المحرر موضوع: حكاية الالف  (زيارة 734 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل الجميل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 109
  • الجنس: ذكر
  • جميل ال جميل
    • مشاهدة الملف الشخصي
حكاية الالف
« في: 19:21 15/11/2012 »




حكاية الالف



جميل الجميل


كانت السماء قبل الالف
قطعة نقدية تغازلها الغربان وتمخض عن زوالها
بركان عمر ينام فوق اللحاف
ونساء يرقصن حول اسنانهن لتكسبن
المرارة كي تدواي هيجانهن
كانت الامطار تنفعل مع الذباب والبعوض
كانت الارض همجية الخلق
تمتطيها الغربان الى الاكثر همجية
كانت الاشعار قبل الالف
اصناما تتحرك الى فضاءات الخلود
لتعانق الانهار وتصنع الحياة
الى حياة لا حياة لها
كانت الانوار قبل الالف
تغطي السماء والهواء
فيستنشقها النمل ليولد منها
انسان قد يكون ملا كا
هكذا كانت الساعة قبل الالف
تحكم الحيوات المنسية من قبل الطين
تغازل الثواني المميتة للانهار
واستبرقت سماء الالف
برقا انزوى تحت قلبي
ليخدره ويولد منه قلوبا متربعة على الالف
هكذا كانت المأساة قبل الالف
اخ يغتصب اخاه
اخت تضاجع نفسها
لتثور على خطيئة نفسها
وبهائم الارض يغازلون البشر
هكذا كانت الحكاية قبل الالف
حب يخمد العشق بالترياق
ليتحول الى نهر من الخمر
كي يثمل الخطيئة يوما قبل يوم
حتى تنهار دي انسانية الهلاك
نعم كان الالف ضخما لا يتجزأ
حتى جزاءته اقاصي القمر بارنبة بريقها
الى اشلاء يجامعها الخفاش نهارا
ويشويها التمساح غدقا
هكذا كانت السياسة قبل الالف
رئيس يأكل من فضلات شعبه
ويغرق في خيسة الابرار نوما
ليمضغ ما تبقى من فقراء البرجوازية
ويضاجع زوجاتهن خوفا من سياسته
حينها انهارت بين اصابع الارض حكاية ما قبل الالف

***

كانت بداية الالف لا بداية لها
لكن المأساة بعد الالف ظهرت تشتكي وتشتكي
من ثورانها من اعضائها
هكذا كانت بداية الالف
النار يخمد الماء من اشتعالته
الماء يحرق النار من هيجانه
والناس يكورون من حدقة الالف
ويتخفون من مكائد الالفين
هكذا كانت النهاية ما قبل الالف
هكذا كانت السماء بعد الالف
خريف ينهار من مضاجع البدر
شمس تحتال على الارض
فضائيون يضاجعون الهلال
اموات يثورون على قبور زحل
ديناصورات يمشون على الهواء
افواه يقبلون مواكبهم الى الضلال
عصفورة تمضغ احشائها جوعا لتموت وهي جائعة
كانت الاوراق بعد الالف
جارحة لا تمتد ين امتدادتها
كانت الاقلام لا تسطر سوى دماء احبارها
كان الكلام نسر اعوج
يؤلف بين ثناياه مرارة اللاكلام
هكذا كان البكاء بعد الالف
عويل وصراخ دون دموع
بكاء صامت بصراخ السماعات
كان الماء عكرا بعد الالف
كأنه امتلأ ببول البهائم
ولم ينقيه احد من روحه
كانت الحقيقة بعد الالف
حاملة بشهرها السابع من الاجنبي
اصيبت  بالأيدز ولم تمت
كان جوفها في توسع شامل
والقاف الذي يربطها قد تحول الى راء
يتسلط فوقها الظلاسيون
كانت الطفلة بعد الالف
تضاجع عشيقها وتكلمه عن الرومانسية الخرساء
كانت الاجراس بعد الالف
تقرع بنواقيس الكنيسة لتحدث ضجة فوق السماء
كان النخيل بعد الالف قد تحول
الى ايقونات الشهداء الحاضرين تحت سعفه
بعد الالف تحولت الطائرات الى زقورات
تعصف الماء مع الريح
لتنتشل ثقافة الغرب من اجدادنا
كانت الحكاية بعد الالف
فتيات يضاجعن اعضائهن من قسوة البرد
امهات يدافعن عن عقولهن من خوف العرب
سياسيون يختبئون تحت صورهم
حمقى يظهرون على المنصة لاستلام الحكم
اوغاد لا يتعثرون بمنكسرات القمر
اغبياء يتاجرون بالدماء
حكام يعلنون في التلفاز نحن متعجرفون
هكذا كانت الحكاية بعد الالف
انبياء يظهرون في سراب الغابات
شيوخ يتعمذون من بول الاطفال
اطفال يثورن على الشباب
شباب يسرقون ما تبقى من الدنانير
هكذا كانت الحكاية بعد الالف
تعنون بخارها من اسطول الهواء
فينزوي تحت ابطها عامودا من الماء كي يحرقها
هكذا كان دمار الالف
خمس فتيات يخدعن ايماءات روحي
وبضعا من بشكلاب يتأمرون علي
وسبعون مليون كاهن يسبحون بشعري
وسياسيون يقتنصون من شيبي عكازة لهم
واصدقاء لا قاف لصوتهم بل لقلبهم
هكذا كانت نهاية الالف وظهور الالفين



  Jameel_alsher@yahoo.com