المحرر موضوع: هل يصح ان يكون الفنان حاقداً وخبيثا ؟!!  (زيارة 1377 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 693
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                هل يصح ان يكون الفنان حاقداً وخبيثا  ؟
                           (من دفاتر ذكرياتي)                                                لطيف نعمان سياوش             
منذ اسابيع طويت صفحة واسعة مليئة بالمنوعات من الحلاوة ، والمرارة ..من الجمال ، والقبح .. من كتب الثناء ، والشكر ، والتقدير ، الى غضب المسؤول والمدير ..
نعم هكذا وبعد عمر طويل من الخدمة الجديه بكل اخلاص  تجاوز ال 45 عاما، بعيدا عن الاقنعة ، والتزلف لهذا المسؤول وذاك المدير . بعيدا عن الفساد الاداري ، وملتصقا بالنزاهة وجنون الاخلاص احلت الى التقاعد لبلوغي السن القانونيه المقرره . الا اني لازلت في ذروة نشاطي ، وحيويتي ، واتمتع بصحة وعافية جيده ..
اشعر بأني احلت الى التقاعد قبل اواني ، لكني قطعا لست نادما . بالعكس تماما ، اشعر بسعادة عارمة لاني غادرت الوظيفه برأس مرفوع ، وأباء قل نظيره ، وتلك اضبارتي الشخصية تشهد على ذلك .. فبرغم اني لم اكن بعثيا ، وشاكست البعثين عندما كانوا في اوجهم ، لكني في تلك الحقبه كنت افوز بكتب الشكر والتقدير .. وفي لاحق الايام شاكست الحكومات ايضا لقناعتي بأن لحد الآن لم تقدم حكومه ترضي شعبها ..
أما المسؤولين فلم يتوانوا من نقلي من دائره الى اخرى بسبب استقلاليتي ، واصراري لعدم الانتماء  لحزب السلطه .
لعل أغرب مافي الامر ان احدى تلك الدوائر التي نقلت اليها عام  1980 كانت المؤسسه العامة للآثار والتراث في بغداد وانا احمل عنوان وظيفي (ممثل) !!
بالله عليكم ماذا يعمل ممثل في دائرة الآثار ؟ 
نعم أفنيت عمرا بين الحلاوة والمراره ..
صادقت خلال وظيفتي أناس رائعين . كما اني صادفت اناس وسخين غارقين بالسرقة ، والفساد الاداري والمالي ، وحتى الاخلاقي على صعيد المدراء ، والمسؤولين ، والمدراء العامين ..
لعل مايحز في نفسي أن احد اصدقائي ممن تبوء منصب مدير كان ضمن هذا الفريق الوسخ ، وكان لي معه موقف واضح ومتحد ، ولفرط فساده تعرضت صداقتي معه الى شرخ  وجفاء..
أقولها علانية لن تشفع الصداقه ، او القرابه ، او حتى الاخوه لمن يقع في هذا المستنقع .. فأنا انبذ كل انسان لايخلص في عمله ، ولا احترم العراقي الذي لايحب وطنه ، ولا يعمل للارتقاء به .. 
اوليس هذا الف باء ألاخلاق والوطنيه ( ان يحب الانسان الوطن ، ويعمل من اجل الرقي به ) ؟ عيب كبير ، وخزي لمن سمحت له اخلاقه بأن يكون لصا في وظيفته أو منصبه ..
عام1987 نقلت خدماتي من بغداد الى مديرية مسارح اربيل ..
منذ ذلك اليوم ولغاية احالتي على التقاعد عملت مع (12  )  مديرا لهذه الدائره ، وكان آخرهم السيد هيوا سعاد يونس .
ان هذا الانسان كان نموذج للمدير الحاقد ، والفاسد . وقد وقف علانية حجرة عثره في طريق تقديم المزيد من النشاطات المسرحيه ، وسعى لمحاربتي بشتى السبل . حيث كان يستغل منصبه لأستخدام اقصى درجات الخباثه في كل مشروع مسرحي اقوم به .. وتفنن في محاربتي وبشتى السبل .
اما أنا فقد كنت اواجهه بكل جرأه وصراحه ، وانتقد عيوبه الغزيرة ، حتى اني اذكر في العام الماضي قلت له :- كيف تسمح لنفسك بأن تحاربني وأنا المسيحي الوحيد في هذه الدائره ؟ .. ليكن معلوما لديك بأن الاستاذ مسعود البارزاني اولى اهمية خاصة للمسيحين وفتح ذراعيه واسعة لاستقبال الوافدين من مسيحيي الموصل وبغداد وغيرهما ، كذا الحال بالنسبة للاستاذ نيجرفان البارزاني ..
وفي مناسبة اخرى عندما تمادى في الوقوف بطريق نشاطي المسرحي قلت له :
( اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس تذكر قدرة الله عليك ) ، وهز رأسه متظاهرا بأنه عرف مقصدي ، لكني كنت أشك بذلك  ..
في مناسبة اخرى قدمت له مذكره مفصله طالبا منه المكاشفه وبيان اسباب محاربته لي ، لكنه اضاع المذكره او انه ادعى ذلك ، ولازلت احتفظ بنسخة منها في أرشيفي..
نعم هذا مادار بيني وبين السيد هيوا سعاد يونس لكن كعادته لم يأبه بالكلام ، ولا بالمذكره او غيرهما لأنه كان مصرا على ان يتمم برنامجه في محاربتي مهما كلفه الامر !! ان السيد هيوا سعاد يونس محسوب على الفنانين .
السؤال المهم :اذن كيف يسمح الفنان لنفسه ان يكون حاقدا؟
الفنان يجب ان يكون قديسا ليستطيع ان يؤدي رسالته بجداره . بخلافه ينطبق بحقه المثل الشائع ( فاقد الشىء لايعطيه )..
عموما كان هذا الرجل اردء مدير واردء مسؤول صادفته في حياتي الوظيفيه .. وقد اخبرت السيد أمجد حويزي المدير العام السابق للثقافة والفنون  بهذا الشىء ، اضافة الى تفاصيل اخرى كثيره قد تكون لى معها وقفة اخرى وفي مكان مناسب آخر ..
نعم امضيت (45) عاما ولم اتلون .
تغيرت الاحزاب والحكومات وتغيرت الوانها ولم اتلون .
بقيت مشاكسا للوجوه القبيحة والفاسده . رغم اني لم أملك من الصلاحيات ، والمناصب شيئا .لكن لي قلم حاد لم يعرف للسكوت على الحماقات معنى في يوم ما .
هكذا  فقد همشت في فني ووظيفتي ليس لسبب سوى لاني لم اكن فاسدا ولم اكن حزبيا ..
 كيف نبني الوطن ؟ بالفاسدين ؟ ..
هذا هو بالضبط سبب تخلفنا عن العالم . لاننا نحتضن الفاسدين ، واللصوص ، وندعمهم جزاء فسادهم، ونبعد النزيهين والمخلصين . ويكون الله في عون الوطن العزيز ..

عنكاوا