مـرّت أيّامٌ وأعــوامٌ مـن
عمــري !
ثقيلــةً علـى
صـدري !
نهاري كئيـبٌ .. وليلــي بائسٌ حزيـن ..
فـلا يوجــد أحدٌ هنـــــا
يســلّيني !
يفــــرج مــنْ كُـــرب الغربـــةَ
عنّــــي !
أتـوه كلّ يـومٍ في شوارع المدينـة
على غيــر هــدى .. أبحث في فراغ
دون جـدوى .. عـن شـئٌ قد ضــاعَ
منّــــــي !
أضرب اخمـاسَ بأســداسٍ
وأنــــا ســاهيـاً .. مُحتــــاراً مــن
أمــري !
فليس هناك امـلٌ يطفــو في سماءَ
حياتــــي !
ولا أتلقّـــى خبـــرٌ مُفـــرحٌ عــن
وطنـــي !
سـوى أخبار حربٍ .. وصراعٌ طائفــيّ ..
يزيـــد من درجـــة آكتئابــــي وأنيني
وحُزنــــي !
حربٌ دمّرت كلّ شـئٍ
ولم يبقــى في الوطـــن غير أطلال حـزنٍ
وصراخ وعويل الأرامــل واليتامـــى
تصــمّ اصواتهم .. طبلـــةً
أذنــــي !
متى تنفـرج هذه المأساة ؟
متـى تصفــى القلـوب ؟
متى تضيــع أسماء البغض والكراهيّـــة ..
{ هذا سنّي وذاكَ شـــيعي ..
هـــذا مســلم .. وذاك مســــيحي
هـــذا زيـــدٌ .. وذاكَ عبيــدٌ } !! .
فيارب الأرباب .. أزل هذه الغمامـــة ليستريحَ
ذهنــــي !
لقـد نفذ صبري .. لقد أتعبتني هذه الأفكـار
حتّـى خلـتُ .. أنّـي أهــرول مُســـرعاً إلــــى
قبــري !
لقد فقدتّ كلّ أمــل .. كـلّ رجـاء
مـنْ العــــودة الـى وطنــي ..
الى بيتي .. الى مدينتــي .. إلــــى ..
أهلــــــي !
فأنــا هنـا على أرض الغربـة اللّعينــة
مجـــرّد خيالٌ .. شبحٌ متحرك
فـلا يرضى أحـدٌ أن يخاطبني أو يدنـو
منّــــــي !
فيارب ربّ : الى متـى تســمح لأن ينزف
هــــذا الجـــرح ؟
ومتــى تنــدمــل هذهِ القـروحَ في
بدنـــي ؟ !
فأنتَ الوحيـد .. القادر على أنْ
تجمــــع بينــــي .. وبيــن
آبنــــي !
لم يكنْ لي خيارٌ آخــــر ..
غير الهــروبَ في متاهات الغُربــة ..
التي حـــدّدها .. وآختــــارها لـــي
قــدري !