المحرر موضوع: مخافة الله في سلوكنا اليومي ، هي مهابة وطريق الخلاص...  (زيارة 783 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    مخافة الله في سلوكنا اليومي ، هي مهابة  وطريق الخلاص...

    عندما يقول الكتاب المقدس رأس الحكمة مخافة الله أو بدء الحكمة مخافة الله ، فهل يقصد
الخوف والهلع ؟ في الحقيقة إن من يحب الله من كل قلبه ومن كل فكره لا يخاف الله ، بل هو
نوع من الإحترام الممزوج بالمهابة ، فأذا كان الله قد أحبنا ، فلا خوف مع المحبة ، كما يقول
يوحنا : فالمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج ، وإن لا تحب العالم أكثر من الله ، ولكن :
هل نحب الله أكثر مما نحب العالم ؟ وهل نصلي بعمق وبتأمل منقطعين عن العالم متكلمين
مع الله بكل حواسنا ؟ ولكن عندما نعمل الخطيئة بإرادتنا ، علينا أن نخاف عدل الله ، فالفتور
في الحياة الروحية والتأمل ، وضحالة عمق إيماننا ، يجعلنا تحت طائلة غضب الله الذي يكره
الخطيئة ، ويفرح بالصلاة والصوم وأعمال البر والمحبة الكاملة  ، ولكن هل محبتنا كاملة ؟
   عندما نقع في حبال الخطيئة نخاف عقاب الله ، فنبتعد عنها ، وكلما إبتعدنا عن الخطيئة ،
كلما زادت محبتنا لله والملكوت والقديسين والملائكة ، لذلك ينقلب الخوف إلى المحبة المتبادلة
بين العبد والخالق .
     إن الله يعلم بضعفاتنا وسهولة سقوطنا في أحابيل الشيطان ، ولكن ماذا يعني حبنا لله ؟ بكل
بساطة يريد منا محبة عملية ليس بالكلام بل بالعمل المثابر الذائد عن الحق ، أي بحفظ وصاياه
وتطبيقها عمليا ً في حياتنا وسلوكنا اليومي ، حيث إن الله لا يجازينا حسب أثامنا عندما نتوب
عن خطايانا ، بل لا يعود يذكرها ، فهو سماح إلاهي كامل ، وعندها تكون مخافة الله حافزاً
لنا للنمو روحيا ً فنتخلص من الخوف إلى المحبة الكاملة  . فعلينا أن نكافح لكي لا نسقط  فلا
تمنعنا العثرات وما أكثرها في الحياة ، فهي بمثابة إمتحان لنا ، لكي نحرص على البر ومحبة
الله ، علينا السير تدريجيا ً في الدرب المعّد لنا بتطبيقنا لوصايا الله ومشيئته .
   فعلينا أن نخاف الله هنا قبل أن نقف أمامه يوم الدينونة  ، فإذا كان ضميرنا لا يبكتنا إذا
تبنا عن معاصينا ، بكل خشوع وعمق ، فلا نخاف يوم الحساب .
   علينا إن نخاف عقاب الله وعدله ونحرص على محبته الكاملة ، وأن لا نخاف ممن يقتل
الجسد بل من الذي له القدرة لإهلاك الروح والجسد معاً ( كما يقول المسيح ) ، فلا نخاف
الناس ليكشفوا أمرنا بل نخاف الله  ، في هذه الحياة لكسب الأبدية . وعندما نخجل من فعل
الخطيئة أما الناس بل نتدارى ونفعلها في الظلام بعيدا ً عن أعين الناس ، فكيف لا نخجل
من الله الذي يرانا ويقرأ حتى أفكارنا الخفية  ؟ يا رب علمنا مخافتك ، لننال محبتك الكاملة
ومكانأ في الأزلية .

                                                          منصور سناطي