المحرر موضوع: نِيران البوعزيزي تَصلِية سَعير وحُجُب دُخَان عن حَقيقة الكَثير  (زيارة 660 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fuad Ali Akbar

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
نِيران البوعزيزي تَصلِية سَعير وحُجُب دُخَان عن حَقيقة الكَثير


    فؤاد علي أكبر

    نيران الثورات والإحتجاجات الشعبية العارمة التي إجتاحت المنطقة العربية بعد أن أشعل فتيلها الشاب التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي بحرق نفسه إحتجاجاً، وتعبيراً عن رفض الملايين من المسحوقين للظلم والإستبداد الذي تمارسه الأنظمة العربية الفاسدة على مدى عقود طويلة، على إثر صفعة من شرطية، لخصت كل الممارسات القمعية التي تمارسها هذه السلطات مع شعوبها المضطهدة، حينما حاول البوعزيزي أن يقنعها بالعدول عن مصادرت بضاعته ومصدر رزقه الوحيد والذي يرتزق منه لإعالة عائلته الكبيرة والفقيرة. هذه النيران التي إتسع مداها في عموم المنطقة لتطيح بالعديد من الأنظمة العربية وتهز عروش الأنظمة الباقية للإطاحة بها من خلال ثورات وإعتصامات شعبية واسعة وسلمية، إستطاعت أن تبعث الأمل بربيع عربي لطالما راود مخيلة الكثير من المحرومين والفقراء والثائرين ضد ظلم وتعسف وعدوان هذه الأنظمة الأجرامية المتخلفة والفاسدة وبدون أي هدر للدماء. تطورات الأحداث وبعد تدخلات دولية وأقليمية مشبوه وبدعوى دعم الأحتجاجات الشعبية العفوية ومساندتها في التسريع من عمليات التغيير وتبديل الأنظمة من خلال دفع جماعات أرهابية مسلحة للتحكم في مسار هذه الأحتجاجات والقيام بأعمال عنف وقتل وذبح والدعوة إلى قيام حكومات أسلامية وطرح مفاهيم طائفية وأقصائية غريبة وقد تجلت في البداية أكثر هذه المظاهر خلال عمليات تحرير ليبيا التي أُرتكبت فيها جرائم فضيعة راح فيها العديد من المواطنين الأبرياء على يد النظام وعلى يد الجماعات المسلحة الأرهابية أيضاً والتي عرضت صوراً لأشخاص كثيرين من الجنود والمواطنين تم ذبحهم والتمثيل بجثثهم بدعوى أنهم من أفراد النظام أو أو العسكريين أو من المواطنين الموالين للنظام أو الغير مشاركين في الأحتجاجات وما شابه مع ما شابَ هذه الجرائم الكثير من التدليس وطمس الحقائق بين الأطراف المتنازعة وإتهام كل طرف للآخر بإرتكابها، إستمرار هذه المظاهر بالتعبير عن نفسها بصور أبشع بكثير على الساحة السورية تُنذر بواقع سوداوي قاتم قادم لأجتياح المنطقة والعودة بها الى حقب التأريخ الهمجية المظلمة.
    إنتشار مظاهر العنف في مناطق أخرى كمصر وتونس وصعود التيارات الأسلامية وإستلامها للسلطة فيما بعد شكلت أنعطافاً كبيراً في مسار الأحداث. فالثورات الشعبية التي إنطلقت بمظاهرات سلمية وأصرار كبير على المواصلة رغم ما واجهته من ممارسات عديدة إتسمت بالعنف والترهيب في بعض الأحيان من قبل السلطات، والتي رفعت فيها شعارات الحرية والديمقراطية ورفض عمليات الإقصاء والأضطهاد بكل أنواعه والتي كانت تمارسها السلطات الإستبدادية ومشاركة الشعب في الحكم وتحسين الأوضاع الإقتصادية والقضاء على الفساد وفتح المجال أمام الطاقات الشابة والمعطلة لمواكبة التقدم العلمي والأجتماعي والحضاري في العالم وإعداد النظم السياسية والبرامج العلمية والإقتصادية والحضارية الحديثة والإستعداد للدخول في مرحلة متناغمة مع التطورات الفكرية والحضارية المعمول بها في معظم مناطق العالم بما ينسجم والمكانة الأقتصادية والإرث التأريخي والمواقع الجغرافية المهمة للمنطقة، هذه الثورات نراها اليوم ترتد على نفسها إرتداداً كبيراً بصعود هذه الجماعات إلى السلطة وإطلاقها لشعارات سلفية وطائفية ومتخلفه والدعوة إلى محاربة كل مظاهر المدنية لهذه المجتمعات العريقة تحت شعارات دينية عدوانية متخلفة وباطلة بالأضافة إلى عدم إمتلاك هذه الجماعات لإية رؤية إقتصادية أو سياسية أو ثقافية لمعالجة الأوضاع المتردية والمتفاقمة الراهنة والمستقبلية.
    الأنعطاف الخطير في مسار الأحداث ومشاهد العنف الأجرامية وبروز القوى المسلحة المتطرفة وصعود الأحزاب الإسلامية السلفية وغيرها وسيطرتها على مسار الأحداث بدعم من قوى إقليمية ودولية كبيرة تضعنا أمام مسؤولية تأريخية كبيرة، كشعوب ومنظمات شعبية ومدنية وأحزاب وحركات مستقلة أو غير متورطة أو ربما غافلة عن مجريات الأحداث. أن الأسباب التي دعت إلى مثل هذه الإنحرافات والمشاهد الدموية والتدمير المنظم لمؤسسات الدولة وللبنية التحتية والبنية الإجتماعية والثقافية والأخلاقية كذلك تدعونا لفهم حقيقة مايجري والوقوف بوجه هذه الأجندات الخبيثة والإجرامية للإبقاء على مظاهر التخلف ودعمها وتكريسها لإدخال المنطقة في دوامة صراعات دموية لا نهاية لها والقضاء على أية تطلعات حضارية في المنطقة وربما لقرون عديدة قادمة. ولتشخيص حقيقة الأوضاع وبغض النظر عن الأعراض الظاهرة والتدهورات المأساوية التي تشهدها المنطقة هناك حقائق تبعث على تساؤلات منطقية لابد من الوقوف عندها وفهمها بصورة جيدة ومتأنية، فواقع الأنظمة العربية بصورة عامة تعطي أنطباعاً مأساوياً واضحاً لمدى التخلف والأستبداد وسيطرت الأنظمة اللاشرعية والبعيدة تماماً عن المبادئ البسيطة للديمقراطية والمعايير الإنسانية الحديثة في أدارة هذه الأنظمة ولكن مع ذلك فهناك تباين واضح أيضاً في الواقع الإقتصادي والثقافي والإجتماعي بين هذه الأنظمة وبين الشعوب التي تحكم من قبل هذه الأنظمة كذلك. والذي حصل في بدايات الثورات الشعبية هو سقوط نظامان عربيان يُعدان رغم سيئاتهما الأفضل بكثير من بقية الأنظمة الغارقة في الطائفية والتخلف والقبلية والأستبداد والفساد والإنفراد بالسلطة لعقود طويلة وبعيدة كل البعد عن أي مظهر من مظاهر المدنية في إدارة النظام أو في الواقع المعاش لشعوبها التي تعاني من الفقر والفاقة الشديدة لمستلزمات العيش بكرامة وسلامة ومن الإفتقار لأبسط حق من حقوق الإنسان في حين يعيش الحكام والمقربين منهم ترفاً وبذخاً وفساداً لاحدود له . حقيقة إنهيار الأنظمة الأقل سوءاً من غيرها رغم ماتثيره من علامات أستفهام كبيرة حول المنحدر الذي تنحدر إليه مسارات الأحداث بالمنطقة وحول ما تتوارى خلفه من الحقائق الكثيرة اللاحقة للأحداث، فتدخل الأنظمة الأكثر فساداً السالفة الذكر في التأثير والتدخل المباشر وغير المباشر والدعم اللوجستي والمادي والأعلامي للإحتجاجات الشعبية وبمباركة ودعم دولي كبير بدعوى مساندة الشعوب ضد أنظمتها الأستبدادية تثير تساؤلات أكبر بكثير وسخرية ومفارقات في غاية الغرابة والإشمئزاز. أن تدخل هذه الأنظمة ،وكما هو متوقع منها والعمل على دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة وإعداد الغير متطرف منها للتطرف ونشر الرعب والقتل والعمل على بث روح الكراهية والحقد ونشر الأفكار الطائفية والمتزمتة والمتعصبة والتعامل مع الأنتفاظات الجماهيرية بإنتقائية واضحة كما يحصل في البحرين وسوريا وإغراق شوارع المنطقة بمشاهد الدماء والتدمير وبث الفوضى والتحفيز والحث على إثارة النزعات العدوانية والهمجية حتى في المناطق التي شهدت تغييرات سياسية موالية لأجنداتها الخبيثة، تعطي مؤشرات واضحة لأدخال المنطقة في أتون صراعات فكرية وإثنيَّة وطائفية دموية وحروب متلاحقة لأستنزافها تمهيداً لإبادة وسحق شعوبها تماماً والسيطرة عليها من قبل قوى الشر والعدوان المعروفة في العالم بمساعدة أدواتها الحقيرة والذليلة في المنطقة.
    أن معرفة طبيعة الأطراف الفاعلة، كالأنظمة والقوى الدولية والإقليمية والحركات المشاركة بشكل من الأشكال في ما يجري من مذابح وما يُعد من حرائق لتدمير المنطقة وأبادة شعوبها، تعطينا صورة أقرب لفهم مايجري.
    أن الحركات والجماعات الأسلامية المتطرفة التي تشكلت بدعم من أمريكا والدول العربية الموالية لها للوقوف أمام الإجتياح السوفيتي لأفغانستان لا تختلف كثيراً في أيدلوجياتها عن الأحزاب والحركات الأسلامية السابقة على أختلاف أسماءها وإنتماءاتها والتي ظهرت في أواسط القرن الماضي أو قبل ذلك مُبشرةً ببث بذور التطرف والدعوة إلى إستخدام القوة لقيام دولة دينية وفق المبادئ السلفية مع أختلاف توجهاتها والتي كشفت مصادر ووثائق عديدة عن تشكيلها على غرار الكثير من الأحزاب والحركات القومية العربية ودعمها بطريقة مباشرة وغير مباشرة من قبل الدول الكبرى ، التي سبق وأن إستعمرت المنطقة ثم قامت بتقسيمها وتنصيب أنظمة موالية لها وكذلك القيام بزرع الكيان الصهيوني فيها ، للوقوف أمام المد الفكري الماركسي الذي إنتشر حينها بين أوساط جماهيرية عديدة مشكلاً خطراً حقيقاً على مصالحها في المنطقة. ولايستبعد على الأقل فكرياً أن الجماعات الأرهابية والسلفية والمتطرفة الحديثة العهد قد إستمدت مناهجها الفكرية منها أو هي أمتداد طبيعي لها مع الأخذ بنظر الإعتبار التطورات الأخيرة التي دعت إلى تسليحها ودعمها مادياً وإعلامياً لتحتل دوراً مهماً ومحورياً في الأحداث الأخيرة وعلى مدى أكثر من عقدين في أعقاب الإجتياح السوفيتي لأفغانستان ثم إتخاذها لأفغانستان قاعدة لها لتدريب وإعداد الإرهابيين ومن ثم دورها في التمهيد لإحتلال أفغانستان من قبل أمريكا بعد أن أعطت لأمريكا المبررات الكاملة لدخول المنطقة بدعوى محاربة الإرهاب وملاحقة تنظيمات القاعدة وكذلك دور هذه الجماعات في الشيشان ومن ثم في العراق والذي برعت فيه بتقديم صورة قاتمة ووحشية عن الإسلام والمسلمين في العالم بأجمعه بما قامت وتقوم به من أعمال قتل وتمثيل وتفجير وتدمير أرهابية وحشية يندى لها جبين التأريخ والإنسانية. من الواضح جداً أن هذه الجماعات ومع كل ماتمتلكه من هالة دينية لدى الناس البسطاء، وهذا ما تُروجه هي لنفسها بدعم أعلامي كبير من أطراف فاعلة أخرى، لاتستطيع أن تنفي عن نفسها أرتباطها بجهات خارجية مهمة لها دور كبير في تأسيسها ودعمها وإستخدامها وفق مقتضيات المرحلة. فتنظيم القاعدة الذي صنعته أمريكا لضرب القوات السوفيتية في أفغانستان أستطاعت الولايات المتحدث بعد سلسلة من الأحداث الدراماتيكية المفتعلة أن تجعل منه العدو الأوحد لتبرير دخولها في المنطقة وأحتلال أفغانستان وتدمير العراق تحت مسمى مواجهة الإرهاب بعد فتح الحدود العراقية على مصراعيها والسماح لها بدخول العراق. وليس غريباً أن يعود اليوم الربيب السابق وصنيعة أمريكا، التي ما إنفكت تتحدث عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والشرق الأوسط الجديد، ليكون حليفاً لها من جديد في المنطقة بعد خصام طويل واضح الأهداف أمتدت آثاره الدموية والمأسوية إلى الأمس القريب ومازالت في العراق الجريح.
    العراق الذي شهد في السنوات الأخيرة حرباً أهلية طائفية قاسية مرشح من جديد ليكون ساحة للمذابح القادمة فبعد هجوم القوات الأمريكية وحليفاتها على العراق عام 1991 تعرض العراق لحصار أقتصادي مرير ساهم في تقوية النظام الصدامي الأجرامي الدكتاتوري من جديد وقتل الروح المعنوية وإذلال الشعب العراقي بعد أن فرض عليه من قبل أمريكا وحليفاتها من القوى الدولية والأقليمية والعربية حصاراً شاملاً وقاسياً تسبب في هلاك وموت الملايين من الأطفال والمرضى والفقراء بمساعدة السلطة الصدامية البعثية التي كانت تغدق ملايين الدولارات في بناء القصور الفخمة لصدام وعلى الأعلاميين وغيرهم من العرب والغربيين لتلميع صورة النظام ولكسب تعاون بعض دول المنطقة من خلال مايسمى بكوبونات النفط ومن خلال الصفقات المشبوهه والتي شملت كبار موظفي الأمم المتحدة والشركات والأطراف الدولية العديدة المساهمة في برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كان يحول من خلاله مبالغ ضخمة من عائدات النفط العراقي المخصصة للغذاء والدواء والمواد الأولية لترميم البنية التحتية التي دمرتها الحروب الصدامية المتتالية وأعطائها للنظام الصدامي لتمويل نشاطاته الأجرامية والمشبوهة مقابل رشاوى خيالية تقدم للقائمين على هذا البرنامج. فالنظام البعثي في العراق وبعد تشدقه بالشعارات القومية الرنانة وتبنيه التوجيه السياسي القومي كآيدلوجية لحزب البعث الحاكم ورفضه ومحاربته للتيارات الإسلامية بضراوة وتصفيته لرجال الدين من كلا الطائفتين الأسلاميتين في العراق على إختلاف إنتماءاتهما وممارسته لشتى أنواع العنف ضد التيارات الإسلامية في العراق لعدة عقود تحول بصورة مفاجئة بعد أحداث 1991 وسار في إتجاه تبني وتوجيه الخطاب الإسلامي وقام برفع راية "الله أكبر" ورعاية الكثير من الجماعات الإسلامية والقيام بما سميت بالحملات الإيمانية وأطلاق أسم "عبد الله المؤمن" على رئيس النظام صدام كما سمح لممارسة العبادات في الشوارع العامة بعد أن كان الناس يخشون من إداءها في بيوتهم وقام بالتقرب من القيادات الدينية التقليدية ودعمها وتقريبها. أما في منطقة كوردستان العراق والتي خرجت من سيطرة النظام وأصبحت منطقة آمنة من بطش النظام الصدامي بقرار دولي وبحماية الأمريكان وبأدارة الأحزاب الكوردية ، بأستثناء كركوك النفطية التي تعمدت أمريكا بقاءها بيد صدام، فقد كانت رغم هذه الحماية تعاني في الحقيقة من حصارين رسميين، إذا صح التعبير، الحصار الإقتصادي الدولي كبقية مناطق العراق بالإضافة إلى حصار إقتصادي مباشر كانت تقوم به القوات الصدامية في المناطق والسيطرات المتاخمة لكوردستان بالإضافة إلى حرمانها من مصادر النفط في كركوك مما خلقت وضعاً أقتصاديا حرجاً فتح الباب لكثير من المنظمات الأسلامية وغيرها من المنظمات المشبوهة لممارسة نشاطاتها تحت غطاء أغاثة المنطقة وبالفعل قامت بنشر الدعوات الأسلامية المتطرفة التي كانت تمولها أطراف سعودية وخليجية وتجنيد الكثير من أبناء المنطقة كطلبة دين برواتب تعتبر مغرية نسبة للوضع الإقتصادي السئ التي كانت تمر بها المنطقة وتشكيل خلايا أسلامية متطرفة يمكن تسميتها بالنائمة لحين الإستفادة منها لاحقاً كما ساعدت هذه الظروف على إستقطاب مجاميع إسلامية مسلحة متطرفة جاهزة التكوين وتشكيل مواقع ومقرات ومراكزتدريب على القرب من الحدود الأيرانية في كوردستان العراق والتنسيق مع مجاميع أخرى في المناطق العربية من العراق مثل الفلوجة وغيرها والتي كانت تحت سلطة النظام، وهذا مايفسر لنا لاحقاً بروز أسماء كوردية في المواقع القيادية لتنظيم القاعدة الإرهابي وبعد الأطاحة بالنظام الصدامي من قبل الأمريكان وحلفاءهم وبعد سلسلة من الأحداث المخطط لها شهد العراق حرباً أهلية وأعمال أرهابية وعمليات تفجير للمراقد وحرق للمساجد ودور العبادة وقتل وذبح للأبرياء لامثيل له. أن ما تم التخطيط له بأبعاد وإضعاف التيارات والأحزاب السياسية الوطنية والليبرالية وتشكيل حكومة عراقية على أسس طائفية أو عرقية ذات طابع طائفي أيضاً بعد السماح للتيارات الدينية في تسلم السلطة بعد دعمها بكل السبل المادية والسياسية وغض النظر عن النفوذ والتدخل الإيراني المباشر والكبير في العراق أو من خلال الأحزاب الدينية المتنفذة وكذلك الحال بالسماح للجماعات والأحزاب الدينية وغيرها والمدعومة من قبل السعودية وبعض الأنظمة العربية والإقليمية والتي تتعاون مع المجاميع الإرهابية المسلحة والجماعات الصدامية التي تشارك في نفس الوقت في الحكومة العراقية الجديدة والإنسحاب من العراق وترك الأوضاع على ماهي من صراعات مستمرة بين الكتل السياسية الحاكمة والعمل على إضعاف الروح الوطنية في الشارع العراقي، هي جزء مهم مما يُعد له من ترتيبات لأدخال المنطقة برمتها في صراع مدمر قادم بالأضافة إلى ماخلفته هذه السياسات من مجازر في الشارع العراقي خلال السنوات الأخيرة.
    كما أن هناك طرف آخر وهي دولة قطر الصغيرة والضئيلة الدور من الناحية السياسية على مدى عقود طويلة والتي إتخذت لها دوراً مريباً وخطيراً في أحداث المنطقة المتلاحقة الأخيرة لبيان أهميتها أو هكذا قُدر لها أوأُنيط بها من مهام كبيرة هي أكبر بكثير من حجمها الفعلي والحقيقي. فهذه الدولة القاصرة والغير واضحة الملامح والبلوغ كدولة ناضجة طبيعية، والتي تعاني من خلافات عميقة وسط العائلة الحاكمة تمتد إلى غليان شعبي مكمم الأفواه بسبب سياسة العائلة الحاكمة الغير سويه في البلاد والمنطقة رغم إمكانيتها الكبيرة في مجال النفط والغاز الطبيعي، تحكمها قبيلة آل ثاني التي إرتحلت إلى قطر في أوائل القرن الثامن عشر وبعد سلسلة من الأحداث السياسية والدولية والتأريخية في المنطقة وفي شبه الجزيرة القطرية الصغيرة وبعد ثلاث سنوات من أنسحاب بريطانيا سياسياً من الخليج قامت بالأعلان عن نفسها كدولة في عام 1971ويحكمها اليوم أحد أمراء القبيلة مع أبناءه وزوجته بعد قيامه بالإنقلاب على أبيه وتسلم زمام الحكم عنه في عام 1995ومنذ ذلك الحين وقطر تُسخر معظم أمكانياتها الأقتصادية للتأثير في مسار الأحداث في المنطقة وبطريقة مارقة غريبة متناقضة مع السياسة العامة لمثيلاتها من دول الخليج تبعث على الكثير من علامة الإستفهام حول دورها الحقيقي المرسوم لها في المنطقة. فقد قامت قطر ببناء مؤسسات إعلامية ضخمة أبتدأت بالتعبير عن نفسها كمؤسسات أعلامية حرة أتصفت بالجرأة في تبني بعض القضايا الحساسة في المنطقة والإدعاء بمناصرة الحركات الجماهيرية التحررية في المنطقة في حين هي بذاتها تدار من قبل نظام قبلي متخلف وهكذا كان لها دور كبير في الأحداث الكبرى في المنطقة وفي التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة وفي تحريك وتأجيج الشارع العربي بأتجاه العنف من خلال برامجها الأعلامية المشبوهة والمفبركة وأستقطابها لشخصيات مأجورة ورجال دين لهذا الغرض ولعبت دوراً كبيراً في عمليات التحريض الطائفية في العراق والمنطقة العربية والدعوة إلى مقاومة الوجود الأمريكي في حين أنها تضم على أراضيها أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة وتقوم ببناء علاقات أقتصادية وسياسية كبيرة ووثيقة مع أسرائيل وتستقبل كبار قادتها ومسؤوليها كما أنها في الوقت ذاته تعلن عن تأييدها للبرنامج النووي الإيراني وقامت بتوقيع معاهدات دفاع مشتركة مع أيران التي تعتبر عدواً تقليدياً لأمريكا وإسرائيل في المنطقة حسب ما هو شائع في الأعلام العربي والعالمي. وتعتبر قطر اليوم المساهم الأهم أعلامياً ومادياً وسياسياً في عملية الإنحراف الكبير في مسارات ثورات الربيع العربي التي تحولت إلى سعير يحرق الأخضر واليابس في المنطقة وبالخصوص ما نشاهده من مشاهد مأساوية على الساحة السورية. ومن الواضح من التركيبة السياسية والحجم المحدود للحكومة القطرية أن ليس لها تلك الأمكانيات الحقيقية والمصلحة الملحة لتتورط في مثل هذه القضايا الخطيرة والكبيرة وإنما هي الأملاءات أو الأمالي التي تفرضها عليها القوى الدولية الكبيرة والتي لا مناص لها منها غير التنفيذ صاغرة لضمان إستمرار العائلة الحاكمة في ممارسة السلطة والأحتفاظ بالمزايا التي تتمتع بها العائلة من خلال ذلك.
    دور الأطراف السعودية كحكومة أو كمؤسسات دينية في التأثير فيما تجري من أحداث يتخذ من ناحية شكلاً رسمياً وهو مايتمثل في سياسية المملكة إتجاه الأحداث وذلك من خلال تمويل الجماعات المتطرفة المسلحة التي دخلت في الأحتجاجات الجماهيرية ودعهما مادياً وعسكرياً إلى جانب القوى الدولية والأقليمية الأخرى بالأضافة إلى التنسيق وتوثيق العلاقات والإتفاقيات وتوحيد السياسات مع الحكومات التي تشكلت بعد صعود الأحزاب الإسلامية في الدول التي حصل فيها التغيير وفق البرنامج المُعد لهذه الحكومات الجديدة والسيطرة عليها وتحريكها وفق المخططات المرسومة ومساعدتها في تكريس المناهج الطائفية والقضاء على القوى الديمقراطية والليبرالية في هذه الدول بالأضافة إلى التدخل العسكري المباشر إذا إقتضت الضرورة مثلما حصل وتدخلت في ثورة البحرين وبدوافع طائفية وقبلية وسياسية إرتكبت السعودية فيها مجازر كبيرة بحق المتظاهرين من الشعب البحريني الأعزل وسط صمت دولي واضح بهدف حماية حكومة البحرين الإستبدادية المجرمة، والتي تضم على أراضيها قاعدة أمريكية كبيرة. ومن ناحية أخرى الدور الغير رسمي والذي تقوم به المؤسسات الدينية في المملكة السعودية وخارجها والتي تعمل أيضاً بتوجيه مباشر أوغير مباشرمن قبل الحكومة السعودية في عمليات تجنيد الشباب والقادة الميدانيين والزج بهم في المعارك المسلحة بعد تعبئتهم نفسياً وفكرياً من خلال رجال دين موظفين خصيصاً لتسميم أفكار الناس بالأطروحات الطائفية والدينية المتخلفة وتحريضهم على القتل والتنكيل بالآخرين وببشاعة بعد توفير الأغطية الشرعية المزيفة لتبرير الجرائم التي يرتكبونها بالأضافة إلى الدعم الأعلامي من خلال تأسيس الفضائيات والمؤسسات الأعلامية المخصصة لنشر هذه الأفكار المريضة. والحقيقة أن دور المملكة العربية السعودية في نشر الثقافة الطائفية والسلفية كان قد توسع قبل هذه الأحداث وتجاوز حدود المنطقة بفترة طويلة فمن خلال سفاراتها وقنصلياتها في مختلف الدول الإسلامية ومناطق العالم والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من الجاليات الإسلامية حيث قامت السعودية بتسخير مبالغ وثروات وإمكانيات هائلة لإغراء الكثير من الناس بدعوى نشر الدعوة الإسلامية وبناء المساجد والمراكز الأسلامية لتكريس الثقافة السلفية والطائفية في هذه المجتمعات وإستقطاب العديد من أبناء هذه الجاليات وتجنيدهم لمهام مختلفة كالنشر والتضليل والدعوة والقيام بالأعمال الإرهابية في أفغانستان وغيرها من المناطق وذلك خلال أكثر من عقدين من الزمن. أن مايسمى ببلاد الحجاز سابقاً، وقيام عائلة آل سعود الحاكمة بتغيير أسم مملكة الحجاز وتنسيبها لأسم العائلة وتسميتها بالمملكة السعودية ، عاشت تحت سطوة هذه العائلة لأكثر من قرن من الزمن، بعد دخول الملك عبد العزيز بن سعود إلى الرياض وعودة العائلة أليها من جديد، وحكماً فعلياً على كامل المملكة لثمانية عقود متواصلة ،علماً أن سيطرة هذه العائلة على مناطق مختلفة من بلاد الحجاز تمتد إلى فترات زمنية أبعد من ذلك بكثير، فأن الدعوة السلفية أو الوهابية كانت قد ظهرت قبل مايقارب قرنين من الزمن وفي مناطق كانت تحت حكم آل سعود. وأن ممايثير الدهشة والتساؤل وبشدة اليوم هو بقاء وأستمرار النظام السعودي الذي يعتبر من أكثر النظم القمعية والأستبدادية والمتخلفة في المنطقة وكانت الأكثر ترشيحاً للأنهيار والسقوط على أثر الربيع العربي والثورات الشعبية في المنطقة بسبب المعاناة الكبيرة التي يعانيها مواطني هذا البلد من مشاكل أقتصادية وسياسية وثقافية وأجتماعية شتى. والأغرب من ذلك كله أن تقدم السعودية نفسها كداعم رئيسي لحركة الثوراة الشعبية في سبيل الحرية والخلاص من الأنظمة الأستبدادية وهم الأكثر إستبداداً وفساداً في الأرض. من المعروف أن آل سعود هم من المزروعات البريطانية الأقدم من آل ثاني وغيرهم في المنطقة وهم جميعاً في النهاية أداة، بيد الغرب وأمريكا وأسرائيل طوال فترات حكمهم سوءاً قاموا ببعض التغييرات الشكلية في الصورة الخارجية لأنظمة الحكم كما في قطر والبحرين وغيرها أو أبقوا على صورتهم التقليدية كالسعودية، وعليهم تنفيذ ما مطلوب منهم حسب مقتضيات المرحلة والمخطط .
    كما أن هناك الطرف التركي الذي دخل كلاعب مهم أيضاً فيما يحدث في المنطقة. حيث تلعب تركيا دوراً طائفياً خطيراً في المنطقة وقد تجلى هذا الدور في تعاملها مع الوضع في العراق وهي اليوم تقوم بدور محوري بالتدخل المباشر من خلال دخول قواتها العسكرية في التعامل مع الوضع في سوريا في المناطق المحاذية لها ومن خلال قيامها بأدخال العناصر الأرهابية المسلحة ودعمها لوجستياً بكافة الوسائل لأسقاط نظام الحكم في سوريا بدعوى دعم الأنتفاضة الشعبية في سوريا ضمن المخطط العام المرسوم للمنطقة وما يثير التساؤل هنا أيضاً هو أن تركيا ولعقود طويلة تمارس سياسة الأضطهاد والقتل والتنكيل والقصف بالأسلحة والطائرات لأبناء شعبها من الكورد وممارسة أبشع وسائل الأبادة والتدمير وسلب الهوية من هذا المكون من مكونات الشعب في تركيا وعدم الأعتراف بحقوقهم القومية والثقافية بالأضافة ألى حرمان طبقات واسعة من أبناء الشعب في تركيا لأبسط مقومات الحياة والحقوق الثقافية. أستطاعت تركيا القومية والعلمانية الحديثة أن تقطع شوطاً كبيراً في مجال التطور العمراني والحضاري رغم إرتكابها لمجاز وحشية ضد الأرمن وإضطهادها للأسلاميين فيما بعد وقمعها الصارخ والمستمرللكورد في تركيا وعلى مدى عقود طويلة ولحد الآن. كما أستطاعت فيما بعد أن تقدم شكلاً من أشكال التمثيل الديمقراطي ومشاركة الأحزاب القومية والوطنية وتغيير سياستها أتجاه الأسلاميين رغم حكم العسكر للمفاصل الأهم في الدولة وتدخلهم عند الضرورة للحفاظ على الهوية السياسية للدولة. صعود الأحزاب النصف أسلامية إذا صح التعبير وخيبة الأمل من الإنظمام إلى الإتحاد الأوربي والأخفاقات الأقتصادية ووضع الكورد في تركيا والقلق من كورد العراق وإنضمام تركيا للأحلاف العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، تعتبر عوامل مهمة لدفع تركيا للتورط في أحداث المنطقة أو التفكير في إستعادة دورها العثماني بإستخدام السياسة الإسلامية الطائفية للسيطرة على المصادر الإقتصادية أو نيل حصة منها وبالتالي المساهمة الفعلية في المشاريع المرسومة للمنطقة كما يحدث اليوم في تدخلاتها الكبيرة في الأنحراف بمسار الثورات العربية ضمن مخطط معروف ومشبوه فقد كان الأحرى بتركيا العلمانية أو الأسلامية أن تنصف أبناء شعبها من الكورد وغالبيتهم ينتمون إلى مذهب (أهل السُنة) قبل أن تناصر الجماعات المسلحة الإرهابية الطائفية من العرب.
    ومن ثم أيران كطرف مقابل للصراع الذي تمهد له هذه الأطراف والتي أختصر فيها الولايات المتحدة الأمريكية "الخطر الأكبرالقادم من الأسلام" رغم أن الشيعة برمتهم يمثلون نسبة قليلة جداً من المسلمين، بعد أن عادت المياه إلى مجاريها مع الجماعات الأسلامية المتطرفة التي تم ويتم أعدادها لأستلام قيادات الأنظمة الجديدة في المنطقة. فالحرب الأعلامية المفتعلة والطويلة والعميقة حول البرنامج النووي الأيراني، الذي أستطاعت أن تشل أجهزة الطرد المركزي فيه لفترة معينة بأستخدام أحد البرامج الفايروسية فقط وبدون أي عناء، والسماح للنفوذ الأيراني في التوغل في العراق وبعناية أمريكية والتعاون مع الجماعات الأسلامية العراقية الموالية لأيران والسعودية والتغاضي عن تكريسها للبرامج الثقافية والعمليات الدموية الطائفية وعمليات الفساد والسرقات الكبيرة خلال أدارتها للملف العراقي مما جعل من هذه الجماعات عصابات ومافيات خطرة ذو أمكانيات مالية ضخمة بالإضافة إلى إستحواذها على السلطة بعد أن كانت تعاني من تمويل أبسط أحتياجاتها أو لم يكن لها أصلاً أي وجود أو حضور فعلي سابق، كل ذلك لترسيخ فكرة الخطر القادم من أيران وتعبئة الأطراف للصراع القادم الأكبر. وأيران من جانبها لا تخفي تورطها ونشاطها في الصراع القائم والقادم في المنطقة. فبعد محاولات بعض التيارات الإصلاحية في أيران للمحافظة على الهوية الوطنية السياسية لإيران والأهتمام بالمشاكل الأقتصادية والثقافية والأجتماعية الخطيرة والكبيرة التي يعيشها الشعب الأيراني والإهتمام بالوضع الداخلي والإبتعاد عما سُمي بسياسية تصدير الثورة، تقوم الحكومة الأيرانية بقمع معارضيها وسحق الموجات الأحتجاجية الشعبية في الداخل وتعود القيادات الأيرانية لتكثيف حضورها ونشاطها الخارجي لتتخذ من العراق والجماعات الموالية لها في المنطقة كمتاريس أمامية للصراع المحتمل القادم كسياسة وقائية أو كمساهمة مقصودة في تدمير المنطقة كبقية الأطراف ولكن بلعب دور مختلف أو العمل لأستعادة دورها كأمبراطورية فارسية كان لها حضورها ونفوذها الكبير في المنطقة على مدى حقب تأريخية طويلة وإلى الماضي القريب بعد التراجع الكبير الذي أصاب هذا الدور الستراتيجي والسياسي المهم أقليمياً ودولياً بعد الثورة الأسلامية فيها وحرب الإستنزف الطويلة مع العراق.
    ماتقدم من نظرة عامة لطبيعة الأحداث والأطراف المساهمة فيها والمفارقات التي تعتريها تعطينا صورة جلية لخطورة المشروع الأمريكي والإسرائيلي والغربي وأدواتهم في المنطقة والذي لارابح فيه سواها. فعلى كل شعوب المنطقة ومثقفيها والقوى الوطنية والديمقراطية واليبرالية والمؤسسات والمنظمات المدنية والثقافية الحرة والحريصة على شعوبها وأوطانها الوقوف جنبناً إلى جنب ضد كل التوجهات الطائفية والنزاعات الدينية والعرقية المتخلفة والتدميرية المتسمة بالعنف والقتل وسفك دماء الأبرياء والقضاء على مظاهر الحضارة والتمدن، والتي يراد من خلالها الأنحراف بالمسيرات والأحتجاجات السلمية الجماهيرية للأنتقال بالمنطقة إلى واقع مشرف أفضل وجرها إلى مستنقع الحروب الداخلية والطائفية والتخلف، والعمل على تغيير الواقع بمزيد من العلم والبناء والتحضر ونبذ الفرقة والكراهية والإحتراب وتوحيد الصف الوطني والتعاون المشترك بين كل التيارات التحررية والداعية إلى السلم والديمقراطية وصيانة كرامة ودماء وحقوق الأنسان وعدم التهاون والوقوف بحزم بوجه دعاة العنف وأنتهاك حرمة الأنسان من التيارات السلفية والطائفية المتطرفة المجرمة من أي طرف كانت وفضح ومجابهة من ورائها من قوى شريرة دولية وأقليمية تتربص بالمنطقة لقتل شعوبها وأضعافها وسلب مصادر القوة والمنعة والعلم منها لأستعبادها ونهب ثرواتها. فلنجعل من ذكرى شهيد الكرامة الأنسانية طارق الطيب محمد البوعزيزي ومن تبعه من شهداء الحرية والسلام نقطة مضيئة في تأريخنا المعاصر وشعلة تنير الدرب لنا ولأجيالنا القادمة لبناء غد مزدهر يعمه الخير والسلام وأن لانسمح للمجرمين والأوغاد والفاسدين المتسترين بالدين والشعارات المزيفة بتدمير حاضرنا وسرقة أحلامنا فلو قدر لهذه القوى الشريرة من بسط نفودها وسيطرتها على المنطقة فسوف لن يجدي في إزاحتها المظاهرات الأحتجاجية الشعبية ولا الملايين ممن سَيُحرقون أو يحرقون أنفسهم أحتجاجاً كما فعل البوعزيزي فلا خيار لنا للخروج من الواقع المر الذي نعيش وتجنب الواقع المظلم القادم بغير الوعي والحذر من الأنزلاق في أتون الحروبالطائفية والتخلف والجهل والوقوف بوجه هذه التيارات والمخططات المشبوهة والمريضة . ولا حضارة ولا بناء ولا علم ولا تقدم بغير المحبة والسلام.