المحرر موضوع: ايديولوجية ربط الشرف بالعضو التناسلي الانثوي اكبر اكذوبة في التاريخ  (زيارة 1726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
أيديولوجية ربط الشرف بعضو التناسلي الأنثوي
أكبر أكذوبة في التاريخ
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
قبل الولوج الى منطقة الطابو"المحرم" المحيطة بقوالب أسمنتية فولاذية مصنوعة في معامل الجهل والتخلف واللاعلمية.يجب هدمها بمعاول وفؤوس التفكير العقلاني والعلمي.وينبغي تقيؤها من التصورات الغيبية والماورائية.وسلاحنا في هذا النضال هو الشك بالموروثات الثقافية والدينية والادبية وعدم التسليم الساذج لتراث القدماء وعادات وتقاليد الأسلاف الخرافية والأسطورية.
لمعرفة أي ظاهرة بشرية ينبغي الوقوف على المحدد التاريخي والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي أنتجتها.لا يوجد شئ يأتي من عالم آخر بالمظلة "الباراشوت" حامل معنى ثابت وتفسير جامد. بل تولد وتتكون وتنمو في فضاء أرضي منفتح على المجهول والمفاجآت هكذا الخلق والابداع يكون سمة أي ظاهرة وليس الركود والتحجر.وكلما  ظهرت على سطح التاريخ معارف جديدة نعيد النظر في منظومة مفاهيمنا القديمة عن الانسان والحياة والمجتمع نضخ فيها دماء جديدة تناسب الوضع الحاضر والمطلب الحضاري ونترك البالي والعفن في سلة مهملات التاريخ.
إن الوعي الجمعي مشحون بترسانة هائلة من التصورات السلبية والقوالب النمطية عن المرأة مدعومة بالمعتقدات الدينية .فهي منذ بدء الخليقة "ادم وحواء" حملت وسام الذل والعار على صدرها بعد أن أغوت آدم بالأكل من الثمرة المحرمة  وتم طردهما من الفردوس .ومنذ ذلك الحين أصبحت المرأة رمز الغواية والشهوة والمكيدة   بأمتياز وألصقت بها كل انواع الدونية والنقص والتبخيس.وان فكرة الشرف التقليدية المباركة من الاديان السماوية ابتكرها الرجل من اجل السيطرة عل المرأة والتحكم بها وصد مخاوفه منها .وهي محاولة يائسة وبائسة لانقاذ بؤسه الداخلي الذي فرضه الفقر الاقتصادي والحرمان الاجتماعي والاضطهاد السياسي في عالم سلب منه كرامته الانسانية.لو كان  هذا المفهوم للشرف حقيقي لانطبق على الرجل والمرأة على حد سواء لكن الواقع يقول غير ذلك فالرجل معفي من أي ضريبة اخلاقية تجاه أي فعل جنسي محظور بينما المرأة حتى لو فقدت عذريتها دون ارادتها لقامت الدنيا ولم تقعد عليها هذه هي ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.
وأن حصر الشرف في جسد وسلوك المرأة تكونت على يد وعاظ السلاطين لخدمة قوى اجتماعية وسياسية معينة ولتثبيت سلطة الحكم ونظام مجتمع بطريركي.ان هذه الفكرة ذات المنشأ التاريخي صارت مع مرور الايام طبيعة هكذا تحولت المرأة الى ضحية وجلادويقول د.مصطفى الحجازي بهذا الصدد"الأستلاب العقائدي هو تبني المرأة لقيم سلوكية ونظرة الى الوجود تتمشى مع القهر الذي فرض عليها وتبريره جاعلة منه جزءا من طبيعة المرأة لذلك تقاوم تحررها وترسخ البنى التسلطية المتخلفة التي فرضت عليها"ص32 لم يظهر التقييد الاجتماعي للجنس إلا مع الثورة الزراعية الاولى حيث بدأ التقنين والتضييق المتواصلين يلاحقان الاشباع الجنسي لانه في هذه الفترة انتعشت الملكية الخاصة واصبحت المرأة والاشياء جزء من ممتلكات الرجل.وتقول سيمون دي بوفوار"في عصر الزراعة حيث اصبحت المرأة ملك الرجل ذلك هو :الانكسار التاريخي الكبير للجنس النسائي:ص27
يطرح المفكر المصري سامي لبيب تفسيره لمنشأ الشرف في المجتمعات الانسانية يرى أن أي قيمة او سلوك هو لتحقيق حاجة ومصلحة ولا تتكون اي مفردة من ذاتها بدون غاية وحاجة.....فمفهوم الشرف جاء من اجل مصالح تعرضت للخطر فالمرأة التي تحب وتتزوج من خارج العشيرة يعتبرونها جالبة للعار لكن السبب الحقيقي الخالق لفكرة العار والشرف ليس كونها احبت بل الخشية من انهاك قوة الجماعة وخصم من رصيدها الانتاجي فهذه المرأة هي وعاء انتاجي للاطفال".
ان علة تحريم الجنس قبل الزواج حسب علماء الاجتماع تكمن في ارادة الحفاظ على صفاء النسب وعلى التوريث الصحيح وذلك من خلال اجتناب ازدياد اطفال غير شرعيين من اجل ذلك المطالبة بعفة المرأة وربط شرف الرجل بعفة المرأة.كل هذه آليات للحفاظ على الأمن السلالي بعد وجود حبوب منع الحمل إن زوال العلة يقودنا الى زوال التحريم .التحريم يصبح مجانا حين يفقد علته.ان في قمة الشرف الانثوي تنتصب قيمة العفة ليس بمعنى التبتل المسيحي ولا شرف المرأة الحرة سيدة جسدها ورغباتها.انه الشرف الذي يمتثل لكسب رضا المجتمع وينزل عند رغبة الرجل .ان الثورة الجنسية التي انبثقت خلال الستينات حاملة معها ثقافة جديدة وافكار جديدة عن قوة الحب وجمال الجنس كجزء فطري من الحياة الطبيعية .بالرغم شطحاتها وانحرافاتها لكنها ردت الاعتبار الى كيان الانسان وطاقاته الحيوية بعد ان شوهته الايديولوجيات الدينية والافكار الفلسفية التي اعلت من شأن الروح وحطت من قيمة الجسد والمادة.نحن ضد الاباحية والبغاء وزواج المثليين والجنس من اجل الجنس وكل الممارسات الرخيصة .الجنس مسألة شخصية مثل الدين يقوم بين شخصين ناضجين ومسئولين يجب فك الارتباط الذي بينه وبين الأثم وعدم الخضوع الى التمأسس الزواجي أو احتكاره من قبل اي مؤسسة دينية والنشاط الجنسي غير الزوجي ليس بالضرورة نشاطا سوقيا لا اخلاقيا بل قادر على التعبير عن اسمى مشاعر الحب والوفاء.يقول عالم النفس فيلهلم رايش في كتابه الثورة الجنسية"ان تحرر الاخلاق الجنسية سيؤدي الى تحول سلمي للبنية الاجتماعية الانسان الذي يعيش في علاقات مشبعة لن يمكن تقييده في نظم حكم ولا تعبئته لاعمال عنيفة".عكس الانسان الجائع جنسيا فأنه يتحول الى شخصية اصولية متشددة يمكن يفجر نفسه ضد الاخرين هذا ما نراه في الارهابيين والاقراص التي شاهدناها عنهم وهم يحتفلون استعدادا للقاء حور العين في الجنة ان دل هذا على شئ فأنه يدل على ان الغريزة الجنسية هي الرقم الاصعب في الطبيعة البشرية.
الحجازي د.مصطفى:التخلف الاجتماعي سايكولوجية الرجل المقهور
دي بوفوار سيمون :الجنس الآخر
Emmanuell-alrikani.blogspot.com