المحرر موضوع: هل من مخرج  (زيارة 921 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abu eatana

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل من مخرج
« في: 12:49 29/10/2006 »
هل من مخرج

يبقى واقع شعبنا، مريرا داخل هذا الوطن الغريق بماساته وويلاته وكوارثه.. وتجزم الحقيقة بهذا الأمر، وباستطاعة هذا الشعب أن يحصل ولو على بصيص من النور في نهاية النفق كي يستنير به، وانقاد نفسه من هذه النكبة السياسية المتلاطمة كالبحر الهائج.. وهو  ليس بغافل ولا متناس ما يحدث ويدور  من حوله داخل الكواليس وخارجها من قضايا معقدة وغامضة التفسير والتي باتت تمس صميم مشاعره المتخلخلة في وجدانه، كشعب عريق متفاعل ومتاثر بنار هوة السياسة، التي تكويه منذ سنوات بعد سقوط النظام العفلقي البائد.
جراحه لم تندمل بعد، افكاره لا زالت متشتتة وصفوفه غير متوحدة في الوقت الحاضر، وظروف صعبة للغاية تتحكم بمصيره خارجة عن نطاق سيطرته، ولا من مخرج مطروح  يهيئه لدحر هذا الغبن الذي اصابه منذ زمن ليس بالقصير.
 أصبح هذا الشعب  يدور في فلك الابراج والمعجزات للنجاة من محنته، حاملا عبء همومه ومأساته واهواله الثقيلة، عبر صرخة العمر التي يطلقها من خلال اثير خلاصه، والذي اصبح حلما يداعب مخليته ويتلاعب بأنفاسه، من اجل استرجاع مكانته العريقة ..
تكهنات وتخيلات صورية عتيقة عابرة من الزمن المنسي، تسكن في جوف شعبنا، تلتهم أحاسيسه وتهدم سواعده القوية المتشللة. تقيده سلاسل الأسر الظالم، تحطم إرادته، تجمد حركته، تقلل من عمق أسراره لمضي قدما نحو مستقبله.. إلا إن الخروج من هذا الوضع المزري، لابد ان يفعل دوره بشكل المطلوب ومداعبة مسيرة حياته على أكمل وجه مشرف يمكنه من استخلاص الدروس والعبر من إخفاقات الماضي، كي يتسنى له إن يستنبط منها أفكار جديدة لبناء الحياة والمستقبل المشرق الزاهر المنشود. والذي بات قاب قوسين أو أدنى.. وبعد كل هذا إن تداعيات المرحلة  الماضية واستحقاقات المرحلة المقبلة وتجلياتها تتطلب الجهد والتكاتف ونظرة واقعية ملموسة لمصيره ووطنه.. وعلى إن يعمل بصورة منسجمة مع واقعه المرهون بظروف استثنائية حساسة للغاية، وان يفكر جليا فيما سوف يؤول له وضعه بعد المستجدات التي تطرأ عليه مستقبلا.. كلنا آمل بان الظروف لن تبق على ما هي عليه ألان، وان شعبنا الأبي لن يرضخ بعد اليوم للإرهاب والقتلة والمجرمين، ولن تضعف إرادته وتتحطم عزيمته، وهو قادر في أحلك ظروفه إن يبني بكل قوة كيانه الجديد ووطنه المنشود، بالصبر والتحمل والعزيمة والثقة بالنفس والتكاتف، لأنه الأمل الوحيد ألباق والمطروح أمامه إذا ما أراد الخروج من أزمته الخانقة ومعاناته الجسام.. واليوم ليس كباقي الأيام على الغيورين من أبناء شعبنا  الصامد بوجه الإرهاب والمجرمين أن يتشبثوا بهذا النهج وان يرسموا ملامح وطنهم الجديد، على طريق التعايش الأخوي بين جميع القوميات والأديان التي يشكل منها حديقة العراق المستقبلي والديمقراطي الفيدرالي الذي كنا ولا زلنا نحلم به.. عراق حر خالي من الإرهاب والقتلة عراق حر ومزدهر بعيد عن التعصب الطائفي والقومي.. عراق يصون حقوق جميع أبناؤه .و عراق ذات سيادة حرة... والسلام

هنري سركيس