المحرر موضوع: حتى لا ننسى ( اورميا ) جوهرة المعارك والانتصارات  (زيارة 1168 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص يوسف ملك خوشابا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 347
    • مشاهدة الملف الشخصي
كانت هذه المدينة محاطة منذ القدم بسور مرتفع مبني من الطين فيه سبعة بوابات مفتوحة على سبعة شوارع رئيسية تلتقي جميعها في نقطة مركزية في وسط المدينة حيث توجد الاسواق والدكاكين والمحلات التجارية . وعلى مسافة تتراوح من ميل الى ثلاثة اميال في ضواحي المدينة من الاتجاهات الغربية والشرقية والجنوبية كانت تقع ثلاثة مدن آثورية صغيرة وهي ( جريش وديكالة وكوكتابة ) . كانت الاولى واقعة بالقرب من تل صغير اما المدينتان الاخريتان فكان لكل مدينة منهما تل اصطناعي قديم هذا بالاضافة الى وجود قرى آثورية كبيرة منتشرة في اقضيتها وعلى مسافات ابعد . وكان للآثوريين ثلاثة مدافع جبلية منصوبة على التلال الثلاثة المذكورة استعدادا للطوارئ . كان مقر اغا بطرس وملك خوشابا قائدي القوات الاثورية في مدينة اورميا وكذلك مقر قيادة الحركات الذي كان يحتوي على ضباط روس وفرنسيين . وكانت هذه المقرات تحوي اسلحة وذخيرة وحرس وكانت مربوطة ببعضها بخطوط تلفون وكان فيها بعض الترتيبات الدفاعية التي نصبت فيها رشاشات تسيطر على نقاط الاقتراب منها .وكان للاثوريين قوة صغيرة مرابطة بالقرب من المدينة وفي انذار دائم . اما قواتهم الاخرى فكان قسم منهم قد وضع امراقبة الجبهة الغربية لمجابهة اي تقدم تركي محتمل الوقوع والقسم الباقي كان موزعا في القرى المجاورة حيث كان يقوم باعماله الزراعية الاعتيادية وغيرها الا انه كان بامكانه ان يستعد للقتال خلال ساعات معدودة . كان الايرانيون قد سلحوا جميع رجال مدينة اورميا وضواحيها وجلب قوة كبيرة من خيالة قره داغ التي كانت تعتبر من خيرة قطعاتهم تدريبا وشجاعة بالاضافة الى قوات الجيش والشرطة الموجودة في هذه المدينة واراد كل من جلال الملك حاكم مدينة اورميا وارشد الملك قائد القوات الايرانية فيها انتهاز فرصة انسحاب القوات الروسية وضعف موقف ألآثوريين لضربهم ، فقاما بتحريض قواتهما واهالي اورميا الايرانيين للقيام باعمال استفزازية ضد ألآثوريين وذلك لخلق جو ملائم للهجوم عليهم لذا حاول كل من الدكتور شيت نائب القنصل الامريكي في اورميا ونيكتين نائب القنصل الروسي فيها وغيرهما اقناع المسؤلين الايرانيين بضرورة ايقاف تلك الاعمال الاستفزازية حقنا للدماء لكن دون جدوى . في الوقت الذي كان ألآثوريون يحاولون الحفاظ على السلام والوئام نظرا لموقفهم الحرج كان الايرانيون يظنون انها فرصة مواتية لهم لضرب ضربتهم والقضاء على الاثوريين . وفي يوم 9 شباط  1918 بينما كان عدد من ألآثوريين يسيرون في الشارع المؤدي الى الباب الغربي من المدينة قامت قوات ارشد الملك الايرانية بفتح نيران اسلحتها عليهم وقتلهم جميعا . وتلا ذالك دوي في الجو لاصوات الصرخات الايرانية منادية بالجهاد مع اصوات الاسلحة النارية الموجهة نحو مناطق سكن ألآثوريين . ثم تقدمت قوة ايرانية للاحاطة بمقر كل من اغا بطرس وملك خوشابا واشتبكت بقتال مرير مع حرسهما فخرج كل منمهما وقاد حرسه الخاص الذين استبسلوا في صد الهجوم الايراني لحين وصول قوات آثورية لنجدتهما حيث شرعت تلك تلك القوات فور وصولها بالهجوم على النقاط التي كان الايرانيون يحتلونها بالقرب من مقري اغا بطرس وملك خوشابا لاسكات نيران العدو الموجه نحوهما . ثم فتحت المدافع ألآثورية الثلاثة المنصوبة على التلال في ضواحي اورميا نيرانها على المدينة لزعزعة معنويات الايرانيين وتقدم مائة وخمسون مقاتلا آثوريا داخل الشارع الرئيسي للمدينة لجعل الايرانيين يعتقدون بوجود قوة كبيرة من ألآثوريين فيها وبالرغم من ان هجوم الايرانيين كان متوقعا الا انه جاء بغتة ولما كانت القوة ألآثورية الموجودة في المدينة صغيرة لذا اتخذت هذه القوة خطة دفاعية محتمية وراء سواترها واشغال الايرانيين بنيرانها لان الموقف كان يتطلب ذلك تجنبا لكافة المخاطر التي من الممكن حدوثها نتيجة لتفوق القوات الايرانية عددا في تلك الظروف الحاسمة ......... ( يتبع سير المعركة في القسم الثاني )
                       بولص يوسف ملك خوشابا