المحرر موضوع: يابطاركة كنيسة المشرق ... اتحدوا  (زيارة 1916 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdal yousef abdal

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 319
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يا بطاركة كنيسة المشرق .... اتحدوا .

حين نقول كنيسة المشرق فإن التاريخ يعيدنا ــ بصفحاته المشرقة و المؤلمة في نفس الوقت ــ إلى عهود المسيحية الأولى حين تأسست هذه الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة لتضم تحت لوائها قرابة 100 مليون من المسيحيين في أوج ازدهارها على اختلاف قومياتهم و لغاتهم غير عابئة بحدود جغرافية أو إقليمية تعترضها .
لقد انطلقت لتحقق حلم الإنسان الآشوري ببناء إمبراطوريته الروحية بعد سقوط نينوى و انهيار إمبراطوريته الزمنية و تشتت أبنائها في أصقاع الأرض .
و لن نستعرض في هذه المقالة ما تعرضت له هذه القلعة العصية على الاندثار من اضطهادات على يد الغزاة و المحتلين , و لن نسترجع كل الويلات التي ذاقها أبنائها فقد تعجز الكلمات عن التعبير و قد تئن السطور من وطأة الأنين , كما لن نستذكر هنا كل الانقسامات الفكرية و العقائدية التي أدت لانقسامها لطوائف كاثوليكية و أرثذوكسية أبعدت الكثير من أبنائها عنها برضاهم تارة و رغماً عنهم تارة أخرى , و لن نتحدث عن إمكانية توحيد طوائف كنيسة المشرق فقد لا تسعفنا معلوماتنا الكهنوتية عن شرح أسباب الخلاف العقائدي المتعلق بطبيعة السيد المسيح و السيدة العذراء و أسرار الكنيسة فهذا شأن نتركه لأصحاب الشأن  و المختصين.
 سنتحدث في عجالتنا هذه عن كل السبل الممكنة لتوحيد كنيسة المشرق الآشورية بتقويمها (الجديد ) و الكنيسة الشرقية القديمة للآشوريين بتقويمها (القديم ) لتكون الخطوة الأولى للتوحد مع الكنيسة الكلدانية و السريانية فيما بعد مع التذكير بأن كلا التقويمين (اليولياني و الغريغوري ) يونايين لا ناقة لنا فيهم ولا جمل و لم ننل منهما في عصرنا الحديث سوى هذا الانقسام الكنسي و ما نجم عنه من انقسام اجتماعي نجترع من كأسه المريرة كل يوم .
أبناء الكنيستين بما يتمتعون به من وعي قومي لذاتهم الآشورية لديهم ذات الأحلام المشتركة و ذات الآمال الموحدة فيما يتعلق بإمكانية التوحيد , ومن الجدير بالذكر بأن ذات الأحلام و ذات الآمال تدغدغ مخيلة الكثيرين إن لم يكن كل رجال الكنيستين (بطاركة و مطارنة و أساقفة و قساوسة ) و أصحاب الأمر منهم , و ما أن يطرق أحدنا باب أحدهم و يبادره بنقاش عن يوم الوحدة الموعود فلن يسمع منه إلا ما تسترق له الأذن لسماعه ليوم يكحل فيه ناظريه برؤية هذه الكنيسة العتيدة موحدة ثابتة راسخة الجذور فينتابك شعور بالغبطة و السعادة و أنت تستشعر كل هذه الأحاسيس النبيلة حتى تتيقن من انعدام وجود تيار كهنوتي معارض للتوحيد في كلتا الكنيستين فتدور الشبهات حول أبناء الكنيستين و لكنك سرعان ما تكتشف عزيزي القارئ من خلال التجارب الحياتية و الممارسات اليومية بأن هؤلاء المؤمنين المساكين هم أوائل من يتهامس في الخفاء و العلن عن أمنياته و رغباته الصادقة المخلصة للإسراع بتوحيد الشطرين المنقسمين .
إذن فرجال الكنيسة و أبنائها من المؤمنين لا يعارضون فكرة التوحيد بل يسعون لتحقيقها و هذا ما يجعل البعض منا يبتعد كثيراً في وسواسه القهري ليغوص في غياهب نظرية المؤامرة و الادعاء حتى اليقين بأن كل القوى العالمية المعلومة و المجهولة تحيك كل يوم من المؤامرات ما يكفل بقاء الكنيستين في حالة انقسام وهذه أوهام لم يتمكن أحد من تأكيدها لنا حتى يومنا هذا و إذا كان أحد لديه ما يثبت تورط القوى العالمية في هذه المؤامرة فليتفضل و يطلعنا بما لديه من وثائق تؤكد كلامه لنأخذ حذرنا و نعد لها ما استطعنا من عدة و عتاد رغم قناعتي بأن نظرية المؤامرة قد سقطت منذ زمن بعيد و لم يبقى من مناصريها إلا البعض من الكسالى الذين لا يكلفون أنفسهم بمجرد التفكير بسبل وحدوية تذيب كل الجليد في طريق الوحدة المنشود .
أين المشكلة إذن ؟؟!!
وهل هناك من مشكلة أصلاً ؟؟
أين المشكلة في وجود بطريركين في كنيسة مشرق موحدة يتسلم أحدهما العراق و سوريا و إيران و الأردن و لبنان وأوربا على أن يتسلم البطريرك الآخر أمريكا وكندا و أوستراليا مع بقاء كل مطران في مطرانيته مع قساوسته و شمامسته , أما ما يتعلق بالأعياد فلنحتفل بعيد الميلاد و رأس السنة مع التقويم الجديد لنتماشى مع العالم المسيحي و ليبقى عيد القيامة  حسب التقويم الشرقي أو فليحدث العكس أما بقية الأعياد فلنتفق على موعد موحد للاحتفال بها فالتاريخ ليس مهماً بقدر ما تحمله من قدسية و ذكرى صالحة لمن تخلدهم . و في حال انتقال أحد من أصحاب القداسة إلى الأخدار السماوية فسينتقل الكرسي البطريركي لمن يبقى على قيد الحياة لاستكمال رسالته الكهنوتية في خدمة كنيسة المشرق كالآباء الأوليين .
قد تبدو هذه الحلول بسيطة للبعض أو قد تبدو مستحيلة للبعض الآخر , ولذا فنحن ندعو كل مفكرينا و أقلامنا لنبحث معاً عن السبل الكفيلة بحل هذه المعضلة العصية على الحل كما يبدو للكثيرين عن طريق عقد الندوات و الاجتماعات و تواصل اللقاءات و طرحها أمام أصحاب القرار الذين ندعوهم للسعي الحثيث و الجاد لرأب الصدع في كنيستنا و توحيدها قبل فوات الأوان فقد بلغ السيل الزبى و ضاقت صدورنا بهذه الحال الرثة التي وصلنا إليها في عصر الانقسام على الذات و فقدان الهوية و انفصامات الشخصية التي أصبح يعاني منها مجتمعنا و للأسف و التي تقودنا كل يوم إلى هاوية جديدة ومنحدرات أخطر.
كما ندعو أبناء كنائسنا إلى التحرك و عدم الاكتفاء بدفن الرؤوس في الرمال و انتظار الإعصار أن يمر لأنه لن يمر يوما و نحن منقسمون إلى هذا الحد المخيف ... نطالبهم بالضغط على كل المرجعيات الدينية و أصحاب الأمر لتحقيق مطالبنا في أسرع وقت قبل فوات الأوان مع ثقتنا بنقاء رجال كنائسنا و رغبتهم كما يبدو في التوحيد بعيداً عن عقدة الأنا و عقدة الكراسي , كما ندعوهم للتفكير بنا و تحقيق أمانينا فنحن أبنائهم بالروح و من حقنا أن ننعم بغد موحد جميل .
و الله ولي التوفيق

م. أبدل أبدل