المحرر موضوع: المدرسة الآشورية في الحسكة  (زيارة 1718 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdal yousef abdal

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 319
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المدرسة الآشورية في الحسكة
بين سندان الإمكانيات و مطرقة الصعوبات

المدرسة الآشورية في الحسكة ... ذلك الحلم النبيل الذي ظل يدغدغ أحلامنا ويراود أفكارنا كلما سرح بنا الخيال نحو تحقيق هذا الصرح الحضاري الذي من شأنه المحافظة على لغتنا الآشورية العريقة ... هويتنا التي ظلت تجمعنا في صراع خلافاتنا التي لا تنتهي .
هذا الحلم السعيد آن له أن يتحقق بعد أن بلغ عدد العائلات الآشورية من أبناء كنيسة المشرق  قرابة ال700 عائلة في مدينة الحسكة و من الجدير بالذكر أن كنيسة المشرق هي الكنيسة الوحيدة التي لا تملك في أوقافها مدرسة خاصة بها أسوة بباقي الكنائس التي قطعت شوطاً كبيراً في تطوير مناهجها و نشاطاتها و تحديث أساليب تعليمها كإدخال الكومبيوتر و الفيديو و اللغات الأجنبية من المراحل الأولى مما يميز طلابها و يفتح المجال لتفوقهم دراسياً .
أما الأسباب الحقيقية التي تحول دون تحقق هذا الحلم البعيد فتبقى في عالم الغيب فالبعض يجعل من موافقة وزارة التربية حمالة يعلق عليها عجزنا و فشلنا في إشادة هذا الصرح الحضاري بالرغم من تأكيد البعض بأن الموافقة المنتظرة قد صدرت منذ عامين تقريباً .
تيار آخر ينظر بعين اليأس المستفحل و يقول بأن إقامة هذه المدرسة يحتاج من التمويل ما قد تعجز عن توفيره إمكانيات الكنيسة (المتواضعة ) و صندوقها العاجز دائماً بالرغم من بناء العديد من الكنائس و النوادي في مختلف القرى الآشورية في السنوات العشر الأخيرة و التي تبرع أبناء شعبنا ببنائها, و لا اعتقد بأن تلك السواعد المعطاءة ستبخل في مد يد العون لتشييد مدرسة تحافظ على لغتنا من الاندثار ... كما أن أبناء شعبنا في المهاجر لن يبخلوا أيضاً بدفع قسم من تكاليف البناء فبمجرد أن نخطو الخطوة الصحيحة الأولى ستتدفق المساعدات و التبرعات من الداخل و الخارج و هذا أمر لا يختلف عليه اثنان .
و لا مانع من طرح المشروع كأسهم استثمارية , وهذه فكرة أيدها الكثيرون من المقتدرين من أبناء شعبنا و اللذين رغبوا في استثمار أموالهم في هذا المشروع النبيل .
و هكذا تبقى كل الصعوبات التي تعترض إقامة المدرسة هواجس تدور في فلك الغيب دون معرفة الأسباب الحقيقة التي يرغب الجميع في وضعها تحت الضوء و الإشارة عليها و كشفها دون غموض .
نطرح هذا الموضوع أمام أصحاب القرار و المخلصين من أبناء امتنا و كنيستنا و نطالبهم بالسعي الجاد و الحثيث لوضعنا في صورة ما يجري و تذليل كافة الصعوبات و البدء بالخطوة الأولى في الطريق الصحيح و ليعلم الجميع أن أبناء شعبنا كانوا و سيبقون كما عهدناهم دائما مثالا حقيقاً للعطاء و صورة ناصعة للإخلاص و ليبارك الله كل الجهود المخلصة .

م. أبدل أبدل