نحن نعرف بان لكل من الكنيسة والدولة استقلاليتهما الواحدة عن الأخرى في حقل عملها الخاص. فالكنيسة تتنظم بأشكال تلبي حاجات المؤمنين الروحية، فيما الجماعة السياسية تنشئ مؤسسات وعلاقات لخدمة كل ما يؤدي إلى الخير العام الزمني. لكن الاستقلالية تدعو الكنيسة والدولة إلى التفاهم من دون تخالط، والى التقارب من دون تصارع. والشراكة تعني أن الكنيسة لا تنافس السلطة السياسية بل تقرّ بصلاحية المجتمع المدني والسياسي واستقلاليته، وفي الوقت عينه تنتظر الكنيسة من الدولة أن توفر لها الظروف والشروط اللازمة لتأدية رسالتها.
الكنيسة هي جسد المسيح السري، هي ملح ونور العالم، هي في العالم وليست من العالم، هي جماعة المؤمنين المدعوين إلى القداسة ... الكنيسة في مفهومها الإنجيلي البسيط هي عروس المسيح (2كورنثوس 2:11) وقد دفع السيد المسيح حياته عربونا لمحبته "أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أفسس 25:5) ولهذا فهي دائما على حظر من السقوط في تطرفيين الأول: خطورة الغرق في الساسة : إن السياسة لا تخلو من إغراء وحسابات منافع فهي مكان خطر شديد فقلما يتنزه صاحبها عن الشهوة والغرض وعن اتباع قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة"... والمساومة والمنفعة وحسابات القوة ومن ثم فمن طبيعة الكنيسة أن تحترم المسافات وألا "تغرق نفسها أو أولادها" في السياسة بحجة المشاركة الفعالة، لأن هذا سيقودها حتما للعمل بقواعد السياسة والتي في كثير من الأحيان تخالف تعاليمها وإيمانها، ويجعل الآخرين ينظرون إليها كحزب سياسي، ويعاملوها على هذا الأساس... والثاني: خطورة الابتعاد السلبي عن السياسة : اعتبار السياسة شر، والابتعاد عن دائرة القرار ومن ثم فقدان المقدرة على التأثير والشهادة، والوصول للتهميش الذاتي، وإلى الإخلال بحقها في المطالبة بحقوق أولادها ومساعدتهم على بناء عالم أكثر إنسانية....من حق وواجب كل مؤمن مسيحي أن ينخرط بالعمل السياسي لبناء المجتمع والدولة الديمقراطية، ولكن لا يمكن أن يتخلى عن مبادئ إيمانه وأخلاقه المسيحية من اجل معتقد الحزب أو المنظمة أياً كانت عقيدة حزبه ليبرالية أو اشتراكية أو قومية... من واجب المسيحي المساهمة في بناء الدولة والمجتمع والاقتصاد على ضوء تعاليم إيمانه.
http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NTM3Nw%3D%3Dكثر في الاونة الاخيرة المطالبة من البطريريك الجديد للكنيستنا الكلدانية المقدسة بان يكون البطريريك له المام تام بالسياسة وهناك من يطالبه ويصدر توصياته للبطريريك ويحثه على المطالبة بحزمة تحديات كما وردت في مقالة الاخ حبيب تومي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,632475.0.htmlلكن هل الكنيسة فعلا بحاجة لان تدخل في السياسة وتجعل رجالها الروحين يبتعدون عن تعاليم المسيح له المجد او تحثهم لممارسة السياسة بجانب واجبهم الروحي ونحن نعرف بان في مجال السياسة هناك حالات الغضب والزعل والصراع لبعض المصالح الشخصية. ولهذا السبب نرجع لعنوان الموضوع هل الاحزاب الكلدانية الغير منطوية في التجمع لتنظيمات احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مصيرها بيد البطريريك الجديد لكنيستنا الكلدانية المقدسة ؟ تحياتي