المحرر موضوع: حركتنا القومية لم ولن تفشل !  (زيارة 1274 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
حركتنا القومية لم ولن تفشل !
الجميع يعلم بحداثة مصطلح القومية بالرغم من ان هوية كل شعب كانت معروفة حيث لم يتم التطرق اليها واستغلالها الا بعد ان نفذ وانتهى البعد السياسي الذي كان يلعبه الدين. عندها بدأت مرحلة اخرى من مراحل التحفيز البشري للسيطرة على مقدرات الاخرين من خلال استغلال هوية القوم وربطهم بآصرة جديدة بدلاً من آصرة الدين التي اصبحت قديمة ومملة. فالشعوب قديماً كانت تتصارع تحت راية الدين، وتضحي الغالي والنفيس في سبيل عقيدتها، لا بل صارت تجتهد وتُنَظّر لها، وحتى تجبر الاخرين على اعتناق ما يحلو لهم والا فالقتل والتنكيل ينال منهم تحت مفهوم الكفر الذي تم اختراعة وتعميمه لغرض استغلاله لتصفية اي فرد او اي مجموعة او حتى شعب تحت هذه الذريعة، وكأنهم موكلون من قبل الاله على الارض، بالرغم من ان الاله هذا وكما تقول العرب، رحمن، رحيم، ملك، قدوس، سلام، جبار، قهّار، عنيد، ماكر.........الخ من الصفات. ومع ذلك نراه اي هذا الاله لا يجبر مخلوقاته على عقيدة معينة ولا يتدخل مباشرة للتغيير لصالح اي طرف من الاطراف الدينية. فعندما رأى الانسان انه لا يد للإله في التغيير قرر ان يغير بيده، مستوحياً من الله ما يمليه عليه عقله. فالمسيحية انتشرت بعد اليهودية واخذت الطابع التبشيري وامتدت بالاتجاهات الاربع لهذا العالم، ثم انشقت واصبحت مذاهب يتقاتلون مع بعضهم من اجلها والحقد يملأ قلوبهم لمجرد اعتقادهم ان مذهبهم هو الاصح. واحسن مثل على هذا التقاتل والحقد والبغضاء ما حصل بين روما والقسطنطينية الى درجة ان روما لم تحرك ساكناً على الاطلاق عندما تم اسقاط القسطنطينية (استنبول حاليا) عاصمة الكنسية الارثودوكسية على يد الاتراك. ثم تداخلت طموحات الاسلام التبشيري ايضاً مع المسيحي، وصار يغزو البلدان ويمد ذراع الاسلام بالترغيب والترهيب، حتى امتدت اصابعه الى مناطق تواجد كنيسة المشرق في بلاد آثور او ما بين النهرين، في زمن كان المسيحيون يشكلون الاغلبية في ما نسميه الآن العراق. أصابع لم تستطيع الكنيسة ان تقلم اضافرها بل كانت تدهن هذه الاضافر من مبدا اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. وظل شعبنا المسيحي يعطي ويعطي والكنيسة تصلي وتصلي حتى انحسرت اعدادنا لا كمسيحيين فقط وانما كشعب ندعوه في هذه المرحلة كلدوآشوري سرياني، واصبحنا خدم واقلية للـ(فاتح!) الجديد.
استمرت سيطرة الوازع الديني الى ان تم اسقاط الرجل المريض الذي تم اعطائه حقنة العلمانية ليتم على الاقل منعه من الانهيار التام. فصار اتاتورك ينشد للقومية التركية بعيداً عن الدين مما حدا بالعرب تذكر هويتهم القومية واستغلالها كما فعل الاتراك، فصاروا يعزفون على وتر قديم حديث حيث اضافوا بعض القدسية اليها والى لغتها (خير امةٍ!)، وانطلقوا في موكب العروبة الجديد، الى ان استكملت أحداثه ونضب مفهومه عندها عاد العرب مرة اخرى الى الاسلام بربيع بدأه الاتراك ايضاً عندما استلمت الاحزاب الاسلامية في تركيا زمام السلطة، ثم صارت تنفخ نسمات ربيعها على العرب الذين انتفضوا ولا يزالون.
 أما نحن فبقينا في الجبال بعيدين عن التحديث ومن ظل في السهول كان تحت رحمة العرب المسلمين. ظلت الجبال تحمينا وتمنع من تطورنا وتطور كنيستنا، وبقينا مرتبطين بكل كلمة في التوراة والانجيل حتى وان كانت تمجد بني صهيون نرددها كالببغوات (واحنا الممنونين!). ثم بدأت الدائرة تضيق، الاتراك يقتلون والاكراد يذبحون ونحن ننقاد لقيصر ونهرب ونهاجر ولكن بـ(إيمان!). انتبه آغا بطرس الى حالنا واراد التغيير، ولكن، آآآخ من لكن!! الكل يعرف القصة ولا نريد نتهم الكنيسة حتى لا نصيب قلوب المؤمنين! انتقل حلم آغا بطرس الى الكثيرين من ابنائنا وبالأخص بعد احداث سمّيل التي كانت بحق ضربة قاصمة، قصمت ظهره، وابعدته عن الساحة السياسية لفترة طويلة جداً. ورويدا رويدا اصبحنا مقتنعين ان القيادة الدينية طيبة القلب لا تصلح امام هذا الكم من الذئاب السياسية المفترسة، وان علينا ان نجتهد نحن ايضاً ونكسر الاطار القديم الذي حاولنا الاحتماء به وان نبني اطاراً سياسيا ينقل معاناتنا كل هذه السنين للحصول على حقوقنا في ارضنا وبيتا المحتل. الغريب في الامر ان المحتل صار ينظر الى مطالبنا بغرابة برغم معرفته ويقينه اننا اهل الدار! صار ينظر بغرابة لانه متعود ومنذ دخوله الى بيتنا على اسلوب اعطي ما لقيصر... في المطالبة بحقوقنا! عندها علم ان (الخراف!) اخذت تنقلب الى ذئاب! وأخذ بالحيطة والحذر وحتى التخريب ! وصار يطرح الافاعي بيننا ويرسل الكلاب في اثرنا محاولاً تشتيتنا وتمزيقنا وفصل الاخ عن اخيه. ناضلنا الى ان صار العراق جميعه يعرفنا....تقدمنا خطوة، خطوة هزت كيان الاعداء، ثم اصبح لنا موطئ قدم! يا لسخرية القدر (موطئ قدم على ارضي وارض اجدادي!)، والاعداء عيونهم متجهة نحوي، يدفعون هذا ويرشون (اكرامية!) ذاك من اجل الايغال في ضرب وحدتنا، وصار عندنا (سولاقان!)، قديم وجديد، وكثر اصحاب القيل والقال ومثيري (القلاقل!) وزاد (أحبائَنا!) وتمرد (الماردون!)، فهذا يدافع عن الكنيسة بقلب حقود بعيد عن روح الكنيسة وتعاليمها، وذاك حباً بالكعكة، والاخر بالمنصب، حتى اختلط (الكعك بالمنصب!).
ان الحركة القومية لشعبنا هي في الحقيقة حركة نضالية وكل حركة من هذا النوع تصطدم بمعوقات. معوقات تضعها في اكثر الاحيان قوى معادية في الباطن والظاهر. لكن يبقى ان نقول هل يجوز ان نعلن فشل هذه الحركة او اي حركة لان المعوقات كثيرة ؟ الجواب هو: بالتأكيد كلا، لان حركتنا القومية عرفت الآخر، عدواً كان ام صديق، الى درجة اليقين، اننا اهل الدار ولنا حقوق، ومن ثم جرى تمثيلنا في البرلمان كشعب وقومية وليس كطائفة، حتى اصبحت لنا مدارس خاصة بلغتنا السريانية،  ومن لم يؤمن بهذا فليشرب من البحر!
اما ما يحصل بيننا من خلافات ومشاكل داخلية فهذه مسألة طبيعية تحصل في الاسرة الواحدة، حتى ولو كانت الاسرة متكونة من اثنين، المرأة والرجل. ان الخلاف مهما كان عمقه في الاسرة الواحدة وبسبب رابطة الدم من الممكن حله، وبما اننا متفقون ان اصولنا واحدة، فإننا إذن شعب وقومية واحدة واسرة واحدة، وهذا يعني انه بالإمكان تذليل الصعوبات التي تواجه امتنا. ولكي نواجه الصعوبات علينا ان نترك ونتغاضى عن بعضها ووضعها في اطار بعيد عن سياستنا. فالكنيسة واقسامها ومبادئها وطريقة اداء طقوسها يجب ان لا تكون سبباً لانشقاقنا فالدين لله والامة للجميع. علينا الفصل ما بين الروح والعقل ما بين الواقع والمتخيل ما بين الدين والسياسة، على الاقل في تفكيرنا المحلي القومي الذي يتعلق بشعبنا. علينا ان ننظر الى البعد الاخر من بني قومي وليس فقط ابناء قبيلتي او عشيرتي، علينا توسيع مفهوم الوطنية وحب ابناء قومي. وبالتأكيد فان الخلاف الاكبر اصبح، وبمعونة النخب التي تشجع على ثقافة التخلف والانفصال والانقسام، والمدعومة من قبل اصدقائنا (اللدودين!)، اصبح موضوع التسمية. موضوع، اي التسمية، يراه الآخر كالاتي: أنت بكيفك وآني بكيفي...كل واحد حر بموزته !! حيث الادعاء بانهم احرار في اختيار الاسم وانهم لا يعترضون على اختيار الجانب الاخر الاسم الذي يرغبونه.
ان فلسفة الحرية ليس معناها العمل العبثي والتخريب والتزوير وما شابه ذلك، ان الاختيار الكيفي للأصل مثله كمثل اخوين كل ينسب نفسه الى اب بالرغم من انهما من اب واحد، وهذا معناه اننا ايضاً نحمل اصلين الواحد بعيد عن الاخر وبالتالي سنفصل الاخوين تماماً عن بعضهما مما يتسبب نزاع كبير على مستوى العائلة وفي كافة المجالات فكيف على مستوى القوم الواحد ؟ انه يصبح بالضبط كنزاع العرب والاكراد، والكرد والاتراك، وهذا غير معقول في شعبنا لأننا نتكلم لغة واحدة، عشنا على ارض واحدة، تأريخنا واحد، ديننا واحد، عاداتنا وتقاليدنا واحدة. عليه علينا كشعب مثقف حضاري التريث في حسم هذا الموضوع والاتجاه الى المشتركات وتعزيزها كي نغدو اقوى واقوى...امتنا ووحدتنا بخير وما يجري من مماكحات واختلاف في الآراء ما بين مثقفينا ليس دليل الفشل على الاطلاق وبارك الله بشعبنا وقيادته وبجهود الخيرين في تدعيم دعائم الوحدة والمحبة بين الاخوة.
وفي الختام لا يسعنا الا ان نقول أدعموا الوحدة بمحبتكم لبعضكم...تكاتفوا...تساندوا...فنحن بكم اقوياء إخوتي وانتم بنا اقوياء....وليذهب كل انقسامي او انفصالي الى.......!!
اوراها دنخا سياوش