ܫܠܡܐ ܕܚܘܒܵܐ ܘܐܝܼܩܵܪܵܐ
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܐܵܗܵܐ ܬܘܼܢܝܼܬܵܐ ܟܪܝܼܬܵܐ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ̣ ܣܘܝܼܕܢ
أخي القاص والروائي عادل دنو
أحييك على ما كتبته.. وفي ذات الوقت ذكرتني بالقصة القصيرة التي كتبتها ونشرتها في كتاب بعنوان: " نينوس وليشانا ديما " قبل عدة سنوات محورها بذات المعنى حين يقول الوالد لإبنه: ليشانا لِه ماخل لخما.. ليجيبه: ان لِه ماخِل لخما كي ماخل كيكا. ويثبت مقولته في نهاية القصة.
ولدى قراءتي لقصتك القصيرة, عمدتً ترجمتها مباشرة ليطلع عليها من لا يفقه مضمونها ويجهل قراءة حروفها, آملاً أن تنال رضاك.. مع بالغ شكري وتقديري لجهودك الأدبية.
الكتاب والتلفاز
بقلم: عادل دنو
ترجمة: ميخائيل ممو
منذ طفولتي والقلم رفيقي في المدرسة الإبتدائية, الرسم والكتابة...! متواصلاً ومربوطاً بالطين.. ورق الطين.. العراقي القديم كان يكتب على ألواح الطين ويدعها تفتخر في النار.. ليصون اللوح بما فعله الإنسان.. نشره وأصبح مرتبطاً بالقلم والورقة.. ليكون كتاباً للشراء والقراءة..! منذ صغري ولجت حقل الكتابة.. فعل الكتابة بملئ التجارب.
تزوجت.. فإحتوانا بيت صغير.. خِباْ ضيق.. ايجارنا.. صعوبة دفع الإيجار.. وليدي يرغب اللعب.. إبنتي تريد أن تدع عروستها تنام..! لا يتسع المكان لكل واحد منا..! كل شئ أصبح أغلى.. ذلك الشئ المبهج والمفرح الذي نملكه أصابه العطل..! صمتَ التلفاز! من يجمعنا فيما بعد..؟
زوجتي تتمتم.. أولادي ينهنهون.. كتابي ساكن صامت في زاوية ما..! الدراسة الأعلى جعلتني أبتعد من مدينتي..! رحلتُ لمدينة كبيرة.. وتركتُ كتابي..!
أمي إلى اليوم تخبز الخبز بالتنور.. بذهابي لزيارة أهلي.. شممتُ رائحة طيبة لذيذة من التنور على السطح.. ووضعت أختي أمامي الخبز الحار.. وقالت: كُلْ..! الخبز الطيب.! ولا مرة كنت اتصور طيبة هذه الرائحة والخبز هي من الحروف التي كانت تحترق.!
عشر سنوات بقي كتابي راكن في الزاوية.. أحياناً تحت المطر.. وتحت حرارة الشمس.. ثلاثة آلاف نسخة.. معلبة في صناديق.. تنتظر الإنتقال من غذاء العقل لغذاء الجسم.. عيناي لألف صديق رمتهم أمي في التنور..! رائحتهم تصلها.! فيبكون .. ولا سامع لها..!
ـ الكتابة لا تْطعم خبزاً..!
ألف مرة سمعت هذه المقولة.! أذناي عجزت عن سماعها..
في يزم ما.. سأل أحد الأصدقاء عن كتابي.. قلتً: أنه نائم فوق السطح.!
إشترى الكتاب مني.. وفي ذلك اليوم الذي استلمت قيمته.. اشتريت تلفازاً. فعادت البسمة على وجه ابنتي.. وعادت راحة ولدي.. وزوجتي أيضاً توقفت تمتمتها..
وفي تلك الإثناء قلت:
الكتابة تجلب التلفاز.!