امتي ... شجرة جميلة ...
اترقب من النافذة هذه الاشجار الذهبية كيف تتساقط اوراقها و قلبها يعن بكاء
مدركة ان الشتاء قادم و البرد لا محالة فعندئذ ستكون اوراقها قد تساقطت بالكامل
و ستكون عارية وحيدة في البرد القادم لا احد يحميها و يقيها من الثلج و البرد و الصقيع .
يا لسخرية القدر كم تتعذب هذه الاشجار حتى تكبر و تتماسك و تورق و تصبح جميلة
حتى تتخلى اوراقها عنها و تتركها لبرد الشتاء و قساوة الاجواء .
ذكرتني هذه الاشجار الجميلة بامتي الجميلة الحبيبة المعذبة كيف تخلى عنها اولادها
و تساقطوا مثل هذه الاوراق . لكن الفرق بين امتي و الاشجار هو ان هذه الاشجار ستزهر
و تورق من جديد في الربيع ، اما امتي الحبيبة المعذبة فماذا عن اولادها ؟
هل ستزهر من جديد ؟ هل ستورق في الربيع القادم و تحمل اولادا جدد اكثر صلابة و تحمل ؟
انني ارى ان الامة العظيمة هذه التي مرت عليها كثير من الفصول القاسية لم تبق ابدا لوحدها
فالربيع كان دائما يحمل لها كل شيء اجمل و اقوى مما اخذه الخريف منها .
لكن املي و امنيتي هما الا يطول قدوم الربيع .
عبود ايشو اسحق
المانيا