المحرر موضوع: وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ــــــــــــ 19 فتاح خطاب  (زيارة 544 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatah Khatab

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ـــــــ 19    

                          فتاح خطاب 

وقد أنتهى الجزء 18 ب: لو بحثت في كل بقاع كوردستان،
سوف لن تجد خريجاً واحداً وحسب،
تنطبق عليه شروط الخريج المتكامل.
وكذلك لن تجد خريجاً من معهد الفنون الجميلة او الأكاديمية، إلا نادراً ما
وهو لايزال يحتفظ بعنفوانه الفني والأدبي وحماسه وحبه لعمله الإبداعي
وثقته بنفسه وإيمانه بقدسية رسالته و واجبه الإنساني
تجاه شعبه والبشرية جمعاء..
كون الفنان او الأديب بصفته كائناً كونياً.
ولا غرابة في أن نتخذ من بريشت، بيرانديلو، مكسيم غوركي،ماركس، غرامشي، سارتر، أميل زولا، مظفر النواب، محمد الماغوط، أحمد فواد نجم..
قدوة لنا. وهذ شيء وارد. إلا أننا نرى عكس ذلك تماماً.
يتخرج الفنان من المعهد، في وقتنا هذا، وهو خالي الوفاض،
لا حلم له ولا يفكر بمشروع فني إثباتاً لذاته وإستمراراً لهوايته المفضلة..
إذن ما هي المشكلة وأين الخلل؟
فأرجع وأقول أن الإشكالية تكمن في العقلية المتخلفة للحزب الحاكم
ونظرته الضيقة وعدم إدراكه لدور الفنون وأهميتها في حياة الشعوب عامة..
وإلا ما معنى أن تأتي بشخص نكرة في عالم الفن والثقافة
وتنصبه مديراً للمعاهد الفنية؟!
أليس هذا الإجراء الغبي والقرار القرقوشي
إهانة وتحقيراً لكل الفنانين والأدباء؟
أليس هنالك أساتذة آخرين بديلاً عن كل هؤلاء الفاسدين والفاشلين السراق
الذين يعيثون فساداً في هذا الصرح الفني والثقافي؟
أهذه مجرد قرارات حزبية، أم إنها مؤامرة خسيسة وحرب شعواء
على الكيانات الفنية والثقافية؟
ولي قصص وحكايات مع هذا النكرة حين كان مساعداً للمدير..
وقد إلتقيت بالطلبة المتوجهين إلى التطبيقات في المدارس،
فأوصيتهم بتحضير بعض المسرحية القصيرة والعمل فيها وتقديمها في مهرجانات مدرسية. مثلما كنا نحن قد إعتدنا عليها أثناء التطبيقات  ببغداد،
وأنا شخصياً قدمت في ذات المدرسة أربعة عروض مسرحية للأطفال
ضمن مهرجانات المدارس.
وبعد العرض المسرحي نتوجه للجمهور محديثين عن أهمية النشاطات اللا صفية وتشجيع التلاميذ الأطفال للمشاركة الإيجابية في مثل هذه الفعاليات
التي يكون لها دور كبير في إنماء مدارك الطفل ويزيده حيوية وثقة بالنفس..
ولكن عند مواجهة طلبة الخامس المسرحي مع المساعد النكرة،
رفض المساعد الفكرة وقال لهم بالحرف الواحد:
ــ إنسوا أنكم قد درستم المسرح! فأنتم بعد الآن ستصبحون معلمين في المدارس الإبتدائية، فعليكم بالحساب والتربية الوطنية.. دارا دوو دارى دى!               
فتصوروا كيف تصرف هذا الدارس لعلم النفس
لكي يلعّب النفس عند طلبة الفنون الذين كنا نلقنهم ونعلمهم ونداري شعورهم
ونشجعهم على خياراتهم، ليل نهار وعلى مدى خمس سنوات،
لكونهم سيصبحون فناني الشعب،
ليقوموا بدورهم في إنارة العقول ونشر الثقافة الإنسانية بين الناس
لأجل غد أجمل وأفضل..!!
هذا المساعد قد أصبح بجرة قلم الخيانة، مديراً للمعاهد الفنية
رغم كل سيئاته وشطحاته، ولم يتعلم طوال وجوده المكروه وغير المستحب،
بيننا نحن الفنانين والكتاب والمثقفين،
سوى أن يلعب علينا دور (ياجو) الخبيث والنمام..       
     

            للموضوع صلة