المحرر موضوع: من موروثنا الشعبي خْوَيتا دقْنيانا  (زيارة 790 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بدران امـرايا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1003
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من موروثنا الشعبي
خْوَيتا دقْنيانا
بدران امرايا
لاصحاب قطعان الماشية واجبات ومهام كثيرة تفرض عليهم القيام بها على اكمل وجه ,وخاصة في اجواء القرى حيث تتوفرالعديد من الظواهر والطقوس الحياتية اليومية البسيطة والمُعقدة ومن بين تلك الظواهر خْوَيتا دقْنيانا.
 خْويتا دقنيانا اسم سرياني مُركب معناه أحواء او لَمْ المقتنيات ,والمقصود هنا قطعان الماشية الأغنام والماعز بعد يوم بطوله في المراعي النظرة الجبال والسهول والوديان وعند المساء كان قطيع الماشية يعود أدراجه نحو القرية وخاصة في فصل الشتاء لشدة البرودة والتساقط ,عكس الصيف فان القطعان تبقى في المروج الغنية بالماء والكلأ ( كوزي, زوماثا ) وتسمن هناك إلى فصل الخريف حيث تساقط الأمطار فتعود أدراجها إلى الحظائر في القرى وكان اصحابها  احيانا لا يميزون او يعرفون رؤوس اغنامهم  من جراء التغيير بالسمنة, وعند اقترابها من مداخل القرية كان أصحاب القطيع ربما كان القطيع يعود إلى أهل القرية كلها كل له حصته فيه , فكانوا هؤلاء الناس يذهبون إلى مشارف القرية ليساعدوا الراعي وكل واحد كان يحمل (كوباله ) العصا المقوسة الرأس لتلاءم راحة اليد وكذلك لإمرارها على عنق الماشية للمسك بها عند الحلب او لضربها عند اقتيادها . ولدى الوصول لعند الراعي يقال له ( قوتا هاوي لوخ ) اي ما معناه لتكن لك القوة او على غرار المقولة العربية ( الله يساعدك ) فكان الراعي يجاوب مبتسما ( نيخي بابوخ ويموخ ) الراحة لوالديك او( برديسا لبابوخ وليموخ ) الجنة لوالديك وكانت هذه المقولة تزيح التعب والجهد نفسيا من على كاهل الراعي او تقديمهم له بعض الحلوة وما الى ذلك .

  ثم يقودون القطيع معاً عبر الطرق الضيقة بين ( زياني ) أي الأضرار المقصود بها الحقول والبساتين الموجودة حول القرية او او على  مشارفها لئلا يطالها القطيع إلى ان يدخل القرية فكانت الماشية تعرف طريق بيت صاحبها او حظائرها , وتسمى هذه الظاهرة ( برَشتا ) أي التفرقة  تفريق القطيع في ازقة القرية فكانت تأتي إلى البيت وأحيانا كانت تذهب مع قطيع أخر فيذهب صاحبها لجلبها للبيت أو تبقى في حظيرته ولكن يقول لصاحبها إنها عندنا لكي لا يضيع الوقت في البحث عنها.وأحيانا لا يجد لها أثرا في القرية كلها ويسال الراعي عنها ,وعند عدم ايجادها  يذهب الصاحب إلى بيت الشماس أو الملا لغرض عقد افواه الذئاب لكي لا يفترسوا  الغنم أو الماعز المفقود في البراري و فهناك كان الضحك فيقوم الشماس أو الملا ببعض المراسيم الخرافية كعقد احد خيط عدة عقدات ويقول لصاحب الغنم اطمئن فان الذئاب لن تقترب منها ابدأ حتى وان تضورت جوعاً لأنني عقدت افواهها , وفي اليوم التالي إن وجدوا المفقود يتقوى موقف الشماس او الملا ويقول ها الم أقول إنني عقدت فم الذئب!!! وقد صدقت في الأمر!! ويستلم أجره  وان لم يجدوا المفقود يقول إنني حين عقدت الفم كان الذئب قد افترس الرأس المفقود  وانتهى الأمر وأنت تأخرت في المجيء إليّ ,ويضع الحق واللوم على صاحب الرأس المفقود .
وكان صاحب الماشية مسبقاً يحضّر المعالف ( اوري ) المذود الحظائر يملئها بالتبن والشعير وأواني الماء المراجل( مركَلي ) كذلك, فهذه للأغنام طبعاُ, أما للماعز كانت تعلق حزمات أوراق ( اصاري دطربا ) من أشجار السنديان أو الميشا بمعالق خاصة مصنوعة من الخشب ( كيزماثا ) ومربوطة  بالحبال تتدلى من وسط الحظيرة وترش بالماء المالح فتتهافت الماعز على قضم الاوراق من كل الاتجاهات . هذا كان جانبا  بسيطا من حياة اهلنا في القرى خلال الشتاء .. تودي ساكَي ..       
Badran_omraia@yahoo.com