المحرر موضوع: فلسطين : الأمانة العامة في " ربيعها العربي"..!؟  (زيارة 946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي

فلسطين : الأمانة العامة في " ربيعها العربي"..!؟

باقر الفضلي

لقد بات العدوان الهمجي، التي يقوده جيش الإحتلال الإسرائيلي ومنذ سبعة أيام، ضد الشعب الفلسطيني في غزة ، بات هذا العدوان، يوماً بعد يوم وساعة بعد أخرى، يكشف حقيقة مقاصد "الربيع العربي"، بنسخته "المحسنة"، ويفضح الأهداف والمرامي التي خطط من أجلها؛ ذلك الربيع الذي أصبح مقاداً ودون أدنى ريب، من قبل التحالف الأمريكي _ الغربي، وبالتعضيد التركي _ العربي الخليجي المفضوح...!؟


 فما أسفر عنه إجتماع الأمانة العامة للجامعة العربية الذي عقد في القاهرة في 17/11/2012 وحده كافياً ليعكس حقيقة هزالة الموقف المعلن لأقطاب تلك الأمانة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة؛ فمن الكفاية القول؛ أن ربابنة " الربيع العربي" الجديد، وحاملي لوائه وفي مقدمتهم السيد حمد الجاسم رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، قد جسدوا ب "واقعيتهم المعهودة" ، حقيقة ذلك الموقف بصدق وأمانة؛ فجاءت ردود أفعالهم من العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر على غزة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، لا يخرج بعيداً عن حدود ما لخصه السيد حمد الجاسم نفسه في كلمته أمام إجتماع الأمانة العامة العربية المذكور، والذي إستخف فيه من قدرات البلدان العربية وشعوبها في مواجهتها للعدوان الإسرائيلي على غزة..!؟ (1)   


 فالصورة التي رسمها السيد رئيس وزراء قطر في ذلك الإجتماع، رغم ما إتسمت به من طابع السخرية والإستخفاف بقدرات وإمكانات الدول والشعوب العربية في مواجهة عدوان دولة إسرائيل؛ إن تلك الصورة من جانبها الآخر، وأمام ذلك العدوان الهمجي، قد جسدت حقيقة الإستسلام الذي عكسه موقف الأمانة العامة للجامعة العربية، والتخاذل والإنكفاء المخزي أمام طغيان وجبروت وغطرسة المحتل الإسرائيلي، في وقت جرى فيه تناسي إرادة شعوب تلك البلدان، ومنها الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري، في وقوفها الثابت وصمودها البطولي بوجه تلك الغطرسة والإحتلال العنصريين..!؟؟


من هنا يأتي ذلك الإنكفاء في موقف البعض من أمثال هؤلاء القادة، وجلهم من عرافي " الربيع العربي"، تعبيراً واضحاً عن مباديء وخطط الإستراتيجية العامة، المرسومة لمجمل منطقة الشرق الأوسط، وليس بمعزل عنها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ فالموقف الذي عكسه إجتماع أمانة الجامعة العربية من العدوان على غزة لا يخرج في محتواه بعيداً عن تلك الإستراتيجية المذكورة ومبادئها العامة، الأمر الذي يجد تفسيره في الموقف الأمريكي من ذلك  العدوان، والمتميز بمجل التحركات الأمريكية في المنطقة، والذي عبر عنه السيد أوباما والسيدة هيلاري كلينتون خير تعبير..!؟(2)


كما ويؤكده الموقف الأمريكي الرافض لتحرك الرئيس الفلسطيني الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29/11/2012 لطلب التصويت على قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، والذي يعلن الإنحياز الأمريكي التام الى الجانب الإسرائيلي ضد إرادة الشعب الفلسطيني، وهذا ما أكدته السيدة كلينتون اليوم في لقائها الرئيس محمود عباس، كما جاء في حديث عضو اللجنة التنفيذية الفلسطينية السيد صائب عريقات اليوم والذي جاء فيه: [[طلبت وزيرة الخارجية من الرئيس تأجيل هذا الموضوع وتغيير رأيه فيه، ولكن سيادته أكد لها أن قرارنا قد اتخذ، ونحن لا نسعى للمواجهة مع أميركا ولا مع أية دولة، ولكن نحن نمارس حقنا في وضع فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في مكانها بين الدول والخارطة الجغرافية، وهذا سيتم في 29 من الشهر الجاري.]](3)


   إن وضوح الموقف الفلسطيني الذي عبر عنه موقف الرئيس الفلسطيني في لقائه مع السيدة كلينتون، ومثله وضوح الموقف الأمريكي المعاكس، الذي تجسد في نفس اللقاء؛ وحدهما كفيلان أن يرسما الصورة الواقعية لطبيعة الصراع المحتدم في المنطقة، ويكشفان من جانب آخر، جوهر موقف الأمانة العامة للجامعة العربية من هذا الصراع، وطبيعة موقفها المزدوج الذي يتخذه البعض من قادتها من القضايا العربية الساخنة، كالقضية الفلسطينية؛ آخذين بالإعتبار مسلسل مواقفها المفضوح من المسألة السورية، الدولة العضو في الجامعة العربية..!!؟


 فلا غرابة والحال أن يأتي موقفها من العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر عل غزة الصامدة، منسجماً مع كامل مسلسل مواقفها الأخرى من القضايا العربية، وهذا ما حاولنا تجنب الإشارة اليه في معالجتنا السابقة للعدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في غزة الصامدة، أملاً أن تهز معاناة أبناء غزة الصامدة ودماء الأطفال والنساء والشيوخ من ضحايا العدوان الغاشم، عقول وأحاسيس ومشاعر الوجدان العربي وهيئاته الرسمية المعلنة، قبل أن تكبلها قيود ومواثيق السياسات والخطط  المرسومة للمنطقة، والتي جميعها تصب في مصلحة الطغمة العنصرية الحاكمة في دولة إسرائيل ومن أجلها...!!؟(4)   
 باقر الفضلي 21/11/2012
______________________________________________ 
(1)http://www.youtube.com/watch?v=_cdxBLZVXWE
                                    (2) http://arabic.cnn.com/2012/middle_east/11/21/clinton.netanyahu/index.html
 (3)http://www.amad.ps/arabic/?Action=Details&ID=103311
(4) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=332527