المحرر موضوع: ثلاث دراسات حول صدام تلقي الضوء على مخاوفه وتسلطه وقسوته  (زيارة 1695 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


اعتمدت تحليل عباراته اللغوية .. ثلاث دراسات حول صدام تلقي الضوء على مخاوفه وتسلطه وقسوته

واشنطن / متابعة المدى
قارن وولتر واينتروب، استاذ علم الصحة العقلية في جامعة ماريلاند الاميركية بين تصريحات لصدام وتصريحات رؤساء اميركيين، وخلص بعد ان حلل هذه التصريحات باستخدام منهجي تحليل المضمون والتحليل النفسي إلى ان صدام "كان يرى نفسه العراق وكان يرى العراق نفسه". اختار واينتروب عشوائياً ردود صدام على اسئلة صحفيين خلال مقابلات صحفية بعد غزو الكويت 1990، وقبل غزو العراق 2003. واختار، عشوائياً ايضاً، ردود رؤساء اميركيين على اسئلة صحفية مماثلة، ومن بين هؤلاء الرؤساء تيودور ايزنهاور، وجون كنيدي، وليندون جونسون، وريتشارد نيكسون، وبيل كلينتون. واوضحت المقارنة ان صدام استعمل كلمة "انا" اقل من الرؤساء الاميركيين، واستعمل كلمة "نحن" اكثر منهم. وقالت الدراسة ان هذا يدل على الآتي:
اولاً، تعظيم صدام لنفسه، ثانياً عدم الفصل بين نفسه وحكومته، ثالثاً عدم الفصل بين نفسه والعراق.
في الجانب الآخر فضل الرؤساء الاميركيون استعمال عبارات مثل "حكومتي" و"إدارتي" و"الولايات المتحدة" وبالتالي وضعوا "خطاً فاصلاً" بين شخصياتهم وبين مناصبهم.

سؤال وجواب
*واوضحت المقارنة كذلك ان صدام استعمل عبارات حادة ومباشرة اكثر من الرؤساء الاميركيين، مثلاً عندما رد على سؤال دان راثر، مذيع اخبار تلفزيون "سي بي اس" في مقابلة بعد غزو الكويت، "لماذا غزوت دولة صغيرة، ومجاورة، لم تهدد العراق؟" ورد صدام "هل تعرف ان حكام تلك الدولة، التي تقول انها صغيرة أشرار؟ انت مواطن اميركي، ولهذا يجب ان تحترم وطنيتك، وتقول الحقيقة". وقال البحث ان رد صدام يدل على الآتي: اولاً، رد على السؤال بسؤال، مما يوضح انه لم يكن مستعداً للسؤال، او لم يتوقعه، ووجد نفسه في موقف المدافع، وقرر ان يكون الهجوم على الصحفي الاميركي افضل انواع الدفاع. ثانياً، شكك في وطنية الصحفي الاميركي. ثالثاً، لم يجب على السؤال اجابة مباشرة عن غزو دولة مجاورة لم تهدد العراق.

فظ وخشن
واوضح تحليل مضمون تصريحات صدام انه "اراد السيطرة على ما يقول، حتى لا يفلت منه زمام الحديث، وتحاشى الا يقع في فخ نصبه له السؤال، وتعمد ان يوضح انه يسيطر على الموقف، واثبت انه يتصرف بدون ان يفكر كثيراً قبل ان يتخذ قراراً، واثر مزاجه الحاد على كلامه". وقال التحليل ان استعمال صدام لكلمة "نحن" اكثر من استعمال الرؤساء الاميركيين لها يشبه استعمال قادة معينين لها، لأن هؤلاء يعتقدون انهم "اكثر من مسؤولين حكوميين"، وانهم يمثلون شعوبهم او يمثلون دولهم. ولاحظت الدراسة المبالغة في الاوصاف التي استعملها صدام مثل "عدوكم ظالم وعنيد وغادر". كما لاحظت ميل صدام إلى الكلام المباشر مثل "قررت الغاء هذا القانون"، بدلاً عن كلام الرؤساء الاميركيين غير المباشر مثل "ادارتي ستبحث عن بديل لهذا القانون"، مشيرة إلى ان هذا يدل على ان صدام شرس ومشاكس و"فتوة". ولهذا كان رد فعل تصريحاته سلبياً وسط الاميركيين لأنهم - كما قال كاتب الدراسة - "حسب تجربتي الخاصة وحسب ابحاثي العلمية النفسية، وجدت ان الشعب الاميركي لا يرتاح للشخص الذي يبدو متأكداً مما يقول، ناهيك عن الشخص الذي يقول انه متأكد مما يقول". واضاف ان "الناس في المجتمعات الديمقراطية لا يقدرون على تحمل الحديث المباشر والفظ والخشن. واي مرشح يستعمل كلمات مباشرة وصارمة ضد مرشح منافس لا يستطيع الفوز في الانتخابات". وضرب مثالاً بالصحفي الاميركي اليميني، باتريك بيوكانان، الذي ترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري 1996 وسقط. وقال ان واحداً من اسباب سقوطه هو "عباراته المباشرة"، مثل استعماله لوصف "الحرب الثقافية" إشارة إلى زيادة المهاجرين من دول العالم الثالث في اميركا.

مقابلات صدام
واتفق مع نتائج هذا البحث بحث نفسي آخر اجراه ديفيد ونتر، استاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة ولسلي في ولاية الينوي، الذي قال ان صدام "اعتبر ان الوصول إلى الحكم، والبقاء فيه، والمحافظة عليه، اهم من انجازاته بعد الوصول إلى الحكم". واعتمد البحث على تحليل عشر مقابلات صحفية اجراها صحفيون غير عراقيين مع صدام، قبل وبعد غزو الكويت. وقارن البحث بين هذه المقابلات ومقابلات صحفية مع الرئيس بيل كلنتون، اعتماداً على نوعية العبارات في المقابلات: هل هي عبارات عن الاهداف، ام عبارات عن الانجازات. ووجدت الدراسة ان تصريحات كلينتون تركز على"انجازاته"؟ وان تصريحات صدام تركز على "اهدافه". وقال البحث ان "هدف البقاء في الحكم يأتي في مقدمة اهداف صدام، ولهذا لم يكن يرى غضاضة في تحدي الذين يعارضونه، وفي تحدي الرأي العام العالمي، مثلما حصل عندما رفض اخراج قواته من الكويت". وقال البحث ان "الابحاث العلمية اثبتت ان الشخص الذي لا هدف له سوى السيطرة والسلطة والحكم يميل اكثر من غيره نحو المغامرات والمخاطرات، ويخلط بين امكانياته هو وامكانيات الظروف المحيطة به، وبالتالي، يبالغ في تقييم فرص نجاحه، وفرص الفوز على هذه الظروف".

مستشارون
وذكر ونتر ان المقارنة نفسها بين كلينتون وصدام يمكن ان تطبق على مساعدي الاثنين. ووجد البحث ان مساعدي كلينتون مالوا اكثر نحو الانجازات، وشعروا بمضايقات عندما لم تتحقق اهدافهم، ويمكن الاشارة هنا إلى فنسنت فوتسر، صديق كلينتون ومستشاره الذي انتحر 1993، وترك مذكرة انتقد فيها هجوم الاعلام عليه، ما فسر بانه احساس بالفشل لعدم قدرته على تحقيق اهدافه خلال عمله. وفي الجانب الآخر، وصف البحث وزراء ومساعدي ومستشاري صدام بانهم "متملقون لا يقولون الحقيقة لرؤسائهم"، وقال ان هذا كان من عوامل الفشل لأن "الحقيقة تقود إلى الابتكار، والابتكار يقود إلى النجاح، وهذا يقود إلى ابتكار جديد. لكن التملق يحجب الحقيقة". ولاحظ البحث ان صدام اعتمد على تعيين نسبة كبيرة من مساعديه من عائلته (آل المجيد) او من قبيلته وان هؤلاء اعتبروا صدام ليس فقط ممثلاً للعائلة وللقبيلة، ولكن ايضاً لكل العراق، وان كل ما يؤذي صدام يؤذي العائلة والقبيلة والعراق. وقارن البحث بين كلينتون وصدام في مجالين: اولاً، حول كلينتون كثيراً من "اهدافه" إلى "انجازات" خلال السنوات الاولى له في البيت الابيض، وكان كل نجاح يقود إلى آخر. لكن، لأن هدف صدام كان البقاء في الحكم، "اصبحت انجازاته ونجاحاته هي القضاء على الذين يعارضونه او يعادونه". وبينما كانت فلسفة كلينتون (وفلسفة كل نظام ديمقراطي) هي ان الوصول للحكم وسيلة لتطوير البلاد، كانت فلسفة صدام (وفلسفة كل نظام دكتاتوري) هي ان الوصول إلى الحكم خير وسيلة للمحافظة عليه. ثانياً، ضمان بقاء كلينتون في البيت الابيض لاربع سنوات (ثم اربع سنوات اخرى بعد فوزه للمرة الثانية) ساعده على الاحساس بالاستقرار النفسي. لكن العكس حصل بالنسبة لصدام، لأن بقاءه في الحكم لم يكن محدداً، ولا مضموناً، ولهذا تغلب عليه القلق، والخوف من فقدان السلطة. وبينما دفع الاستقرار النفسي كلينتون إلى الامام (حتى ظهرت فضيحة علاقته الجنسية مع مونيكا لونسكي)، جر القلق النفسي صدام إلى الوراء.

استغلال الوطنية
واوضح بحث آخر اجرته مارغريت هيرمان، استاذة علم النفس والعلوم السياسية في جامعة اوهايو ستيت، ان صدام استغل الشعارات الوطنية ليس لدفع العراقيين لخدمة وطنهم، ولكن لحماية حكمه. واعتمد البحث، في الوصول إلى هذه النتيجة، على عبارات وردت في اجابات صدام في ستين مقابلة صحفية معه، وقارنها مع عبارات مماثلة في مقابلات صحفية مع 86 رئيس دولة من مختلف انحاء العالم.
وحقق صدام، في خانة الوطنية (أي تكرار عبارات وشعارات وطنية) سبعين نقطة، بالمقارنة مع اربعين نقطة لباقي حكام العالم. وقال البحث انه "كلما ارتفعت درجة الحماس الوطني، يتوتر الحاكم والوطن، ويقرب هذا التوتر بين الجانبين حتى يصبح الحاكم وكأنه الوطن ويصبح الوطن وكأنه الحاكم. ويعتبر الحاكم ان كل تهديد للوطن تهديد له". واضاف البحث ان المغالاة في الوطنية "تقود الحاكم ووطنه إلى تقسيم الآخرين إلى اعداء واصدقاء، وإلى (معنا) و(ضدنا)". وفي حالات كثيرة يلقي هذا الحاكم اللوم على الاعداء اذا تعرض وطنه، او تعرض هو، إلى خطر او اذى".



http://www.almadapaper.com/sub/11--804/p05.htm#2[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم