المحرر موضوع: محاولات زرع الفتن والأحقاد.. الفلم الأخير نموذجا  (زيارة 1233 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
محاولات زرع الفتن والأحقاد..
                              الفلم  الأخير نموذجا
                                                                                                                        بطرس نباتي

دأبت بعض الأوساط الإعلامية سواء في الغرب أو في الشرق على إثارة الفتن بين الأديان المختلفة مستغلة تعاطف الشعوب مع رموزها الدينية وإيمانها المغروس في الذات البشرية بان ما يؤمن  به  الإنسان منذ طفولته هو الصحيح وهو الذي يجب أن يحافظ عليه وان لا يسمح لأحد ما مهما كانت ذريعته من النيل منه والتجاوز عليه ، فلإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والزرادشتية والازدية وغيرها،  كلها عقائد واديان بعضها سماوي كما يتم وصفه وبعضها الآخر عقائد خاصة بشعب أو مكون ما،  يؤمن بها الفرد وينتقل الأيمان بها كموروثات داخل الأسر التي من أحدى واجباتها نقل ما تؤمن به إلى أفرادها منذ ولادتهم والمحافظة عليه  وتنميته، وكل طرف او جماعة  تعتقد أن ما آمنت  به وتقبلته هو الصحيح أو تعتقد بان جميعهم  أو بعضهم ديانات سماوية ، ولديهم أنبياء ورسل ولكن ما يعتقد هو أو ما يعتنقه هو الأصح وهو الجدير بان يدافع عنه حد الشهادة  أو هو الأصلح للمجتمع وللبشرية جمعاء ، هذا الأمر أصبح يُستغَل من قبل وسائل الإعلام سواء في العالم الإسلامي أو في بعض الدول الغرب التي لا تتبنى المسيحية في دساتيرها كدين رسمي للدولة،  كما تتبنى الديانة الإسلامية  في بعض دساتير  الدول في الشرق،  وسائل الإعلام هذه تدفع بالخلافات الموجودة أصلا في العقائد والأديان نحو الأسوأ، ولكن من الملاحظ وجود مثل وسيلة إعلامية واحدة لدى طائفة مسيحية مثلا توجد العشرات مثلها عند الطرف الآخر توجه خطاباتها ضد المسيحية وبتمويل بعض الدول الإسلامية، برأي إن الخطاب الإعلامي المسموم والمليء بالمتفجرات التي تحاول هذه الوسائل  الإعلامية زرعها وبثها بين معتنقي الديانات الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية إضافة إلى وجود وسائل أخرى وجدت أصلا لزرع الفتن والضغائن بين المؤمنين بالإسلام أيضا وإظهار الخلافات التاريخية والعقائدية بين أهل السنة والشيعة هذا الإعلام البغيض والمغرض يدفع نتيجته أناس بسطاء وذلك بنشر الغضب والانتقام في الشارع سواء كانوا مسيحيين أو إسلاما أو يهود.
 في هذه الأيام  تعيش المنطقة الإسلامية على بركان متفجر نتيجة الفلم القبيح الفاقد لكل ميزة أو لمسة فنية،  وفحواه وربما يكون دوبلاجا  كما صرح به مخرجه وممثلته مؤخرا،  ولكن من الملاحظ  ولا بد الوقوف إزائه .
 أن الدوائر التي أثارت الناس حول هذا الفلم الضحل،  لما لم تذكر ما أنتجته قبل عدة أشهر أهم مؤسسة للإنتاج السينمائي في أمريكا وهي هوليود حول حياة ورسالة النبي محمد من أفلام جيدة ،   والتي كانت الغاية من إنتاجها تمجيد النبي  إظهارعظمته ودوره في نشر رسالة الإسلام وقدرت كلفه أحد هذه الأفلام ب200 مليون دولار وهو من إخراج باري اوس برن و يعمل فيه منذ 2010 وقد اشرف على نهايته والفلم الآخر أيضا في تمجيد الرسالة المحمدية والتي أثارت أوساط المجتمع الأمريكي وهو بعنوان خلود الرسالة ، هذه الأفلام وغيرها مما أنتجته المؤسسات المعترف بها  في الأوساط الفنية في السينما الأمريكية والفلم الأول لم يصرف على إنتاجه دولارا واحدا من أموال أغنياء المسلمين ،  كل هذه الأفلام ومعها الخطاب الإعلام الايجابي الداعي للتعايش السلمي والأخوي الذي تتبناه الكنائس المحلية في الشرق الاوسط كالكنيسة الكلدانية والاثورية والارمنية في العراق وكنائس لبنان ومصر  لا يتم ذكرها أو التطرق إليها من قبل مثيري الفتن الطائفية ، أما الفلم الفاقد لكل ما يمت للفن بصلة والذي بإمكان أي مستعمل لكاميرا  ديجيتال كاميرا شخصية أو بيتية من تصويره قد أثار ما أثار من نعرات  وهجمات على السفارات ووصل الأمر إلى تأزم العلاقات بين العالم الإسلامي وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى ما يخشى منه في تطور الأمور لحد النيل من قبل بعض مثيري الفتن بين أوساط الناس البسطاء  مستغلا هذه الأحداث لإثارتهم ضد مسيحي الشرق الأوسط وهذه الأخيرة هي الغاية الأكيدة  والغير المعلنة أو الخفية التي يريدها أمثال هؤلاء المتصيدين في الماء العكر.
 إن ما يوجد في الإسلام وفي القرآن الكريم بالذات من آيات صريحة  تمجد المسيح والعذراء وأنبياء العهد القديم  وقصص من التوراة وما يوجد في الانجيل من تسامح وما يحمله من رسالة السلام والتعايش يحب أن يطغيا على كل الدعوات المسمومة والحاقدة سواء تلك التي تبثها قنوات الخراب والفتن  أو مثل هذه الافلام الهزيلة التافهة، يتوجب على علماء الديانات الثلاثة الإسلام المسيحية اليهودية ومعهم الديانات المشرقية الاخرى أن يجتمعوا ويوحدوا كلمتهم   وخاصة علماء حوض بحر الأبيض المتوسط وأفريقيا واسيا ويقوموا بتوجيه جماعاتهم وطوائفهم الدينية وتعريفهم بالمغزى الشرير وراء النيل من الأنبياء والرموز الدينية فكما يحاولون اليوم النيل من النبي محمد بالأمس القريب نالوا من المسيح وأساءوا إليه في فلم شفرة دافنشي،  وعندما أساءوا إلى النبي بالرسومات اللعينة كانوا قد أساءوا إلى المسيح برسم صورته وصورة العذراء على الأحذية ، إنها مؤامرة كبرى  والغرض منها النيل من العقائد الدينية وزرع الضغائن والنعرات الطائفية والمذهبية بين أتباع الديانات الثلاثة وهدفها زعزعة الاستقرار والأمان في الشرق الأوسط ..