المحرر موضوع: الكلمة قوة كامنة في النصوص  (زيارة 598 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                  الكلمة قوة كامنة في النصوص
 

                                                                د. بهنام عطاالله

للكلمة مفعولها السحري  منذ القدم، فهي قوة كبيرة كامنة في النفس، وبها  ُيمكن أن نفرح الآخرين أو نجرحهم، ويمكن من خلالها أن نلهمهم، فهي تشبه السهام النارية حينما تتجه نحو الآخرين، لذلك يجب على الأديب خاصة شاعرا ً كان أم قاصاً أم روائياً أم كاتبا أم باحثا، أن ينتقي كلماته ضمن نصوصه، لكي يكون بناء القصيدة محكماً، بعيداً عن الترهل واللف والدوران في كلمات وعبارات مكررة، وهنا يجب فحص ما نكتب مرات ومرات، كما يجب أن نكتب بلغة الشعر، وأن ننحت من العبارات والكلمات، نصوصاً متحركة وديناميكية تجذب نحوها المتلقي، وبذلك نشجع القارئ في الإنجذاب نحو النص والإلتصاق به، وبذلك تصبح القصيدة بمثابة النصف الثاني للشاعر:
(الكلمة نصفك الثاني
تفاحة تقضمها الأيام
 وهي تتدلى من نافذة الكون)
الكاتب وخاصة الشاعر عليه النحت بالكلمات، كما الآثاري عندما ينحت بالأزميل، فيحول سطوره إلى قطعة أدبية هندسية رائعة التكوين، ضمن بناءٍ يكمن فيه إنسيابية سردية، وإنزياح لغوي، هما بمثابة ولوج إلى عالم الإبداع الشعري الرحب، فضلاً عن تلاعب بالألفاظ والمعنى خدمة للنص.
إلا انه عموما ما نقرأه اليوم لأغلب شعرائنا وخاصة الشباب، هو غلبة السرد على الشعر والنثر المركز، وهذا ما يؤدي إلى تسطيح للنص الشعري، يظهر وكأنه نص عادي وليس قصيدة.
فالكلمة إذن كما عبر عنها ادغار موران المفكر الفرنسي الكبير خلال تقليده للشاعر الكبير أدونيس وسام جوق الشرف تقديراً لمساره الشعري والفكري، قال : (إن الشاعر يحكي ما يعجز الكلام عن تعبيره، لأن الشاعر يعبر على حدود كلمات اللغة بحفر، ويكتب على حد ما لا يوصف وما لا يرى، لأنه يلامس الغموض الذي ينسجنا، لأن الشاعر يحكي عن الأهم في حياتنا، عن الشعر الذي يقوي الإنسان ويحوله ويخلده). وبهذا يظهر بلا لبس، القوة الكامنة في النصوص شعراً كان أم قصة أم رواية.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر المقال في العمود الصحفي (حوار ساخن فوق صفيح بارد) في جريدة صدى السريان العدد 37  ت1 2012