المحرر موضوع: مسيحيو العراق واللعبة القذرة الجزء ( 2 )  (زيارة 1190 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Steven_Albaghdady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 99
    • مشاهدة الملف الشخصي
اود أن أبدأ من حيث انتهى الجزء الأول من مقالي (مسيحيو العراق واللعبة القذرة) بعبارة ( لان ما فـي القلب فـي القلب والقوة وان حـمت فلن تستطيع ان تغيـر العقل والقلب) .
وهكذا وعلى مر العصور كنا القربان الوحيد على مذبح الوطن ،الوطن الذي لم يكتفي من دمائنا ولم ينصفنا  يوما أبدا وكأن هذه الأرض لا تستلذ إلا بدماء تلك الفئة من أبنائها من (كلدو آشوريين سريان) منذ بدأ القرن الماضي أبتدأت معه وبوضوح خريطة الشرق الأوسط الجديد بشكل عام والعراق بشكل خاص شرق أوسط فقير مسلوب الأرادة والموارد مثقل بالديون والحروب والانقلابات والنكبات ؤالأمراض وعراق لم يستقرولم يهدأ يوما والغاية منه تفريغ العراق من الآشوريين وتشتيتهم وتهجيرهم في كل بقاع الأرض والوسيلة كانت إنكلترا وأما محرك الداينمو ومن وراء الكواليس في الخفاء فكان اسرائيل الدولة التي لم تكن بعد.
شعب ضعيف وبدون ارض ووطن خطط وبمهارة فائقة وكثيرون إتقنوا تلك اللعبة وشاركوا وأما الآشوريين إنهكوا بالمعارك والتحالفات وبدون أي خسائر إسقطت آشور لتصبح تحت رحمة إسرائيل الأمبراطورية العتيدة سحقت ورقص على كفنها الأعداء،لم ينتبه القادة الآشوريين لتلك الخطة المحبكة سلفا آنذاك وأعتقدوا بأن بريطانيا غدرت بهم وباعتهم وتنصلت وتراجعت عن وعودها وعهودها لهم ولقادتهم هكذا إبتدأت مأساتنا لقلة الخبرة وأعتماد القوة فقط ويعتقد الكثيرون من مفكرينا وكتابنا ولهذه اللحظة بأن إرسال سورما خانم بدلا من آغابطرس مندوبا عن الآشوريين وممثلا لهم الى الأمم المتحدة في مؤتمر لوزان لم يأتي بالنتائج المرجوة وكان خطأ فادحا وانا أسأل من غدر بالآشوريين ومن زرع اليهود في فلسطين من جديد  وصنع لهم وطنا ألم تكن نفس الدولة التي باعتنا وغدرت بنا ( بريطانيا ) ?
لحسن حظنا كان لنا رجال شجعان قاتلوا بكل بسالة وأستشهدوا بفخر مدافعين عن ارضنا وترابنا عن أطفالنا ونسائنا عن قضيتنا المقدسة وعن حقوقنا المشروعة ولسوء حظنا لم نمتلك في حينها سياسيا  ومحنكا ورشيدا واحدا الكثيرين يعتقدون بأن آغا بطرس كان سياسيا بارعا ومرموقا وانا أعتقد بأنه كان فذا شجاعا ورائعا كقائد عسكري فقط .
وللأسف في يومنا هذا فنحن نفتقد للكثير، للسياسي والعسكري والشجاعة والصبروالأيمان بقضيتنا المقدسة وأهم من كل ذلك الوحدة  الوحدة  الوحدة كنا دائما في كتاباتنا ومقالاتنا نقرع الطبول وندق ناقوس الخطر القادم الذي سيجرف معه كل حقوقنا القومية ليبدأ عصر جديد خالي من العقل والفكر الآشوري وربما من الأنسان الآشوري وكل ما يمت بصلة بشعبنا وأرضنا وقوميتنا نبهنا مرارا وتكرارا وللأسف لم يكن من مجيب كان كل هذا في ما مضى من احداث فلندقق الآن في العقدين المنصرمين الذان تشكلت وتوضحت فيهما الصوره والخريطة أكثر فأكثر فبنهاية عام 1991م فتح الباب على مصراعيه لأتمام اللعبة  القذرة ضد الآشوريين من طرف سلطة الأقليم وحكومة المركز معا وفي آن واحد ففي الأقليم مورست ضد المسيحيين شتى الوسائل الغير قانونية والمتاحة آنذاك من شتم وتعدي على الحقوق والممتلكات وسلب أراضي وعقارات بأسم السطة أو أفراد مدعومين من السلطة ووصلت التعديات الى السجن والقتل في بعض الأحيان حيث لا حسيب ولا رقيب بالعكس تماما حيث كان المعتدي ينصف لحق ليس له لمجرد أنه كردي والطرف الثاني المعتدى عليه أي المسيحي كان يهان ويضرب ويعذب ويسلب حقه ويسجن وحسب القانون (القانون الكردي) القانون المخترع جديدا آنذاك مما ساهم ذلك في فرار وهجرة مئات الآلاف من شبابنا  الى خارج الوطن(بلدان الأغتراب) بحثا عن وطن افتقدوه وهم في وطنهم وبحثا عن حكومة وقانون ينصفهم مهما كان عرقهم أو لونهم أو دينهم بعيدا عن التعنصر والطائفية بعيدا عن القانون الكردي السحري قانون إنصاف الظالم وسالب الحقوق قانون (المارد السحري العجيب).هذا ماحدث في الأقليم وأما من جهة السلطة المركزية في بغداد فقد ساهمت بشكل كبير في التغيير الديمغرافي لمناطق تواجد أبناء شعبنا في بعض القرى والقصبات ومن أهمها ناحية برطلة الآشورية ذات الكثافة السكانية الكبيرة حيث قام النظام السابق باستأصال مساحات واسعة وكبيرة جدا من أراضي الناحية دون الرجوع لأهالي المنطقة أو أستشارتهم وتم توزيعها على طائفة تعرف بالشبك وزرعهم عنوة وبدون وجه حق في تلك البقعة الجغرافية المهمة لشعبنا والشبك هم أقوام مسلمة ناطقة باللغة الكردية ينتمي الغالبية العظمى منهم للمذهب الشيعي وبعد سقوط النظام السابق في 2003م سار الجعفري على نفس النهج داعما ذلك التغيير الأستيطاني لأراضينا ومثله فعل من أستلم السلطة من بعده أي نوري المالكي حيث لم يحرك ساكنا لأيقاف هذه المهزلة وسط الشكاوي والأستنكار والتنديد من المواطنين ومعهم بعض الأحزاب الآشورية ، لعبة حيكت ببراعة ونفذت بتسليم واقع أمر والضحية  كان ايضا شعبنا ودفع فواتير الخيانة كان من نصيبنا وتستمر المهزلة الى يومنا هذا وسط سكون وسكوت دولي مقيت هل كان كل هذا بالصدفة أو تحصيل حاصل لتسارع الأحداث وتغير ظروف المنطقة أم كان قد عد وخطط له بشكل حاسم ومدروس ، على الكل أن يعي ويفهم أن لا مجال للحظ والصدف في سياسات الدول الكبيرة والمهيمنة على الساحة الدولية هذه الدول لم تتقدم وتتطور بالصدفة أبدا وإنما كان ثمرة ونتاج عقود وعقود وربما مئات السنين من النشاط والكفاح والعمل الجاد والمضني من من أحزابنا وحركاتنا الثورية الآشورية خططت أو حتى حللت كفاحها لمئة أو خمسين أو حتى لعشرين سنة قادمة بتوقعكم هل فعلها آغابطرس أو قبله أو بعده أو حتى الأستاذ يونادم كنا من?
حيث لم يستطع الأخير وعلى مضض عقدين من توحيد الصف والكلمة والرؤى المستقبلية مع إحتراماتي وأنا أكن له كل محبة وكل تقدير ولكن هذا لا يمنع للصراحة بمكان فليعلم الكل بأن الجسم الآشوري مستمر في النزف والنزف إن لم يوقف فان هلاك صاحبه واقع لا محالة ولن يفيد التحسر والندم بعد فوات الأوان

   مارك