المحرر موضوع: مظاهرات الأنبار كوردستانية  (زيارة 2654 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ئارام باله ته ي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مظاهرات الأنبار كوردستانية

ربما يستغرب البعض من هذه الصحوة السنية في غرب العراق ، والأحتجاج والتجاسر الصريحين على حكومة المالكي . مع العلم أن الأخير قد أذاقهم مرارات أكبر من مسألة حمايات وزير المالية (السيد العيساوي) . والموضوع كله لايتعلق بالسجينات ، حيث هذه المسألة ليست بالطارئة في المشهد العراقي المليء بالأحداث الجسام . بالأمس القريب سلب المالكي حق القائمة العراقية التي تمثل بدرجة كبيرة المكون السني ، وشكل على حسابهم حكومته بعد سباق لم ينل مركزه الأول ، ولم يحتج هؤلاء (السنة) بهذه الطريقة ! . ثم أطاح المالكي بنائب رئيس الجمهورية السني بطريقة بدت للكثيرين بأنها مفبركة وظالمة ، ولم تخرج مثل هذه التظاهرات ، مع العلم أن الهاشمي حاز عدد أصوات أعلى بكثير من العيساوي مفجر التمرد الأخير على المالكي . ناهيك عن أمور أخرى أقل وزنا من التي ذكرناها .
ان المكون السني يشكوا من التهميش منذ بدء العملية السياسية في العراق الجديد ، حتى بعدما انخرط في مؤسسات الدولة وأعتلى ممثلوه مناصب سيادية . لكنه سياسيا لم يتجرأ على الخروج من طاعة الدولة التي بات الشيعة يحكمونها تحت تأثير الف وأربعمائة سنة من ارث المظلومية . ان الأمر أعظم من كونه تطاولا على الوزير العيساوي أو انتهاك حرمة بضعة سجينات . التحول الجوهري حصل هنالك على مشارف تلال حمرين .
ان السيد المالكي بعد أن أنتهى من تفكيك القائمة العراقية بحيث لم تعد تشكل عليه خطرا ، وبعد أن حول المجلس الأعلى الى أثر بعد عين ، وأنسى العراقيين بوجود حزب اسمه الفضيلة ، وأعاد الصدريين مرارا وتكرار الى بيت الطاعة بالعصا الايرانية . كان لابد أن يجرب حظه مع الكورد بغية إخضاعهم  وكنس الساحة من كل الأشواك التي تسبب له قلقا . لكنه تناسى عامل الجغرافيا السياسية وتنظيم الكورد السياسي والعسكري ، ناهيك عن عدم شعورهم بعقدة خدمة النظام السابق ، وعدم تمكن المالكي من توجيه تهم الأرهاب اليهم والفرق بين كوردستان وبغداد اليوم بات لايحجب بغربال . لقد أبان السيد المالكي عن ضعف غير مسبوق في أزمته مع أقليم كوردستان ، عندما أراد الترويج لصراع قومي لم يتحمس له حتى عتاة القومجيين في العراق ، وذكره الشيعة بأن فتوى السيد  محسن الحكيم لازالت سارية المفعول . ان الكورد وقفوا في وجه المالكي وقفة الند للند وأرغموه على عدم المضي قدما في مخططه . بل أن المالكي قد أفاد الكورد وبالخصوص رئيس الأقليم الذي وجد من وراءه كل الكورد مجتمعين للمرة الأولى منذ عام 1992 ، وعبرت الأحزاب السياسية الكوردستانية عن مواقف ناضجة تصب في اتجاه وحدة الصف الكوردي في القضايا المصيرية التي من شأنها تهديد المكاسب الكوردستانية . ان هذه التجربة التي أثبت فيها الكورد أن زمن تغول المركز قد ولى ، شجع الساسة السنة والجماهير السنية على وقفتهم الاحتجاجية اليوم في الأنبار ، والأقتداء بالنموذج الكوردي في التعامل مع المركز . ان رفع الأعلام الكوردستانية منذ اليوم الأول في ساحة الأحتجاج له دلالة تتعدى كون الكورد سنة . اذ أن هذا العلم قد وقف ضد مد نفوذ المالكي ، وحرم نظام الأسد في سوريا من منفذ حدودي هام ، وتم تقديم العون للكورد السوريين في وجه الة الدمار الأسدية  . مع كل هذه المعطيات كان لابد للسنة أن يغاروا لأخوتهم في سوريا من خلال غلق الطريق الدولي ، وكان لابد أن يقولوا للمالكي (كفى) ، ويجب اعادة صياغة العملية السياسية وفق قواعد أخرى تحفظ للسنة هيبتهم وكرامتهم . 


ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
aram_balatay@yahoo.com