارة 2263 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdal yousef abdal

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 319
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فصول مختارة مترجمة في كتاب ( آشوريو محل وان )
القسم الأول
تأليف خ. أ . لليان
من مطبوعات القسم القوقازي للجمعية الجغرافية الإمبراطورية الروسية
تفليس- 1914
ترجمه من الروسية للآشورية الأستاذ : فرنسو بابيلا
ترجمه من الآشورية للعربية : م. أبدل أبدل

1ـ  تعداد الآشوريين في قضاء وان :
لا يوجد في تركيا إحصاء دقيق لعدد الآشوريين و لهذا فمن الصعوبة بمكان معرفة العدد الحقيقي للآشوريين الساكنين في محل وان كما أن إحصاء جولا ميرك قد أُعد لوحده دون ذكر عدد السكان بل على عدد البيوت (العائلات ) .
و يقدر عدد الآشوريين في قضاء وان ب79000 نسمة و أغلبهم من أبناء كنيسة المشرق و ينقسمون حسب أماكن توزعهم إلى :
ــ منطقة جولا ميرك و حكاري 41000
ــ منطقة كاور 15000
ــ منطقة أورامر 7000
ــ منطة شاطخ 2000
ــ منطقة خوشب 2000

2ـ تصميم البيت الآشوري :
يتألف البيت الآشوري من غرفتين , سفلية لقضاء فصل الشتاء و العلوية لقضاء فصل الصيف .
و تكون جدران المنزل مطلية بطبقة من الطين القاسي لتبقى الغرف نظيفة , و في أحد جدران الغرفة السفلية يُعد الآشوري مدفئة تخرج مدخنتها من منتصف سقف الغرفة .
و يغلق باب الغرفة العلوية بحصائر من فروع الأشجار المجدلة , و يوجد في مقدمة هذه الغرفة أو في زاوية منها يوجد تنور صغير يرتفع نصف متر و يكون عرض فتحة التنور بحدود 10 سم و يستعمل هذا التنور للخبز و الطبخ أيضاً .
أما بيت الملك فهو يشبه البيوت العادية , ولبعض بيوت الملوك غرفة منعزلة تبنى على غرفة أخرى تستخدم أثناء الضرورة كمتاريس دفاعية , و لهذه الغرفة الدفاعية نوافذ صغيرة و بعض الثقوب المدورة التي تستخدم لفتح النار على الأعداء أثناء تعرضهم للغزو أو الهجوم .
و بجوار هذه المتاريس الدفاعية يتواجد بيت الملك الذي يكون كبيوت عامة الناس .
بيت مار شمعون في قوجانس ليس له جمالية مميزة أو بناء معماري منفرد , فهو بناء بسيط ذو غرفة أمامها صالون كبير و ستة غرف أخرى حيث تكون الغرفة الأولى مزينة بقرون طرائد المارشمعونيين و التي كانوا يصطادونها في أوقات فراغهم .
و يوجد في بيت البطريرك ديوان كبير يقسم على قسمين بواسطة مصطبة تتوسط الديوان و وتكون المصطبة مفروشة بالحصائر و السجاد حيث كان البطريرك يجلس عليها أما بقية العامة فكانوا يجلسون على ركبهم .
و لا يتواجد في بيوت القرية أثاث حيث يتواجد في الغرفة السفلية طاولة بلا كراسي بجوار المدفئة حيث يجلس أفراد العائلة على ركبهم , أما الضيوف فكانت يُفرش لهم فراش نظيف أو فراش من جلود الحيوانات و يوضع الطعام في أواني فخارية , و لا يرمي الآشوري بفتات الخبز من على الطاولة حتى لا تزول البركة من البيت , ويوضع الطعام في إناء فخاري كبير يتناول منه الجميع .
و من الملفت للنظر أنك لن ترى صورة أو لوحة معلقة على الجدران باستثناء صليب خشبي معلق على أحد الجدران يقف أمامه أكبر أفراد الأسرة سنا و يصلي الجميع معاً صلاة الصباح و المساء .
و لا تخلى كل زاوية من زوايا البيت أو جدرانه وسقفه من بندقية حربية او بعض الخناجر أو صناديق الذخيرة .
و من الجدير بالذكر وجود مظلات مصنوعة من أغصان الأشجار المجدلة المستندة على حافة السطح فوق الباب الرئيسي و التي ينام البعض منهم تحتها صيفاً كما تحميهم من حرارة الشمس نهاراً .

3ـ  النشاط الاقتصادي للآشوريين في وان  :
يعمل آشوريو وان في زراعة الكروم و صناعة النبيذ و تربية المواشي و النحل و يعمل البعض منهم كفلاحين , و يحتل الجوز المرتبة الأولى في قائمة المزروعات يليه التفاح و الكمثرى و الرمان و التوت و الخوخ و تلف عرائش العنب كل البيوت تقريباً .
أما النبيذ المصنوع فليس للبيع و لكنه يستهلك شتاءاً في كل أرجاء المناطق الآشورية .
أما تربية النحل و استخلاص العسل فتجرى بطريقة بدائية , و يكون العسل المستخلص نظيفاً و شديد الحلاوة و يعتبر عسل قوجانس من أشهر الأنواع على الإطلاق .
و أهم المواشي المرباة فهي الأغنام أما الأبقار و الأحصنة  فعددها قليل و لا يتجاوز عددها اثنين أو ثلاثة في كل قرية آشورية و يكون عدد البغال كبيراً , و بسبب ضيق المكان فإن الدجاج لا يربى بكثرة كما أنه يلحق الضرر بالكروم و البساتين و أماكن زراعة المحاصيل التي تكون غالباً قريبة من البيوت .
و من أهم المحاصيل المزروعة التبغ و الرز و القليل من القمح و الدخن و البطاطا و الملفوف , و الكثير من الآشوريون لديهم مزارع للحور.
و في انتهاء الخريف و قبل بداية الشتاء حين ينتهي الآشوريون من أعمالهم الزراعية تغطى الطرق بالثلوج حينها يذهب الكثير من الشباب إلى الموصل و حلب أو إلى روسيا لكسب المال و
يعودون لبيوتهم في للتفرغ لأعمالهم الزراعية , أما آشوريو الموصل فيعمل أغلبهم بصناعة السلال , و في أماكن أخرى يعمل الآشوريون بنقل البضائع التي تجرها الخيول أما آشوريو كاور و اكبك فغالبيتهم يعملون بزراعة القمح .

4ـ لباس و زينة الآشوريين :
يتميز زي الرجل الآشوري عن الزي الأرمني و الكردي بالمنديل الذي يصنع من الصوف , أما منديل الأثرياء فكان يزين ببعض الزخارف الذهبية و كان يغطي كامل الظهر و جوانبه بحيث يبقى الصدر مفتوحاً و هذا المنديل كان يلبسه الأرمن و الأكراد في مناطق حكاري فقط .
أما السترة فكانت تخاط من الأقمشة و كانت تصل أسفل الظهر و لها شراشيب طويلة من الأمام و كانت تغلق السترة بأزرار و يترك الصدر مفتوحاً ليظهر القميص من تحته .
و كان الآشوريون يضعون على المتاريس الدفاعية لحكاري نوعاً من الطواقي البيضاء المصنوعة من الصوف و التي كانت تشابه تماماً تلك الطواقي المنقوشة على تماثيل جبال حكاري العالية و قد يكون هذا تشبيهاً للقمم العالية المغطاة بالثلوج .
أما الشيء المشترك في الزي الآشوري عند الصغار و الكبار فهو ذلك الخنجر الصغير المعقوف الذي يوضع وراء الظهر و الذي يكون مقبضه معقوفاً باتجاه اليمين .
و كبقية سكان المناطق الجبلية ينتعل الآشوريون أحذية من الصوف الملبد و التي كان الآشوريون يصنعونها بأنفسهم و كانت هذه الأحذية تمتاز بطراوتها على الأقدام كما لا يتزحلق منتعلوها على الصخور .
و الصفة المميزة للآشوريين هي أن الشباب لا يقصون شعورهم بل يجدلونها على جديلتين أو ثلاثة يلقونها على ظهورهم أما اللحى فلا يربيها إلا الشيوخ و الكهنة .
و في أيام الأعياد و الأعراس يحب الرجال و النساء أن يزينوا شعورهم بأرياش و وورود ملونة.
( يتبع ..... )