المحرر موضوع: الملف الدولي لمسـيحيي العراق والواوات في الدســتور  (زيارة 1543 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وسام كاكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
الملف الدولي لمسـيحيي العراق والواوات في الدســتور

بقلم: وســــام كاكو

الإعتداءات الأخيرة التي عانى ويُعاني منها شعبنا المسيحي في مناطق محددة من العراق مثل بغداد والبصرة والموصل والتي إزدادت وتيرتها بشكل لم يشهده التاريخ القريب لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني تجعلنا نفكر ملياً في توحيد جهودنا الذاتية لبناء ملف خاص وجديد بشعبنا في المحافل الدولية.
إن متابعة نشاطات كتابنا ومثقفينا وتنظيماتنا المختلفة وردود أفعالها إزاء ما يُعانيه شعبنا في العراق يدفعنا للتفكير  بإعطاء الأولوية لتنظيم بيتنا لكي نظهر أمام الآخر ككيان مُوحد ستراتيجياً او على الأقل ككيان مُوحد على القضايا الستراتيجية الكبيرة لشعبنا. فمثلاً عندما نطرح على الجهات الدولية وبالتحديد على الأمم المتحدة المشكلة التي يُعاني منها شعبنا المسيحي في العراق، كيف سنطرحها؟ بمعنى آخر عندما أجتمع أنا كشخص كلداني مع مسؤول في الأمم المتحدة في أميركا مثلا وأقول له ان الأب بولص أسكندر قد إستشهد على يد مجموعة مسلحة في العراق وإني أود المطالبة بحقوقه كمسيحي من أبناء شعبي، يكون من حق هذا المسؤول ان يقول لي حينذاك (ولكن الأب بولص سرياني وأنت كلداني فمن أين لك الحق في المطالبة بحقوقه!)، وعندما يُطالب السرياني بحقوق الشهيد د. جوزيف سيكون الجواب المعقول هو (ولكن د. جوزيف آشوري وأنت سرياني فمن أعطاك الحق في الدفاع عنه!) وهكذا الحال مع الآشوري الذي يُطالب بحقوق الفتيات الكلدانيات الشهيدات من ألقوش وتلسقف وغيرها.  نحن بأنفسنا ساهمنا في إسقاط حجتنا وستزداد هذه المساهمة حدّة عندما يُمرر القانون الإقليمي (او الوطني) الواوات بيننا. ما الحل؟ هل يمكن أن نرضى بالواوات بيننا على الدوام؟
لقد ساهمنا بشكل أو بآخر في المرحلة الماضية ،وربما لأغراض تكتيكية، في بناء تصور لدى الآخرين بضرورة وضع الواوات بيننا في الدستور ولكن هذه المرحلة إنتهت والآن وصلنا الى مستوى نستطيع معه التقارب وهذا التقارب تفرضه علينا: 1. الظروف المأساوية التي يُعاني منها أبناء شعبنا جميعا في العراق دون تمييز بين (آشوري كلداني سرياني)، 2. المستوى المعرفي والإدراكي للغالبية العظمى من الأفراد الذين يؤلفون مكونات شعبنا والمؤمنين - حالياً- بضرورة التقارب فيما بيننا على مستوى الدستور العراقي او على مستوى الدستور في إقليم كردستان او على مستوى التنسيق فيما بيننا وهذا سيؤدي بنا الى الخطوة القادمة وهي بناء ملف واحد وموحد لكل مكونات شعبنا لطرحه على الجهات العالمية ونطالبهم بموجبه الوقوف بجانب قضيتنا.
إن الهدف الحيوي الذي ينبغي أن نسعى الى تحقيقه في هذه المرحلة وبشكل سريع جداً لا يحتمل التأجيل هو العمل على تجاوز الدوافع التاريخية والتكتيكية للخلافات الحالية القائمة بيننا – حتى ولو بشكل مرحلي - ونحن هنا لا نطالب بصهر خصوصياتنا ولكننا في الوقت ذاته لا نرى أية صحة لشعبنا في وضع الواوات بين أسماء مكوناتنا لأسباب منطقية أبسطها إن وضع الواوات سيُعطي المُشرع العراقي الحق في فصلنا الى مجموعات مختلفة ويضعنا في الدستور بتسلسلات متباينة بين الأخرين إعتماداً على العددية السكانية أو إعتماداَ على تبريرات أخرى، كأن يضعنا بالصيغة الآتية مثلاً (العرب والأكراد والكلدان والتركمان والسريان والشبك والأشوريين) وهذا التسلسل مجرد مثال وهمي للتوضيح وأقصد من ورائه إننا نُعطي بأنفسنا حقاً مشروعاً للآخرين لفصلنا حسبما يشاؤون وهُم لا يُلامون في ذلك لإننا أعطيناهم موافقتنا أولا وأعطيناهم حجة علينا ثانياً.
إن ما نسعى اليه هو وضعنا في خانة واحدة بدون واوات (كلدان آشوريين سريان) لأن عدم وجود الواوات سيمنع المُشرع من أن يضعنا حسب التسلسل الذي يرغب به وسيحافظ الى حد ما على وجود تقارب فيما بيننا أقرب من ذلك الذي بيننا وبين قوميات الشعب العراقي الأخرى، هذا من جانب، ومن جانب آخر سيعطينا الحق أمام الحكومات والمنظمات الدولية بعرض قضية شعبنا بشكل متماسك وعندها فقط لن يستطيع الجالس في جنيف ان يقول لي بأنك تدافع عن سرياني وانت كلداني لأني حينذاك سأقول له بأننا حسب الدستور شعب واحد بمكونات ثلاثة ومن حق اي مكون أن يدافع عن المكونين الآخرين.

إننا في مرحلة حرجة، ومن تابع مقالي السابق (الدستور الجديد لإقليم كردستان وجهدنا الستراتيجي الوحدوي) سيجد بأننا نُطالب ببدء مرحلة جديدة من العمل تجعلنا قوة واحدة، والزمن ضروري جداً لذا أناشد كتابنا بأن يصّبوا جهودهم في هذا الإتجاه ولا أتصور إن أحداً يرغب في أن يعيد علك نفس المواضيع الجدالية التي سبق وأن طُرحت ونوقشت بإسهاب في المراحل الماضية من تاريخنا لأن الأستمرار على ذلك قد يؤدي بنا الى يوم لا نجد فيه مسيحياً واحداً في العراق. إن مثقفينا وتنظيماتنا مدعوة الى تبني خطاب التقارب الجديد الذي بدأ به بعض سياسيينا في الداخل عن وعي كبير بما يعاني منه شعبنا المسيحي في العراق، هذا الوعي الذي لا ينبغي أن نساهم في تهميشه بلاأباليتنا بل إن واجبنا يدعونا الى تعزيزه لأن في ذلك مصلحة لنا جميعاً. إن الذين ما زالوا يُحسون بالتشنج من موضوع التسمية او بالتحيز لهذه أو تلك قد يجدون راحة في وجودنا في خانة واحدة في الدستور لأننا عندها يمكننا التغلب على الحساسية السابقة لتسمياتنا فمن يقول إنه آشوري سيكون في خانتنا ومن يقول إنه سرياني سيكون في خانتنا ومن يقول إنه كلداني سيكون في خانتنا وهذا سيُهدّئ نفوسنا، وسيقوّي وضعنا سياسياً في الداخل، وسيُوّحد صوتنا عالمياً.