عوائل مسيحية في منطقة الزعفرانية تستعد لإحياء عيد الميلاد
عنكاوا كوم- بغداد- بسام ككا تعددت الآراء وتنوعت الأفكار لدى العديد من المواطنين بالتعبير عن تقاليدهم واستعداداتهم لأعياد الميلاد، فمع حلول العيد في كل عام تنشغل العوائل المسيحية في بغداد بالتحضير لمظاهر تزيين البيوت والكنائس وعمل الآكلات والمعجنات وشراء الاحتياجات من ملبس وغيرها، في دلالة واضحة على أن التقاليد المسيحية مازالت حية وراسخة ويمارسها أبناءها.
وللحديث عن هذه الاستعدادات، زار موقع عينكاوة كوم عدد من العوائل المسيحية في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد للتعرف على مجريات حياتهم اليومية التي يعيشونها فترة العيد وما يسبقه من مهام في التحضيرات.
ومن بين تلك العوائل التي تنتظر قدوم العيد بلهفة، أسرة السيد
مشتاق فرج كرومي الأستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد الذي يعيش مع زوجته وطفليهما ووالدته وأخته إذ قال في مستهل حديثه إن "نصب الشجرة وتزينها وعمل الكليجة وأكلة الباجة وشراء الملابس للأطفال من أهم الأشياء الواجب تحضيرها استعداداً لاستقبال عيد الميلاد".
ويستذكر "كرومي" أعياد الميلاد في الأعوام السابقة حينما كان الاحتفال بقداس العيد يقام في مساء ليلة الميلاد، لكن في السنوات الأخيرة ومع تذبذب استقرار الأمن اضطرت الكنيسة منذ العام 2003 إلى إقامته في صبيحة يوم العيد، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية أفضل بكثير عما كانت عليه سابقاً وهناك فرق ملموس في هذا العيد من النواحي الأمنية والثقافية والاجتماعية، وإن كانت أعداد المسيحيين تناقصت في العراق فلا يعني هذا اعتكاف من بقى منهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية في ظل المتغيرات الحاصلة.
وعن النشاطات التي ستتزامن مع العيد، لفت كرومي إلى أن كنيسة مار بولس الواقعة في منطقته ستقيم حفلة لأطفال التعليم المسيحي وعوائلهم سيتخللها توزيع الهدايا لهم من اجل مشاركتهم فرحة الميلاد وبث روح الاطمئنان في نفوسهم.
وفي أطار تعامل الدوائر الحكومية الرسمية مع الموظفين المسيحيين، تقول
زوجة "مشتاق" الموظفة في وزارة التعليم العالي إن دائرتها تتعاطف مع موظفيها من المسيحيين من خلال منحهم إجازة العيد ليتسنى لهم الوقت الكافي للتحضير لهذه المناسبة، مضيفة إن السنة الماضية حصلت على مكافأة (عيدية) بمناسبة عيد الميلاد فضلاً عن شمول المسيحيين بمكافآت أخرى تصرف لجميع موظفي الدولة في أعياد المسلمين.
كما التقى "عينكاوة كوم" في كنيسة ما بولس مع السيدة
نادية سولاقا التي كانت الفرحة تغمرها خلال حديثها عن تقاليد ألاحتفال بميلاد يسوع المسيح قائلة إنها "تحرص في كل عيد على نصب الشجرة والمغارة بشكل مختلف عن العيد الماضي والانتهاء من عمل (كليجة) العيد قبل حلوله بأيام".
وضمن النشاطات الأخرى التي اعتادت "تسولاقا" على القيام بها قبل العيد تقول إنها "تشارك في جمع التبرعات من أشخاص أثرياء وشراء الهدايا رغم تباين أسعار السلع والحاجات بغية توزيعها على أطفال التعليم المسيحي ضمن احتفالات الكنيسة في أعياد الميلاد"، مشيرة إلى أنها تهدف من خلال هذا العمل إلى منح الآمل والسعادة لأطفالنا، مضيفة أن شبيبة كنيسة مار بولس تقوم أيضاً بزيارة العوائل المسيحية في منطقة الزعفرانية لتقديم التهاني ومشاركة الأهالي بهجة العيد.
وكانت الوقفة الأخيرة مع الشماس
رامي فرنسيس العائد مع أسرته من سوريا اثر تفجر الأوضاع هناك ودخول البلد في متاهات الحرب الأهلية والذي يعيش حالياً في المنطقة ذاتها ويشارك رعية الكنيسة من خلال مشاركته في تدريب جوقة المرتلين للاستعداد لعيد الميلاد والذي اعتبر قيامه بهذا العمل الطوعي مساهمة منه في تقديم الخدمة لأبناء كنيسة مار بولس في الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد.
ولم يكن الأب
ألبير هشام راعي الكنيسة بعيداً عن هذا الاستعداد بل كان حاضراً ومنشغلاً مع جوقة الكنيسة في استكمال التحضيرات التي تسبق العيد، منوها في حديث لموقع عينكاوة كوم إلى أن "الكثيرين يتصورون أن منطقة الزعفرانية خالية من المسيحيين لكن الحقيقة عكس ذلك فهناك أكثر من مئة عائلة مسيحية تعيش في المنطقة".