المحرر موضوع: موقف الحكومة العراقية الغامض من أزمة سوريا  (زيارة 984 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حيدر عبد الجبار حسن

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موقف الحكومة العراقية الغامض من أزمة سوريا
 
منذ اندلاع انتفاضة سوريا في آذار 2011 والحكومة العراقية (ونعني هنا رئيس الوزراء وتياره الممسك بالسلطة الفعلية في البلد)تأخذ مواقف متقلبة تجاه المنتفضين.
ففي البدء حينما كانت الاحتجاجات متتأججة في درعا ,وجدنا سكوتا مخيباً من الجهات الرسمية العراقية وهو على النقيض من موقف واضح وصريح بتأييد الانتفاضة البحرينية اخذتها الحكومة العراقية ورئيس وزرائها في تناسق مع التيار الشيعي السياسي المؤيد بقوة لاحتجاجات البحرين ,وفي الاعلام الحكومي كانت اللامبالاة واضحة في نقل الخبر السوري وكأنه حدث في مكان بعيد لا يعني العراق وشعبه.
بعد ذلك حدث تطور ما.
بدأت الحكومة العراقية أخذ موقفا مبررا للعنف من جهة اداة القمع الحكومي السوري في وجه شعب اعزل من السلاح على اساس التزام الحياد وهو حياد كاذب ونفاق ,لان مصلحة هذا الحياد ستصب حتما للجانب الاقوى وهو هنا الحكومة السورية والحقيقة ان المسؤولين العراقيين كانوا يأملون في حل سريع يقمع الانتفاضة الى الابد في رغبة دفينة للتيار السياسي الشيعي الحاكم في الثأر لمنتفضي البحرين الذين قمعتهم حكومتهم السنية ولاخفاء ولاءهم المطلق لحاكمية ولاية الفقيه في ايران فيما لو استمرت الانتفاضة السورية واضطروا للاختيار بينها وبين النظام السوري.
الا ان الرياح سارت بما لاتشتهي سفن اصحاب اليد الطولى في العراق اذ ظهر في الشعب السوري إصرار عجيب على المضي حتى النهاية في معركته ضد الطغيان والدكتاتورية البعثية.
بعد ذلك حدث تطور آخر في مسيرة الثورة,اذ بعد مدة من الاحتجاجات السلمية والتي قمعت بعنف بدا للثوار وللمتابعين ان الجميع يسير في حلقة مفرغة الى ان بدأت موجة انشقاقات في الجيش السوري وتأسيس ما بات يدعى بالجيش السوري الحر الذي يسعى بقوة السلاح لاسقاط النظام.
اما حكومة العراق فشعرت بالاحراج الشديد فمن جهة كان المفترض بها مساعدة الثوار أو على الاقل تيسير لجوئهم وهو المتوقع بعد الويلات التي لاقاها شعب العراق من النظام السوري وارساله المقاتلين الاجانب وتدريبهم لقتل العراقيين.
وفي هذه الاثناء خرج لنا عدنان الاسدي وكيل وزير الداخلية بتصريح غريب مضحك : فقال ان ان المقاتلين الاجانب في العراق كان يرسلهم حسني مبارك والقذافي! وصدر هذا التصريح بعد سقوط هذين النظامين فليس هناك من يرد على الاسدي ,قال ذلك في محاولة لتبرئة بشار الاسد ونظامه من دماء العراقيين ,وهنا نتساءل ماذا عن الاعترافات التي شاهدناها في الاعلام الرسمي العراقي ومئات المرات على مدى سنوات عن متدربين على يد ضباط الامن السوري ومخابراته بل وماذا عن موقف الحكومة العراقية نفسها التي بلغ بها الامر ان اشتكت من سوريا الى الامم المتحدة.
وجاء انشقاق نواف الفارس سفير سوريا في العراق ليزيد من حراجة حكومة العراق,وقال الفارس(اني الوم رئيس الحكومة العراقية على موقفها الذي يناقض الحقيقة فهو يعلم جيدا ما فعله بشار الاسد به وبكل العراقيين والشيعة منهم بوجه خاص )واضاف السفير(ان الاسد قتل الالاف عندما فتح الباب لتنظيم القاعدة للقيام بعملياته داخل العراق).
الحقيقة ان موقف المالكي يستند الى اسباب طائفية سياسية تتناقض ومصلحة الشعب العراقي بل ومصلحة الشيعة انفسهم.
أما كان الاجدر بحكومة العراق ان تفتح الباب امام المنشقين العسكريين وهي تعلم تمام العلم انهم ليسوا سلفيين ولا جهاديين, ونحن لا ننكر وجود امثال هؤلاء في سوريا ولكن جميع المصادر المحايدة تقول باقليتهم وضعف تأثيرهم في مجموع المنتفضين الا ايران التي ترى مصلحة في تضخيم وجودهم وتأثيره.
لماذا لا نتعلم من أعدائنا : بالامس فتح بشار الاسد باب سوريا على مصراعيه لالاف اللاجئين العراقيين ولجميع منتسبي حزب البعث المعادي لحكومة العراق وصنع من مجموع اللاجئين والبعثيين ورقة ضغط يفاوض بها ليس حكومة العراق فقط بل العالم أجمع.
أما كان أولى بالحكومة العراقية ان تحذو حذوه....ولكن لماذا نخدع انفسنا ,فحكام بغداد الجدد لديهم اولويات اخرى فالمصالح الشخصية والحزبية  والطائفية تقع أول السلم عندهم أما مصلحة الشعب العراقي بمجموعه فربما نجدها آخر القائمة .... هذا ان وجدت اصلا.

E-mail:haiderhasan@outlook.com