بين افتقاد الأهل والأصدقاء وروح التعاون.. أهالي تللسقف يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد
عنكاوا كوم- تللسقف- لؤي عزبو رغم تحسن الوضع الأمني في تللسقف إلا أن الهجرة ازدادت خلال العام الماضي مما اثر على أحاسيس الناس وشعورهم بالمرارة لمغادرة مقربين منهم كما أن افتقاد الأهل والأصدقاء وروح التعاون أبرز ما يشغل أهالي تللسقف وهم يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد هذه السنة.
عنكاوا كوم اطلع على آراء بعض الأهالي..
ضياء سالم كان مشغولاً مع مجموعة من الشباب في تحضير شجرة كبيرة للعيد التي توضع فوق سطح الكنيسة وقال "ربما تغير مفهوم العيد لدينا وأصبح الاهتمام بالمظاهر مثل الملابس والكماليات أكثر من الاهتمام بجوهر معنى ميلاد يسوع".
وأضاف "سالم" إن "الفترة التي تسبق العيد بشهر, قد تؤثر على العائلة اقتصادياً من حيث المبالغة في شراء الملابس وحاجيات العيد".
وشكا "سالم" من "استغلال أصحاب المحلات، حيث البضاعة في تللسقف أغلى من مثيلتها في أسواق دهوك أو الموصل وتتضاعف الأسعار خلال الأيام التي تسبق العيد".
وعن زيارات العيد، أكد "سالم" على مشكلة "تناقص عدد العوائل بسبب الهجرة, فلم يبقى سوى عوائل معدودة ضمن درجة القرابة الأولى لذا قلت الزيارات بين العوائل عن السنوات السابقة".
صلاح فهمي شابا الذي يشرف على مكتبة كنيسة مار كوركيس، أكد على تميز هذه السنة بالمشاركة الجماعية قائلاً إن "التعاون كان ميزة هذه السنة في التحضيرات الجماعية من قبل أخويات الكنيسة في تهيئة كل المظاهر والترتيبات اللازمة لإظهار الكنيسة بأجمل صورة خلال العيد".
وتمنى "شابا" أن "يقوم الشباب بحملات لتنظيف القرية وتجميلها", واقترح مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم ذلك.
وبعد أن ترك عامرية الفلوجة بسب سوء الوضع الأمني، سكن
نجم يوحنا كوركيس في تللسقف وأصبح لديه إحساس بالأمان, وقال لموقع عنكاوا كوم إن "أهم ما يميز العيد هنا في تللسقف الشعور بالأمان والاستقرار بسبب الاختلاف الجذري بين المنطقة السابقة فهنا يوجد تقارب بين الناس ولا مشاكل تذكر".
صاحب محل بيع الملابس الولادية
داود قرياقوس قال إن "الأسعار خلال العيد ترتفع قليلاً وهذا يشمل كل السلع والبضائع من ضمنها الملابس, والسبب هو ازدياد الطلب في هذه الفترة".
وأضاف "بخصوص الوضع الأمني فهو في تحسن مستمر ومناطقنا آمنة نسبياً مما يساعد على الاحتفال بالعيد".
وتكلمت العمة
مروشة داود هرمز وهي في سبعينيات العمر عن العيد "أيام زمان" بأنه "حتماً كان أفضل من الآن, رغم أن المستوى المعاشي تغير كثيراً نحو الأحسن إلا أني أشعر بالحزن لأن كل أولادي في بلاد الغربة وبعيدين عني".
ذلك بعض ما يدور في أذهان أهالي تللسقف, ومن يزور باحة كنيسة ماركوركيس هذه الأيام يلاحظ تواجد أعضاء الأخويات بالعشرات وهم يقومون بمختلف أعمال التهيئة للاحتفال بعيد الميلاد من المغارة والشجرة وتنظيف الكنيسة وصنع الشموع وتشكيل لجان تنظيمية لأوقات القداديس، فيما انشغل آخرون بالتدريب للفقرات الفنية والدينية التي من المؤمل أن تعرض في الاحتفالية الخاصة التي ستقام بمناسبة العيد.