المحرر موضوع: الطفل اياد ينحر في بعقوبة لا لذنب إلا لانه فقط مسيحي  (زيارة 21175 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل h.h

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
شهيد المسيح ...أياد

كانت عقارب الساعة تشير الخامسة والنصف عندما كانت أم أياد قادمة إلى سرير ابنها البكر ذات الأربعة عشر ربيعا لتوقظه بصوت هادئ حنون مخافة أن تفزعه وهي تقول أبنى أياد انهض فانه وقت عملك قم يا ولدي هيا لقد أعددت لك فطورك  لم تكن تعلم أنها اللحظات الأخيرة الباقية لابنها في هذه الحياة لم تكن تعرف أنها أخر مرة ترى فيها فلذة كبدها ولو علمت لحرسته برموش عينها وجعلته ينام في قلبها وقفلت عليه وأحكمت إقفال الدار ولعنت الدنانير القليلة التي يتقاضاها طفلها.
 قام أياد  ليقبل آمه قبلة الصباح  قائلا صباح الخير أمي والنعاس يكاد يغلق عينة مسرعا إلى المغسلة محاولا غسل وجهه بماء الحنفية الذي كان يسيل بصورة ضعيفة ليزيل النوم من عينيه الجميلتين ثم دخل  بهدوء إلى غرفته التي يتقاسمها مع أشقائها لبس ملابس العمل بهدوء مخافة منه أن يوقظ أخوانة الصغار تناول فطوره البسيط مع قدح الشاي وقال ماما خلي بالك من إخوتي وقولي لهم أن يلعبوا قريبين  من الدار وان لا يذهبوا بعيدا  قام أياد ودع أمه ووالده الشيخ ولم يكن يدر في خلده انه لن يراهما بعد الآن.
كان الطفل أياد يعمل 12 عشر ساعة يوميا من السادسة صباحا إلى السادسة مساءا من اجل  توفير لقمة العيش الشريفة له ولعائلته ترعرع أياد وسط عائلة فقيرة عانت كثيرا وخصوصا بعد عدم قدرة والده على العمل مما دفع بالشهيد أن  يضحى بمدرسته من اجل بضعة من الدنانير يسد بها رمق أهله.
 تتكون عائلته من والده الشيخ الذي لا يقوى عن العمل لكبر سنه وأمه وستة أشقاء وشقيقتين.  ولولا الحاجة لما عمل أياد في هذا السن الطفو لي وخرج مجبرا عن طفولته ليدخل مرحلة الرجولة والمسؤولية  مبكرا أخذته خطواته بعيدا عن الدار وقريبا من مسرح شهادته حتى وصل إلى السياج الخارجي لمكان عمله الذي هو ببساطة مكان تواجد محولة كهربائية يكون مسؤولا على إشغالها وإطفائها أثناء نوبته وفجأة وبدون سابق إنذار ظهرت له شلة قبيحة مجرمة من أصحاب الوجوه الملثمة الممتلئة حقدا على الدنيا وعلى كل ما هو جميل فيها فاوقفتة عنوتا طالبين منه هويته  وبعد أن تفحصوها وعاينوها صاحوا به إذن آنت مسيحي كافر.قال أياد بفزع نعم أنا مسيحي ولكن لست كافرا وظلوا يصيحون به كافر كافر صليبي مصيرك الموت تكالبت ألمجموعه القذرة على الطفل أياد ابن الرابعة عشر وأحاطت به من كل جانب والقوه أرضا واحد يمسك رجله اليمنى وأخر يمسك اليسرى وأوغاد آخرون يمسكون بيديه مثبتتين على الأرض وسافل أخر يمسك برأس الطفل أياد مرددين الله اكبر الله اكبر واضعين السكينة على رقبة الملاك أياد الذي حاول كثيرا التخلص منهم ولكن كثرة عددهم والسكين الذي بدا ت تأكل من رقبته شيئا فشيئا  جعلت قواه تخور ويستسلم للموت ليروي دمه الزكي ارض بعقوبة نعم استشهد الطفل أياد مزقوا جسمه السفلة الأشرار  وقام الأوغاد بعملية قطع عنقه وفصل الرأس عن الجسد ثكلتكم أمهاتكم يا حثالات البشر يا عار على الإنسانية كيف طاوعتكم أيديكم و قلوبكم على قتل طفل برئ لا ذنب له كل ذنبه انه  مسيحي مسالم يحب الحياة ويحب الخير لبني البشر جميعا . رحل أياد عنا ليلتحق بمواكب الشهداء والقديسين الذاهبين إلى جنات الله ليبقوا خالدين فيها اهنأ أياد فانك لم تمت ولم يمت من مات شهيدا لدينه فاسمك سيبقى في قلوبنا وعقولنا وفي كنائسنا.
   
تذكروا إخواني هذا الاسم شهيد الدين شهيد المسيح الطفل  أياد طارق ابن الرابعة عشر سنة الساكن في بعقوبة الذي اختالة الكافرون الحاقدون على كل ما ليس منهم يوم السبت الماضي المصادف 21 من أكتوبر 2006  قرابة الساعة السادسة صباحا حسب رواية احد العاملين معه الذي شاهد الحادث بأم عينه من خلف سياج مكان العمل. إن الدمع الذي سال ويسيل من عين أم أياد والحسرة التي يطلقها الشيخ ستكون عذابا ونارا تحرق السفلة  التكفيريون تطاردهم في هذه الدنيا قبل الاخره.
لقد هزتني رواية  هذه  الجريمة النكراء وكان وقعها عليه كبير و أنا استمع من لسان هيلين ابنة عم الشهيد البطل وزجها عبد إلى تفاصيل هذه الحادثة الأليمة في جو من الحزن المطبق علينا جميعا من دون أن نتمالك نفسنا و نستطيع إيقاف دموعنا المنهمرة من أعيننا مفكرا في الوقت نفسه  بصراع الطفل الشهيد مع السفلة للخلاص من هذا الموت الفظيع  عندما كنت في زيارة لهم في عطلة نهاية الأسبوع  فاعوي يا ذئب غضبا على هذه القلوب المليئة قسوتا وكرها واعصفي يا رياح  وأطيحي  بالحقد القادم من خارج الحدود والذي يحرق الأخضر واليابس والذي أشاع القتل المستهدف  وعلى الهوية  ونشر الرعب والتخريب والفوضى والتعصب الديني الأعمى ونثر بذوره المسمومة في هذه البلاد الطيبة. ان هذه الأشكال من القسوة هي كلها أساليب لجرائم مستورد لم يكن مألوفا عندنا نحن العراقيون حيث كنا نقرا في كتب التاريخ الإسلامي أن القائد يأمر جنوده أثناء الحروب أن لا يقتلوا طفلا أو امرأة اوشيخا أين انتم من هؤلاء أيها الأوغاد المرتزقة... الحالمون بلقاء نبيكم الذي سيركلكم بكلتا قدميه وبكل ما أوتى من قوة قائلا لكم ابتعدوا عني يا ملاعين و يا شياطين فانا برئ منكم  لقد شوهتم الإسلام بإعمالكم القبيحة هذه مكانكم هو نار جهنم تبقون خالدين فيها.
لقد كان لمسيحيي العراق أصحاب البلاد الأصلين دور كبير في البناء الاقتصادي والثقافي في العراق جنبا إلى جنب مع إخوانهم المسلمون والصابئة واليزيدون والشبك والتركمان والشبك اللذين عملوا كلهم معا وكخلية نحل تقودهم ملكة واحدة هي ملكة المحبة والألفة والوئام من اجل خير العراق وشعبة ومن دون أن يكون بينهم أي تفرقة على أساس الطائفية المقيتة أو على أساس المذهب أو الدين فالذي كان يجمعهم هو حب العراق. 

لقد مر مسيحيوا العراق بوقت صعب وحياة يملئها الخوف والرعب  في هذه الفترة القصيرة حيث أننا هجرنا وطردنا  و قتلنا وفجرت كنائسنا أين هم مسيحيوا البصرة والعمارة والحلة والجنوب العراقي أين هم مسيحيوا بغداد والموصل فمن بقي منهم في هذه المدن فانه يعيش في رعب دائم  من الوجوه الملثمة التي تقتحم عليه محله وداره من دون مراعاة أي حرمة وبضمير ميت لتقترف ضده أبشع أنواع الجرائم.
 ثم إن اختطاف... لبعض من بناتنا من أمام الجوازات وعلى مرآة  نفر من رجال الشرطة الجبناء  وثم استشهاد ابن بلدتي فلاح زرا مع كوكبة من الشباب المسيحيين في كمب سارة بسيارة مفخخة في منطقة   اغلبها من المسيحيين وخطف واهانة ثم ذبح رسول المسيح  الكاهن بوالص اسكندر في الموصل كلها دلالات على إننا نهجر ونطرد ونقتل على هويتنا المسيحية.
لقد ان الأوان لقياداتنا الدينية وقياداتنا السياسية أن تتحرك بكل قوتها من اجل حماية رعاياها من رجال دين وان توفر حماية خاصة لكل قس أو راهب حماية متكونة من شبابنا المسيحي في المناطق الملتهبة لكي لا يكون رسل المسيح والسلام معرضين للخطف والاهانة والابتزاز ثم القتل من قبل الجماعات الحاقدة والمتطرفة والقادمة من خلف الحدود والمتغذية بالكره ضد كل ما هو مسيحي  وان المطالبة  بمنطقة أمنة في سهل نينوى أصبح ملحا وضروريا منطقة توفر لشعبنا المسيحي كل الأمان  والاستقرار لكي لا تصلها  رياح الحقد والجريمة الملونة المخطط لها لإخراجنا من عراقنا.


حكمت يونس

ملاحظة1 عند النهاية من كتابة مقالي هذا أخبرتني ابنة عم الملاك الشهيد الأخت هيلين آن الشيخ والد البطل  أصيب بجلطة دماغية 
ملاحظة2  اطلب من جميع كنائسنا بإقامة قداس على راحة روح شهيد المسيح الطفل الفقير أياد