المحرر موضوع: أصوات صارخة من داخل كنيسة سيدة النجاة في عشية الذكرى الثانية لشهدائها  (زيارة 2879 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جولـيت فرنسيس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
    • مشاهدة الملف الشخصي
أصوات صارخة من داخل  كنيسة سيدة النجاة في عشية ذكراهم الثانية

الابوان الشهيدان ثائر ووسيم  
            
تعالو ايها الاباء الكهنة  والاساقفة ورجال الدين من كل الاديان في عراقنا العزيز ,الى كنيسة  سيدة النجاة لترون لون الصبغ الذي صبغنا  به الكنيسة ,حيث قلبت موازين الاعداء حين تجددت و زادت من ايمانها وبقائها  , بدمائنا الزكية التي اريقت في ذلك اليوم يومنا ,  يوم اردنا وبكامل قوانا  أن ننظم الى قافلة الشهداء التي تقوي الكنيسة ,بدون الشهداء  تعتبر  فقيرة ضعيفة .
ندعوكم اليوم   مع هذه الكوكبة من شهداء  ابناء الكنيسة الذين كانوا يترددون دائما ويصلون ويشاركوننا في كل المناسبات والنشاطات ولا زالوا معنا نمجد ونرنم للرب الهنا ,وكما ترون اضفنا الى كنيستنا  طابع جديد طابع روحي جماعي اخوي  ,لازلنا معكم احياء واليوم ندعوكم  في عشية  الذكرى  ,ندعو اولا  كل الشباب ان يلبوا دعوة الله ليمثلوه على الارض  ويرسموا كهنة , وندعو كل المكرسين  لخدمة الله  ان يكون كل واحد  مثالا للكاهن الروحاني ,المطيع,  والمتجدد ,  والراعي الصالح  الخادم .الذي (لايدمدم على رؤسائه ولا يقمقم على الشعب ) كما يقال .فيكون بذلك قد حافظ على الامانة وضاعف الوزنات التي سلمت اليه واكثر  ,واستطاع ان يمسح من وجه الارض كل شر وارهاب من اجل الشعب العراقي بكل اديانه..
تعالو ايها المسؤولين في الدين والدنيا  واهل  السلطة ندعوكم اليوم الى هذا المكان المقدس لتكن  سلطتكم جيدة منفتحة متفهمة  نزيهة  خادمة للاخرين منصتة ومستمعة الى الشعب التعبان ,شاركوهم في اتخاذ القرارات, لتكونوا سندا قويا لهم تحققون لهم العيش الكريم لا لاذلالهم واستخدامهم لتحقيق ماربكم , وليتمتعوا بتلك الديمقراطية التي كثيرا ما سمعوها من الاخرين واشتاقوا لها فامنحوها   للشعب  العراقي , .

الاباء الشهداء  

 نحن الاباء الذين استشهدنا في كنيسة النجاة وفارقنا اولادنا وعائلاتنا  بالم عميق ندعوكم  اليوم  ايها الاباء ونقول  لكل واحد ,تعال يا  ابو الكرامة يا  ابو النخوة يا ابو البنات  يا ابو الولد يا  ابو الخير يا ابو اليتامى يا ابو الصنعة  ,  مشتاقين اليكم للعمل الابوي, عملكم في الحياة قريب من عمل الاب السماوي,  نسال عن العوائل كلها ,كونوا  مربين ومعلمين لهم, تعالوا ندعوكم اليوم لنعمل الخير ونزرعه في عوائلنا في العراق  وفي المهجر , فالعائلة هي الثالوث المقدس ,ما اجملها  وخاصة اذا كانت محبة تشبه العائلة المقدسة ,يوسف ومريم ويسوع , المحبة والتي هي القوة الوحيدة القادرة على تغيير العالم ,لان العائلة هي خلية للمجتمع ,هي معبدا للحياة ,هي شركة مع حب الله اللامحدود للجماعة .تحمل المسؤولية  لرعاية عائلاتنا كان ممتعا لنا وحين كنا نعلمهم الاعتماد على انفسهم في الحياة  ليتعلموا ويتحملوا مسؤولياتهم ,  وها هو قد جاء هذا اليوم  . كان عملنا ممتعا  لاننا نرى امامنا كيف يكبر الاولاد وكيف نقطف ثمرة تعبنا ان كانت صالحة خاصة ,ندعوكم ايضا التقرب والتعاطف  حتى مع العائلة التي مرت بتجارب مؤلمة من الانهيار والانفصال  ان يكونوا   متمسكين بايمانهم   ,ندعوكم ان ترافقوهم وترافقون اولادنا   لانهم كابنائكم ,  وابتعدوا عن تسميتكم يالاباء السيئين لاسامح الله .

الامهات الشهيدات
 
وانتن يا ,الحبيبات الامهات اننا الامهات الشهيدات في ذلك اليوم  نعرف باننا اصبحنا قطعة من قلبكنّ  نحن نعرف انتن ذرفتن الدموع حين فارقنا اكبادنا واولادنا  لان قلبكن يعرف مدى الالم الذي يصيب الامهات حين تفارق اولادها , انتن ايتها الامهات من جميع الاديان والاصناف تعرفن بان  القلب الحنون هو واحد وحب الام لاولادها هو واحد , ندعوكم اليوم  لتبين بان  تلك الدموع الساخنة  الحزينة التي ذرفتموها اصبحت  دموع فرح ,نصرخ باعلى صوتنا نسال عن اولادنا نقول اننا  فرحات  لاننا رقدنا  قبل اولادنا ,   نريد ان نلتقي بكن ونشرب القهوة  ونتسامر ونعمل الكليجة ونقدمها لضيوفنا ونقول لهم بالسورث (بشينا تيلوخون)ونزين الصدور بالورود الفواحة ,ونظهر قيمة حسن الضيافة والمساعدة المتبادلة  والمتضامنة للجنسيات المختلفة  فالبيت سيمتلئ بالقلوب المتاخية  كما كنا سابقا المسلمين والمسيحيين واليزيديين والصابئة وغيرهم   ,ونتطوع لعمل الخير والاهتمام بالمحتاجين والمشردين واليتامى والمرضى والعجزة والاطفال .

الشهيدة الحامل  

وانت ياعزيزتي  الحامل  , ادعوك انا الشهيدة التي استشهدت في الكنيسة وانا حاملة في بطني من زرع الله  من نعمه فالاطفال نعمة لايعرف قدرها غير العقيمات  , ادعوك  اليوم ان تاتي الى كنيسة سيدة النجاة , لنخفف من مشاكلك  حين نفتح قلوبنا لبعضنا البعض ونتعلم من الاخريات ,اكيد مثلي تتعذبين في حملك  ووحامك وتسالين عن  جنس طفلك  لترتبي ملابسه وتفرحين به ,,  هذه هي الحياة , انت مدعوة  اليوم الى كنيسة سيدة النجاة حيث الطبيب الشافي  و حيث  الصديقات والمحبات  , نتسامر ونصلي ونرنم ونتعارف  فننسى اوجاعنا ونخفف منها  , فالمهم انك  انجبت وشاركت في الحياة واصبحت ام,, فما  اطيب والذ كلمة ماما وكم لها من شفاعة في السماء  وما اجمل ضحكة فلذة كبدك   التي تنسي الام حملك , ولادة بنات واولاد  اعزاء و نصيب في  المجتمع  لهو شئ عظيم  .

ادم الطفل الشهيد

احبائي الاطفال انا ادم انا صديقكم  المشهور بكافي  هكذا اسكتوا صوتي  (كافي كافي, كاف, كا ,ك ,ءا ,ام م  والى الابد ) هكذا اخرسوني  وموتوني  اصرخ وادعوكم  كافي  كافي  عيشوها في حياتكم  عند الحاجة , فانا مشتاق الى اللعب معكم تعالو اليّ في الكنيسة الان لتعلموا بان البراءة لاتقتل  انتم الملائكة التي ترفرف في كل مكان , منعوني  الارهاببن وقلت لهم كافي  فلم يسمعونني بقيت عندهم ,ولكنني نهضت منتصرا خالدا فرحا ازين كنيستي  , تعالو عندي يا احبائي   تعالوا نعمل الخير معا ,تعالوا ندعو الى نبذ العنف والقتل  لاننا محبوبون  من  قبل الجميع  فالاطفال هم زينة الحياة  الدنيا , هم الورود الفواحة العطرة التي تزيد جمالا, ونقول للمجرمين لاتطفئوا نورا ينور وشموعا تضوي  وورودا تزين  البيوت .

الشباب والشابات الشهداء

اصدقاءنا الشباب  نحن وسام وسلام  والصبايا الشابات من جوقة الكنيسة  استشهدنا  وكلنا امال واحلام كنا نفكر في فارس وفارسة  احلامنا  بعد ان انتهينا من دراستنا  لنقرر عندئذ  الدخول  في القفص الذهبي  الذي يشعر به البعض بامان , ويمزح  منه البعض الاخرليزيد من الاقبال عليه  ,ونغرق بعدها  في هموم البيت والزواج والاولاد , ندعوكم اليوم ان تاتوا الى كنيسة سيدة النجاة لنعمل الخير , نشجعكم على الفرح عند  الاحلام ,   لازلنا اصدقاء فالصداقة الحقيقية لاتقدر بثمن ,اطلبوا ما تتمنوه , لنرفع امنياتكم التي نحس بها الى السماء لتنزل عندئذ  رحمة الله  الذي يحبكم لانكم اعزاء  كما جاء في الكتاب المقدس "اذ صرت عزيزا في عيني مكرما وانا قد احببتك " اشعياء 43 وينعم عليكم من نعمه واحساناته  ويبارككم لتثمروا وتملأوا الارض من البنين والبنات وتملاوا الارض من ابداعاتكم وذكائكم وانتاجكم  لانكم امل الجميع .

باقة اخرى من الشهداء
 
واخبرا لنعمل باقة من الشهداء الاخرين لانهم كثيرين تدعوكم اليوم للتداول في ارساء السلام والاستقرار وبناء الجسور بين مكونات شعبنا الخير ,تدعوكم اليوم للجلوس معا والحوار الهادئ والاتفاق على صيغة مرضية دائما لكل المكونات في هذا البلد العريق العراق فليعش الى الابد كمزيج متنوع حضاري اخوي بدون اية تسميات .


كلنا مشتاقون بان تطا اقدامنا ارض تلك الكنيسة  المقدسة بدماء اولئك القديسين  الشهداء و  نريد ان نشارككم في عمل الخير معا .

                                جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا