المحرر موضوع: مكالمة بالسورث بين بغداد وديترويت!  (زيارة 1878 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
مكالمة بالسورث بين بغداد وديترويت!
في ضوء ما آلت وستآلو اليه لغتنا السريانية الجميلة والعظيمة، وكيف تكسرت وستتكسر مفردات هذه اللغة الاصل وتذوب في طغيان الفرع (العربية) باعتبارها احدى مشتقات السريانية ان لم تكن الارامية، كذلك ذوبانها في لغات المهجر من الانكليزية والالمانية والسويدية والهولندية ووو..الخ من لغات الشعوب التي هاجر او هجّر اليها ابناء شعبنا، نورد هنا نموذج للغتنا المحكية، السورث، ونلاحظ المفردات الدخيلة التي اضحت للاجيالنا طبيعية بسبب ضعف الشعور بالهوية القومية والحس الوطني، مما مهد حلول الثقافة العربية محل السريانية في فكر وتصرفات ابناء شعبنا. لقد كان جهدنا منصب، ومنذ تهجيرنا من قرآنا وانتشارنا على طول العراق وعرضه، على التحصيل الدراسي. فقد كان همنا الوحيد. هذا التحصيل الذي كان له الاثر الكبير في لغتنا السريانية المحكية ايضاً، حيث ابعدنا كثيراً عن لغتنا وجعلنا نفتقر الى مفردات كثيرة فيها.
لقد كانت الحركة الديمقراطية الاشورية اول من انتبه الى ضرورة اقحام اللغة السريانية في التحصيل الدراسي، حفاظاً على هويتنا القومية. حيث بدأت بالفعل اول عملية تعليم شاملة، ولكل المواد الدراسية،  وبلغة الام، اللغة السريانية. فالحركة اطلقت للغة عنانها وحررتها من القيد الكنسي (الصلوات والتراتيل)، والذي هو الاخر راح يتجه في الاونة الاخيرة نحو العروبة والعربية. وما مهرجان الجوقات والاخويات الذي جرى مؤخراً في السويد الا مثالاً على هذا الاتجاه!      
 فالمكالمة التالية تعبر عن مدى تفكك وتكسر وذوبان لغتنا على الاقل ما بين العربية والانكليزية.
 المكالمة هي بطبيعة الحال افتراضية وهي بين حكمت خوشابا لازار، من بغداد، ومنير زيا زكّا، من ديترويت. لاحظ عزيزي القارئ ألاسم الاول (أسم عربي) للمتكلمين والذي اصبح شائعاً بين جيل ابناء شعبنا بعد تهجيرهم من قراهم في شمال العراق. اما الجيل الذي ولد في اميريكا بعد الهجرة اليها فقد اخذ معظمهم الاسماء الاميريكية. كذلك يرجى ملاحظة ان جميع الكلمات التي تقع بين قوسين (....!) اما هي عربية او انكليزية. عندها يمكننا ملاحظة التفتت الذي اصاب لغتنا السريانية وحجم الخراب الذي اصابها!
منير من ديترويت: الـــو (مرحبا!)  
حكمت من بغداد: الــو (منو.. منير.. يا اهلاً وسهلاً!).. آي ايكا بشلوخ ناشا (عاش من سمع صوتك!) مجلدي ليوخ شميه قالوخ.
منير: أيه مهيمن گبيرة (بزينوا!) آي (فترة!)..
حكمت مقاطعاً: (يمعود!) يعني آپ (خمس دقايق!) لثوالوخ...(على كلِّ!) ديخوت ودخيلا (عائلتوخ!)
منير: (گود.. گود.. ثانكيو!) كُلّيهن رنديلا...(آي سوير!) حكمت،  لثوالي دانا (دمخبيرنوا!).. گبيرة گبيرة (بزينوا.. آي أَم سوري!)
حكمت : يومت (خميس الفات!) كم (مخبيرنّوخ ساعة سبعة بتوقيت!) دِيّوخن.. بس لا كُمْ (حصلنوخ!)
منير: لنوا گو بيثا...زلوالي (الـكلپ!) آنا و(عادل!) برونت شماشا بطرس ..(أكيد!) كيذيتليه ..
حكمت: أي (نعم!) كيذنليه
منير: أي.. تاما إيوا (بانتظارديّن!) (ماهر!) برونت شمعون و(كمال!) برونت أيليا..تولن تاما شتيلن خا  (پيك!) ومتعلّن كونكان هل (ساعة ثنعش ونص بالليل!).. وتوليه كودخا (بسيّارتّه ورجعليه!) لبيثا..
حكمت: ايه منير.. دموري بمها ايوت (مشغول!)...(انشاء الله خير!) ؟
منير: ايه يَذت بگانوخ كميله (معيشة صعبة!) بأمريكا..وكما (لازم!) كپَلْخُخْ تتْ (عيشُخ!)..
حكمت: شميلي زونّوخ (أسواق!)..
منير: ايه..زونّي خذا (سوپرماركت!) زورتا..يعني (على گد الحال!)..  
حكمت: ايه (مبروك ..مبروك انشاء الله!) خازت (الف خير!) بگاوا..
منير: (ثانكيو ... ثانكيو!) آخونا حكمت...كذت آي ايلا (أول مرة!) كزونن (ستور!)...ولتّي (خبرة!) بگاوت هتخا (بزنس!) و(لازم!) هاون بگو (ستور اربع وعشرين ساعة!)...و(لازم!) ليپن (اسعار!) دكولّا (بضاعة!)... آي (ما عدا مشاكل الكوستمرز!).
حكمت مقاطعاً: (بعدك يا فتّاح يا رزاق!) دها كمزونتا (اسواق!)...ما (مشاكل!) كم هاويلخ من (زبائن!)
منير: (مثلاً قبل يومين!) ثيليه خا سورايا (الستور!)...دريليه شلاما بسورث وآنا كم قبلنّيه شلاما دييه..ميريه: اتُّخ خلوا...آنا (بصراحة!) لا (فملي!) مها ايليه خلوا ... خيرّي ابّبه ... وميري: مها ايليه خلوا ... مجوبليه وميريه : يعني خليا ... (هم لا فهملي!) ما كبيوا... (بعدين!) ميريه : يعني (حليب!).. اتّوخ (حليب!) ... آنا كخكلي وميري طاليه: أيه هتخا محكي بسورث .... ولكخازن الا أوا پشليه نورا وقمليه بصراخا گو پاثي ومارا: خلوا.. ين خليا.. ليلا سورث و(حليب!) ايلا سورث...ومصوئريه وپلطله من (ستور!)..
حكمت ضاحكاً ومقاطعاً: آي ميلا أخونا منير .. قاي لا كيذت خليا مها ايليه ؟
منير مستغرباً: لا (بمريم عذرا!) لا كيذن ...أخنن بگو بيثا كأمرخ (حليب!)...من يومت ايون بريا آنا شمين (حليب!) وليون شميا خليا ين خلوا...ومن كل (عقلي!) كخشون (حليب!) ايوا بسورث !
حكمت: أيه ..آي ليلا (صوجوخ!)...(صوجت!) يمّوخ وبابوخ تكي محكي (نص ونص!)...
منير: ايه آنا ما (ذنب!) اتتي... ان يمي وبابي كمحكي (أعوج!) بگو بيثا... يعني آنا ما بليپن...أپ آنا بليپن سورث (عوجا!)... (لهذا مفكيري!) مپلخن (سام!) برونت عويشو ...تيوا بيثيهن (بصفّت!) بيثوخن بگو بغدد ..آوا كفاهم (آثوري!) و(تلكيفي!) و(القوشي!) و(زاخوللي!) و(منكيشي!) وگبيرة من (لهجات!) اتسورايي ..
حكمت مقاطعاً: ايه بس برونت عوديشو ليوا شمّيه (سام!) .. إيوا شميه (سمير!)..
منير: (صحيح!)..بس آخا بگو امريكا قاروخليه (سام!)... آنا (هم!) ايقاريلي (مايك!) لكقاريلي (منير!)..
حكمت: يعني آي كيقاروتنيليه (تطور!)؟
منير: لك إيذن!! بس آيا پشتيلا هتخا بگو امريكا!!..(على كلٍّ!)...برونخ (فاضل!) أيكا مطيليه (بدراسة!)؟
حكمت: (والله فاضل!) ايليه دها (بصفت خامس اعدادي!)...بس گيزيليه.. آو يوما ايوا تيوا بگو (حديقة بدراسة!)... وأثيلوخ خذا (زنبور!) وآتوا (لرقبتيه!) وكم (عايضليه!)..
منير مقاطعاً: يعني آي (زنبور!) كم (عايضليه من رقبتيه!) ؟
حكمت: ايه گيزيليه..كبيرة مريليه!..بس دها (الحمدلله!) رنديليه..
منير: (أوكي!) أخونا حكمت ...بس كبنوا شمنوا قالوخ (وأخباروخ!)...(أمر خدمة عزيزي تره آنا حاضر!).
حكمت: (سلامتّوخ عزيزي!) .. مبقرتّن بكيفت (عائلتّوخ)
منير: (ثانكيو ..ثانكيو!)
حكمت: (في مال الله!)
منير: باي..باي !
طوت ...طوت ...طوت ...انتهت المكالمة .......
وبعد كيف سنسترجع لغتنا؟ وكيف سنقوم بشد آواصرها ثانيةً؟ فالمهجر صار لا يفتتها فقط وانما راح يذيبها في امواج بحره ! ولم يبقى لدينا غير الصامدين من اهلنا وشعبنا على ارضه، فهو الوحيد الذي نعول عليه وعلى احزابه الاصيلة والعاملة على ارض الواقع والمؤمنة بضرورة الحفاظ على الهوية القومية عن طريق ادخال مفرداتها في كافة نواحي الحياة الطبيعية وبالتالي الحفاظ على نقاء وصفاء لغتنا وديمومتها بين ابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني.
في الختام لا يسعنا الا ان نقول بارك الله بكل جهد، عالمي كان ام محلي، يحافظ على لغتنا السريانية والله يبعدنا عن اللغات المستحدثة والفستوقيــة !!
اوراها دنخا سياوش