المحرر موضوع: يوميات شعب يحتضر  (زيارة 526 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Kamal GHobrial

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 374
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوميات شعب يحتضر
« في: 19:04 08/11/2012 »
يوميات شعب يحتضر

كمال غبريال

• بعد أن نفرغ من مناقشة "أصول النكاح وقواعده" علينا أن نرى ماذا سنفعل في الاقتصاد الذي ينهار وسيناء التي تضيع. . كنت واحداً من مئات الآلاف الذين أمضوا أهم سنوات عمرهم في الرمال من أجل تحرير سيناء، وقدم الآلاف منا روحهم من أجل تحرير الوطن، والآن في ظل من لا يعترفون بوطن ولا وطنية تضيع سيناء ثانية، وهم منشغلون ببول البعير وزواج القاصرات وختان الإناث، وبكتابة دستور يحكم إغلاق النوافذ، ليعم الظلام مصر إلى أجل غير مسمى. . أعلنوها بوضوح: "طظ في مصر"، ومع ذلك أتينا بهم ليحكموا مصر، وها هو "الطظ" يتحقق على أرض الواقع، حيث يختطف الإرهابيون والفلسطينيون الحمساويون سيناء، ونحن ندور حول أنفسنا في بلادة ونذالة. . أتم رجاله السيطرة على سيناء، وفي طريقهم للسيطرة على باقي جمهورية مصر.
• أشكر السلفيين لحسن ظنهم بالأقباط ودعوتهم للدخول في دينهم، ومع ذلك فأنا لا أدعوهم للمسيحية لأنهم لا يصلحون لها.
• شعبية حمدين الصباحي مماثلة لشعبية جماعة الإخوان المسلمين، كلاهما نتيجة لمرض وتهالك الشارع السياسي المصري. . كلما سمعت اعتذاراً عن تأييد مرسي كلما انتابتني رغبة عارمة في التقيؤ!! . . يصر أصدقائي على تلقيب أراجوز الناصرية بـ "قط كل الموائد"، على العموم "قط" من "كلب" ما تفرقش كتير!!
• العلماني هو من يقدم على تشغيل زائدة دودية موجودة داخل جمجمته تسمى "مخ"، مما يؤدي به لجهنم وبئس المصير!!
• أربعة سنوات أخرى لأوباما معناها المزيد من تخبط الإدارة الأمريكية، وإبحار الشرق الأوسط نحو ظلام يصعب بعد ذلك القضاء على ما يتفشى فيه من عقارب وثعابين وذئاب. . أربعة سنوات أخرى لأوباما كافية لأن تصل ثعابين "الربيع العربي" إلى أمريكا مرة أخرى، وتعيد ضرب "برج الحرية" ومبنى البنتاجون، بعدها سيجد الأمريكيون أنفسهم مضطرين لانتخاب رئيس جمهوري. . الآن لدى أمريكا رئيس يفتقد لكل المقومات إلا البراعة في الخطابة السياسية، ولدى مصر رئيس يفتقد أيضاً لكل المقومات عدا البراعة في الوعظ الديني، لنصير سوياً في "أخوة كلمنجية".
• من حق أي فتاه بالغة أن تحب كما تشاء وتغير دينها كما تشاء وتهرب مع من تشاء إلى حيث تشاء، ومن حق أهلها لطم الخدود، لكن ليس من حقهم تحويل كارثتهم الشخصية إلى قضية طائفية تنشغل بها بلد على شفا هاوية. . إذا كان هناك خطف لفتيات مسيحيات قاصرات أو بالغات فالخاطفون ينبغي القبض عليهم والحكم عليهم بعقوبات مشددة لتهديدهم الأمن الوطني، وكذلك إذا كان الأمر أمر هروب قاصرات وتستر البعض عليهن، أما إذا كان الأمر أمر هروب بالغات بدواعي الغرام أو أي دواع أخرى، فينبغي القبض على من يحول الموضوع لمشكلة طائفية، وإصدار حكم مشدد عليه لتهديده الأمن الوطني.
• مجرد ملحوظة:
رغم أن حرية بناء الكنائس وحمايتها جزء هام وخطير من قضية حقوق الإنسان ومدنية الدولة، إلا أنه نظراً للمواقف المنافقة للتيارات الإسلامية التي يتبناها أساقفة الكنيسة، قد قررت كمهتم بالشأن السياسي والحقوقي أن أتجاهل أي تجاوزات في حق الأقباط في بناء الكنائس، وترك الأمر خالصاً لأسيادنا الأساقفة، وقد أصبحت الكنيسة مزرعتهم ومملكتهم الخاصة يدبرون أمورها ويحلون مشاكلها ويفعلون بها ما يشاءون، فلم يعد من المنطقي أن يتخذ الأساقفة هذه المواقف المعادية للعلمانية والدولة المدنية تحالفاً مع أشد التيارات تخلفاً وظلامية، ثم ندفع بالشباب للتظاهر والتعرض للموت من أجل أبنية الكنائس كما حدث في ماسبيرو يوم 9 أكتوبر 2011، وقبلها في العمرانية في عصر مبارك، الذي كان الأساقفة والبطريرك أيضاً يسيرون خدماً في ركابه.
• هل سيتحلى الأنبا تاوضروس بذات حكمة سلفه الراحل، والتي كانت تقتضي سلامته وقداسته وسلطانه أولاً وأخيراً، وليذهب الأقباط إلى الجحيم؟!!
• لو أراد الأنبا تاوضروس الإصلاح فسيجد أمامه سدوداً يصعب تخطيها، لكنني سأدله على قرارات بسيطة تبدو مظهرية لكنها بالغة التأثير والدلالة: منع التصفيق داخل الكنيسة- منع استخدام لقب "سيدنا" ليستبدل بـ "أبونا"- منع الأساقفة من التحدث في السياسة والظهور في وسائل الإعلام والاكتفاء بمتحدث رسمي باسم الكنيسة- إلغاء ألقاب "صاحب القداسة" و"البابا المعظم" من الخطاب الكنسي ودعاء الصلوات- منع تقبيل أياد الإكليروس تحت أي مبررات بما فيها حمل صليب في يد الكاهن- التوقف عن استضافة رموز الدولة لحضور قداسات الأعياد- التوقف عن حضور الكهنة مجالس صلح عرفية بعد ما يرتكب من جرائم ضد الأقباط، وترك الدولة المفترضة تدبر أمورها بنفسها دون ستارة موافقة قبطية على تلك التمثيلية التي تتيح استمرارية ما يرتكب من مهازل وجرائم ضد الإنسانية. . ربما هناك أيضاً خطوات أخرى ميسورة لم نذكرها يسهل إنجازها، بخلاف تلك التي ستواجه بمقاومة عاتية من أركان الفساد الذي استشرى طوال أربعة العقود الماضية.
• يقول الأنبا تاوضروس في لقائه مع وائل الإبراشي أن "الله هو سيد التاريخ وضابطه"، هذا الكلام مخالف للكتاب المقدس وللمنطق، فبالنسبة للكتاب يقول السيد المسيح أن "الشيطان هو رئيس هذا العالم"، وهذا يعني كتابياً أن التاريخ هو تاريخ مقاومة الإنسان للشيطان وغواياته، وليس تاريخ الجبرية والهيمنة الإلهية، أما من وجهة النظر المنطقية والتاريخية يعني قول البطريرك ان الله وليس الإنسان هو المسؤول عن المذابح والمآسي التي ارتكبها الإنسان في حق نفسه عبر التاريخ. . هذا الكلام والتفكير للبطريرك الجديد ينتمي للفكر المنكفئ على الذات، والذي يتخلص من نتيجة أخطاء الإنسان بنسبة تلك الشرور الإنسانية إلى الله، ليظل الإنسان مستريحاً هانئاً في غيبوبته وشروره معتمداً على أن الله إذا شاء هو وحده الذي يمكن أن يخرجه من بركة تلك الشرور والخطايا. . ما يفعله رجال الدين بالإنسان هو ذات ما يفعله رجال السيرك بحيواناتهم، فكما يتم ترويض الحيوانات لنحول الإسود والنمور إلى أرجوزات يتسلى بإذلالها الأطفال والكبار، فإن رجال الدين يقنعوننا بأننا لا شيء وخطاة بطبيعتنا، وأننا بدون وسطاتهم سيكون لنا بئس المصير بالدنيا والآخرة، هكذا يتحول الإنسان بكل قدراته العقلية والجسمانية إلى "خيال مآتة" يفتقد للثقة في النفس، ويعيش أسيراً لهواجس الذنب والخطية والعذاب بنار جهنم، وهذا هو السر فيما نلاحظه من أننا كلما وجدنا تعاظماً لرجال الدين فلابد أن يقترن به استضعاف الإنسان وتخلفه وفقره ومرضه.