المحرر موضوع: تقرير : سطوع نجم السيستاني ما زال متوهجا أم الى أفول ؟!  (زيارة 2061 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي



تقرير : سطوع نجم السيستاني ما زال متوهجا أم الى أفول ؟!
الأنظار تتجه إلى النجف : تحوّلات تنبئ بنشوء مراكز قوى جديدة لها سطوتها


الجمعة 03/11/2006
بغداد- النجف- كربلاء - واشنطن خاص ب( الملف برس ): صعّد الاحتدام الطائفي الملتهب منذ نحو سنة موضوعة "نفوذ آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني بين العراقيين " الى واجهات البحث والمناقشة والرأي لدى العديد من مراكز الدراسات الإسلامية والغربية، ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ووكالات الأنباء، واهتمت كل من وكالة أسوشيتدبرس وقناة سي أن أن وصحيفة الواشنطن بوست، بشكل خاص بالسؤال فيما إذا كان نفوذ السيد السيستاني، يعيش مرحلة أفوله، بإزاء تزايد نفوذ مراكز قوى "مراجع أخرى" تسعى بشكل أو بآخر لفرض هيمنتها على الحوزة في النجف الأشرف.

ورأت بعض وسائل الإعلام الغربية أن نفوذ السيستاني، تأثر بشكل كبير نتيجة تدني أداء حكومتي المالكي والجعفري، الأمر الذي قوّى نفوذ مقتدى الصدر، ونقل الشيعة من الاعتدال السيستاني الى التشدد الصدري. الى اي مدى مثل هذا الكلام قريب من الواقع .

الملف برس وعبر مراسليه في بغداد والنجف وكربلاء وواشنطن وعواصم اخرى، اعد ملفاً مهماً عن "موضوعة النفوذ.. تلاشى أم قويَ" و "لماذا... وكيف يتصور ذلك المحللون والسياسيون العراقيون والغربيون والمقربون من مكتب السيد السيستاني.

إذ يرى المراقبون الغربيون ، أن آية الله العظمى علي السيستاني الذي كان يتمتع بنفوذ كبير، يبدو الان ممسكاً بيد "واحدة" مقدرات رسم خارطة المستقبل السياسي لعراق مابعد صدام.

ويظهر رجل الدين الشيعي الاكبر، الذي يصفه مقلـِّدوه بالمرجع الأعلى، بإزاء صمته حيال تداعيات "القتل الطائفي" وكأنه من دون قوة أو نفوذ حقيقيين، اذ تتدهور الحالة الأمنية، وتقترب يوماً بعد آخر من حافة الحرب الاهلية، ولا يسمع الناس له رأياً أو فتوى كما تقتضي الحال. إن العشرات من أبناء السنة والشيعة يموتون يومياً في اعمال ثأرية، بينما يقف اخفاق السيستاني وعجزه عن تحقيق السلام مؤشرين على وجود ما يمكن أنْ يسمى تحولاً في مراكز القوى الرئيسة النافذة في المؤسسة الشيعية .

ويقول الدكتور مصطفى العاني المحلل السياسي العراقي في مركز دبي إن " مصالحهم السياسية- يقصد رجال الدين الشيعة- تفوق الان مصالحهم الدينية ، والى مدى معين فان الحاجة الى مباركة السيستاني لم تعد شرطا في الحصول على السلطة، وهؤلاء يملكون السلطة من خلال دعم الشارع والميليشيات". انه التحول الكبير الذي بدأ بعد سنتين من اسقاط صدام حينما عجز القادة الشيعة عن الاعتماد على كلمة السيستاني في ما يتعلق بالامور السياسية. وكانت معارضة السيستاني لخطط الولايات المتحدة بشأن الانتخابات والدستور قد اجبرت الاميركيين على اجراء تغييرات دراماتيكية ، أما دعوته للشيعة بتجنب العنف، فقد تم الالتزام بها بشكل كبير لكن اولويات الاحزاب السياسية الشيعية تغيرت ، وقادتهم لم يعد يظهرون الحاجة ليبدوا متوافقين مع السيستاني كي يحوزوا على الشرعية .

من جانب آخر كان محرر صحيفة الواشنطن بوست "جلبرت كنك" قد نشر تقريراً معمقاً قبل ايام تحت عنوان "آية الله السيستاني .. وراء الستار" ذكر فيه أن سؤالاً وُجّه الى المكتب الصحفي لمجلس الامن القومي، مفاده: هل التقى اية الله العظمى السيستاني مع أي مسؤول امريكي عسكري اومدني منذ غزو العراق عام 2003 ؟ فاظهرت الإجابة المدى الذي تسير عليه ادارة بوش في السابق، وكيف أصبحت الآن خارج مسارها المطلوب أو المرسوم في العراق .

وقال كنك : إن اية الله السيستاني هو الرمز الاقوى في العراق , وتحت ظل صدام حسين اُجبر السيستاني على ممارسة دور منخفض بسبب اليد الثقيلة لصدام حسين ونظام البعث, وكان السيستاني تعرّض لمحاولات اغتيال من قبل اجهزة صدام. لكن كل ذلك تغير في ربيع 2003 , عندما اسقطت الولايات المتحدة النظام العراقي.أما اليوم فشيعة السيستاني هم القوة السياسية الكبرى في العراق وهم القادة في الحكومة الجديدة, وهم يتحكمون في وزارة الداخلية واحد هؤلاء نوري المالكي الذي يعمل رئيساً للوزراء.ومع ذلك فإن السيستاني رفض لقاء المسؤولين الاميركيين .

ويتساءل كنك هل يرجع ذلك الى ان اية الله السيستاني، وضع نفسه خارج قيود الامريكيين؟ فلايقبل ان يراه بوش او تشيني او رايس لانهم غير مسلمين. أم لإنه يعتبرهم كفارا او غير مؤمنين؟ إن السيستاني يعتبر نفسه اكثر فضلا من ان يقابل هؤلاء الذين حرروه!.

ويقول كنك: إن الامر الذي يهمنا هو أن يسمع الناس في واشنطن مقابلة مع السيساتني. ويعتقد احد خبراء السياسة الخارجية في واشنطن ان :" السيستاني لايريد ان يكون لرجال الدين الاخرين دور في الحكومة، وأن الاسلام يجب ان يكون الدين الوطني ". ويقول خبير اخر " السيستاني براغماتي " وقال ثالث كل هذه مزاعم لان كل هؤلاء يسمعون من الاخرين، ولم يتعرّفوا على السيستاني شخصياً.

من جانبه يعتقد فالي ناصر الخبير الاميركي بشؤون الشيعة ان انهماك السيستاني بالسياسة يضير مقامه، ويقول ناصر"بطرق معينة انحدرت سلطته وفقد التحكم في العملية السياسي".

وهكذا تعددت الرؤى في وسائل الاعلام و المراكز البحثية الغربية " أن رجالات السياسة و الحكومة لم يعودوا يتوجهون إلى المسكن المتواضع للسيستاني في مدينة النجف الأشرف، " بل و تستنتج هذه الجهات المهتمة بـ " نفوذ السيستاني و حضوره في الساحة العراقية " " وبأنه لم يعد مزار هؤلاء السياسيين، الذي قدر لبعضهم البقاء في مواقع مهمة في السلطة لأكثر من سنة و نصف، في ولايتي الجعفري و المالكي، حتى أنهم باتوا يعتقدون بقدرتهم على اتخاذ القرارات الصعبة بدون الوصاية الأبوية للسيد."

و بناء على هذا الطرح يواصل هؤلاء بناء تصورهم لمكانة السيستاني قائلين: " إن أولويات قادة الأحزاب السياسية الشيعية لم تعد كما كانت في السابق، لقد تغيرت كثيراً، فلم يعد هؤلاء يشعرون و هم في السلطة بالحاجة نفسها إلى أن يبدون متوافقين مع الإمام، لكي يحرزوا الشرعية، فهم الآن مدعومون بشرعية دستورية تستند إلى صناديق الاقتراع."

و مع أن الجميع لن يستطيعوا تجاهل دور السيستاني في وقف موجة القتل بعد سقوط النظام السابق التي غذتها أطراف عديدة، و منها المخابرات الإيرانية، في استهداف القادة العسكريين العراقيين من الجيش السابق، و بشكل خاص كبار ضباط سلاح الطيران، و المسؤولين البعثيين و بقية أعضاء الحزب، و هو نزيف دم أوقفته فتوى الإمام و بقية المراجع من خلال فتوى السيستاني الواضحة في استنادها إلى أصول الشرع الإسلامي " من عدم جواز قتل المسلم إلا بحكم شرعي " ، بكل ما يعنيه هذا من شاهدين عدول، و ضمان حق الدفاع للمتهم.

من ناحية أخرى لن يستطيع أحد تجاهل موقف السيستاني في الحيلولة دون تزايد هدر دماء العراقيين في فتنة طائفية من خلال تحريمه قتل الناس على الهوية أو الترويج للانتقام من " الآخرين " بسبب قتل التكفيريين و بعض المتعصبين للشيعة. و هو الأمر الذي كان له أثره في اصطفاف زعماء عشائر المحمودية من أهل السنة إلى جانب العمل على وقف الاستهداف الطائفي للعابرين على المنطقة نحو كربلاء و النجف، أو من أهالي المناطق المحاذية.

غير أن " تردي الوضع الأمني و تدني الخدمات و عدم وفاء الحكومة بالكثير مما ألتزمت بتحقيقه للمواطنين، يدفع بالناس إلى التيار الصدري و زعيمه السيد مقتدى الصدر، الذي يمثل بشكل متزايد مركزاً سياسياً و اجتماعياً لجذب كل المتذمرين و اليائسين من الأوضاع الراهنة عموماً، و الشباب الفقراء بشكل خاص، في ظل تدفق الكثير من الأموال التي تدفع لدعم الاتجاهات الأخرى التي ترفض " توجه الإمام السيستاني للفصل بين السياسة و الدين، بين العبادة و السلطة الدنيوية، و هو الأمر الذي يتجسد في رفضه مبدأ " ولاية الفقيه " الذي نظرَّ آية الله العظمى الخميني أساساً للنظام الإيراني الذي أشرف على أقامته بعد إسقاط الثورة الإسلامية نظام الشاه.

ويقول مسؤول في النجف على اتصال بالسيستاني " إنّ إجابات سماحته عن مسألة اراقة الدماء، اتسمت بالمزيد من الرفض والاحساس العميق بخيبة الامل، ولم يكف عن الدعاء من أجل السلام". وأكد " أن السيستاني يشعر بالالم لأخبار كل يوم يمر، لكنه لايمتلك عصا سحرية. وهو يخبر زائريه يوميا أن مايحدث لايرضى عنه الله ولا نبيه ولاتعاليم الاسلام ". وقبل ثلاثة أشهر صدر بيان للسيستاني حول الازمة في العراق، تماما بعيد لقاء مع نوري المالكي رئيس الوزراء، وبّخه فيه علنا بسبب اخفاق الحكومة في بسط الامن. وعلى الرغم من ان السيستاني يرفض بشكل دائم اللقاء مع المسؤولين الامريكيين، لكنه نصح الشيعة بعدم رفع السلاح ضد الجنود الامريكان وكان قد انهى في عام 2004 قتالا بين الصدر والقوات الامريكية في النجف .

وفي بيان صدر في وقت مبكر من السنة الحالية، دعا السيستاني الى السلام بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية. وكان سماحته في منتصف السبعينات يخصص كل يوم 90 دقيقةمن وقته، لاستقبال زائريه وهم من شيوخ العشائر او الوجوه العامة وبشكل اقل بعض الشخصيات البارزة ، ولا شك أنّ تدفق الزائرين على السيستاني يشير إلى أن منزلته الدينية ما تزال قوية، لكن استمرار العنف هو المؤشر الوحيد والحقيقي على تضاؤل فعاليته السياسية. أما الاعلام العراقي فهو يخصص الآن للسيستاني مساحات أقل من تغطياته، بالمقارنة عما كان عليه الحال قبل سنة مرت. وفي الوقت نفسه تفوق أعداد صور مقتدى الصدر في بغداد والجنوب تلك المرفوعة للسيستاني .

وعلى الصعيد نفسه نفى مقربون من مكتب المرجع الديني الاعلى اية الله السيد علي السيستاني والمراجع الاربعة الكبار وعدد من الشخصيات العراقية وطلبة الحوزة العلمية في النجف ما يشاع عن انحسار نفوذ السيستاني وعدم قدرته على الامساك بمقدرات رسم خارطة المستقبل السياسي لعراق مابعد صدام حسين.

وقالوا في احاديث خصوا بها وكالة ( الملف برس) ان المرجع الاعلى ما زال الرقم الصعب في المعادلة السياسية في المشهد العراقي، مؤكدين انه يعيش في صلب واقع الشعب العراقي، ودللوا على صحة اقوالهم بما يتمتع به السيستاني من مكانة في قلوب العراقيين، وسخروا من الطروحات الغربية التي تحاول التقليل من دور سماحة السيد السيستاني الذي مازال يمسك بمقدرات الامور الدينية والسياسية وهو الان اكثر قوة ونفوذاً على حد تعبيرهم.

فالشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الديني في كربلاء يشدد على ان مكانة " السيد السيستاني لاتقاس بالطروحات الغربية التي لاتفهم ماذا تعني المرجعية الشيعية في قلوب العراقيين وعقولهم، بل شيعة العالم اجمع"، لافتاً الأنظار الى ان اشارة واحدة او حتى مجرد التلميح يمكن ان يقلب الامور رأساً على عقب. وتابع " لولا وقفة السيد السيستاني منذ سقوط النظام السابق وحتى يومنا ما بقى العراق ... صحيح ان هناك تجاوزات من كلا الطرفين الا ان العالم اجمع يعرف جيدا انه لولا فتاوى سماحته لكانت الامور اسوأ مما هي عليه بكثير".

واكد النائب أياد جمال الدين عضو القائمة العراقية " ان المرجعية الدينية، ليست جهة سياسية ولهذا فإن لها وسائلها الخاصة في التعاطي مع المؤمنين والمقلدين من خلال المساجد والمنبر الشريف وهذا هو مقياس نجاح شعبية المرجعية، اما الاعلام المعروف فهو يُستغل من قبل السياسيين للتواصل مع الناس". و تابع يقول " عمد البعض من السياسيين الى استغلال اسم المرجعية لغرض سياسي ولكنْ لا يمكن اعتبار الصور مقياساً لنجاح شخص دون اخر فالمرجعية أصلاً في غنى عن الصور كما انها بعيدة عن الشأن السياسي وعملها ينصب في تربية المؤمن تربية روحية".

وأوضح " ان مقياس استطلاع الغرب في هذا المضمار هو أمر خاطىء لانه يعتمد على الصور او ما شابه ونحن بالنسبة لنا وخصوصا مجتمع المقلدين، لا نرى أن هذا ينطبق على المرجعية في النجف".

واستبعد النائب حسن الشمري عضو الكتلة الصدرية انحسار نفوذ السيستاني، وقال ان " عدم رفع صور سماحته لا يدل على ضعف شعبيته، لاسيما وان لقاءات السيد السيستاني مع شرائح كبيرة من المجتمع مازالت مستمرة". وعبّر عن اعتقاده أنّ "المسؤولين في الدولة يستغرقون وقتاً كبيراً ليحصلوا على موعد لهم مع السيد السيستاني، كما ان رئيس العشيرة الذي يحظى بشرف لقاء السيستاني يشعر بالامتنان".

وتابع " انني من مؤيدي السيد الصدر ولكنني يجب ان اكون منصفاً واتحدث عن الواقع اذ برغم ان اداء الحكومة طيلة هذه السنوات القى بظلاله على دعم المرجعية لهذه الحكومة ولكني لا اعتقد ان ولاء القطاعات الواسعة من الشعب العراقي للمرجعية سيتغير لان هذا الولاء بناء تأريخي قديم ولن يهتز ببساطة من خلال واقع مرير ليست الحكومة هي السبب الرئيسي فيه. اقول نعم هي سبب من الأسباب، ولكن ليست السبب الرئيس فيه ولا اعتقد أن قناعات الشعب تتغير".

وقال الشيخ جبار الخزاعي احد طلبة الحوزة العلمية والمقربين من مكتب السيد السيستاني: ان نفوذ وحضور السيستاني الان اكثر من السابق واصبح تاثيره في الشارع السياسي العام وفي مركز القرار داخل الحكومة أعمق، بدليل زيارة نوري المالكي رئيس الوزراء الى مكتبه في النجف في الاسبوع الماضي. اما بخصوص موضوع صوره في الشوارع والساحات العامة وتضاؤل تداولها بين الناس قياسا بصور السيد مقتدى الصدر قال الخزاعي: ان السيد السيستاني يرفض اصلا وضع صوره في اي مكان وهو لايحب التظاهر اعلاميا بقدر مايكون له نصيب محبة في قلوب العراقيين بمختلف طوائفهم".

لكن السيد لطيف الميالي احد العاملين في مكتب السيد السيستاني ابدى اندهاشاً واستغرابا شديدين من الطروحات التي قال انها بعيدة عن الواقع، وقال: ان عدم تدخل السيد السيستاني في القضايا السياسية بشكل تفصيلي لا يعني ابتعاده عن الواقع العراقي والشأن الداخلي والخارجي المحيط بالبلد بل تجده يرشد ويوجه وينصح وحتى ينتقد فوجوده هنا ابوي وارشادي وهذا مايزيد من مساحة احترام المقلدين له واتباعه بشكل عام، وبذلك ينفي السيد لطيف الميالي ما تشير إليه التقارير الغربية بتحول الشيعة المعتدلين الى معسكر المتشددين".

وتابع يقول " يبقى السيد السيستاني غير راض عن اداء الحكومة وخصوصا في مجال الامن والخدمات رغم الظروف الصعبة المحيطة بعمل الحكومة والتي لم تختبر تجربتها



http://www.aljeeran.net/wesima_articles/reports-20061103-54092.html[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم